الاتفاق مع إيران… صعوبة إقناع الكونجرس
الجمعة25 محرم1435 الموافق29 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
هاورد لا فرانشي- كريستيان ساينس مونيتور
يستعد وزير الخارجية الأمريكي لإقناع الكونجرس بألا يضع عراقيل جديدة في طريق الخطة المكونة من خطوتين التي تحاول القوى الدولية التوصل إليها مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ومهمة كيري ليست يسيرة. ففرنسا وهي أحد الأطراف المتفاوضة مع إيران وصفت الخطة بأنها «لعبة مغفلين» تترك إيران في فسحة من أمرها كي تواصل طموحاتها النووية. وإسرائيل تحض الجماعات اليهودية الأمريكية على أن تضغط بقوة على الكونجرس ليبذل ما في وسعه لكي يثني الولايات المتحدة عن دعم اتفاق مؤقت.
وستقلص الخطوة الأولى من هذه الخطة بعض الأنشطة النووية الإيرانية في مقابل تخفيف يمكن الرجوع عنه لبعض العقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على إيران، ولكنها ستترك اللبنات الأساسية في البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الدولية كما هي. وستكون أمام المفاوضين بعد ذلك ستة أشهر للتوصل إلى اتفاق شامل يمكن التحقق منه لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي في مقابل رفع العقوبات الدولية التي تدمر الاقتصاد الإيراني.
ولكن الكونجرس يريد تعزيز العقوبات وليس تخفيفها في هذه المرحلة، ويؤكد على أن إيران لن يقنعها أي شيء آخر سوى المزيد من الصعوبات الاقتصادية كي توقف برنامجها النووي وتفككه. وقد ظهرت الريبة العميقة التي يتوقع أن يواجهها كيري وسط أعضاء الكونجرس عندما قال السيناتور بوب كوكر -عن ولاية تينيسي- العضو الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية، في تصريح لشبكة «إن. بي. سي» في برنامج «واجهة الصحافة» يوم الأحد الماضي إنه يخشى أن الإدارة «ستبدد نفوذنا» في التفاوض مع إيران.
وقال السيناتور كروكر إن أي «اتفاق جزئي يؤدي بنا إلى نفس الدرب الذي سلكناه مع كوريا الشمالية» مستخدماً المقارنة التحذيرية التي أصبحت زاداً لمنتقدي الاتفاق المرحلي مع إيران.
وسيجد كيري أيضاً أن المخاوف بشأن اتفاق الخطوة الأولى الجزئي المقترح ليست حكراً على الجمهوريين وحدهم. فقد قال إليوت إنجل العضو في مجلس النواب -عن ولاية نيويورك- وهو أبرز الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس يوم الجمعة الماضي إنه «قلق جداً» لأن الاتفاق المبدئي يطالب إيران باتخاذ بعض الخطوات على الفور لتقليص أنشطتها النووية، وليس الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم على سبيل المثال.
وأشار «إنجل» إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي تطالب بوقف أنشطة التخصيب الإيرانية، وقال إنه يريد أن تحقق أي خطوة أولى «أكثر من ذلك بكثير».
واليورانيوم المخصب بدرجة كبيرة هو إحدى وسائل توفير الوقود لقنبلة نووية. ولا أحد يعرف ما إذا كانت إيران قد خصبت يورانيوم بدرجة كبيرة ولكنها تخزن يورانيوم بدرجات تخصيب منخفضة يمكن تنقيته في نهاية المطاف ليصبح من الدرجة التي تستخدم في الأسلحة.
وفي سياق متصل اجتمع مسؤولون رفيعو المستوى من القوى الدولية الست -وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا- مع مسؤولين إيرانيين في جنيف الأسبوع الماضي، وكانوا قد اقتربوا فيما يبدو بحلول يوم الأحد الماضي من اتفاق ظل عزيز المنال على المجتمع الدولي طيلة العقد الماضي. ولكن الجانبين أحجما في اللحظة الأخيرة عن التوقيع على أي اتفاق، ووافقا على المحاولة مرة أخرى بجولة جديدة من المحادثات في 20 نوفمبر الجاري.
وقلل كيري من شأن التقارير التي أشارت إلى عدم الاتحاد بين القوى الدولية، وقال وزير الخارجية في أبوظبي قبل عودته لواشنطن إن الإيرانيين هم الذين «لم يقبلوا» الاتفاق الذي كان مطروحاً على الطاولة صباح يوم الأحد. وقال «وقعه الفرنسيون ووقعناه واتفق الجميع على أنه مقترح عادل».
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي شارك مثل كيري في المحادثات بجنيف لراديو فرنسي إنه «ما زالت تتعين مناقشة عدد من القضايا» قبل التوصل إلى أي اتفاق. وقلل من شأن التقارير التي أفادت بأن فرنسا مسؤولة عن عرقلة الاتفاق المؤقت، وأضاف «لسنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين ولكننا لم نتوصل إليه بعد».
ومن بين القضايا التي قال فابيوس إنه لم تجر معالجتها بشكل وافٍ قضية مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة -وهو مستوى يبعد مراحل ليست بالكثيرة عن اليورانيوم عالي التخصيب الذي يمكن استخدامه وقوداً لقنبلة نووية.
وقال إنه يتعين على الاتفاق أن يعالج قضية إتمام البناء المحتمل لمفاعل الماء الثقيل في «آراك». فإذا بدأ المفاعل في العمل كما هو مزمع في نهاية عام 2014، فسينتج وقوداً مستنفداً يحتوي على البولوتونيوم وهو وقود محتمل آخر للقنابل. وأضاف فابيوس «يتعين علينا أن نقوم بترتيبات بشأن هذا المفاعل في آراك كي لا يجري تشغيله كما هو مزمع». وعلى رغم هذه المخاوف يؤكد مسؤولون أمريكيون بارزون طلبوا عدم نشر أسمائهم أن إصرار إيران على أن يحمي الاتفاق «حقها» في تخصيب اليورانيوم هو ما عصف باتفاق يوم الأحد الماضي.
وقال مؤيدون لنهج الإدارة الأمريكية إنه على رغم احتمال تصاعد الضغوط لوقف أي إجراءات قصيرة الأمد لبناء الثقة مع إيران فقد يستطيع كيري أن يدافع عن موقف إدارة أوباما أمام الكونجرس وهو يعلم أنه لن يتم اتخاذ أي إجراء قبل الجولة التالية من المحادثات في 20 نوفمبر.
المصدر:السبيل