فلسطين : “القدس والأسرى” يستغيثان فهل مجيب؟

السبت4 صفر 1435 الموافق 7 كانون الأول / ديسمبر2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

لا شك أن قضيتي “القدس والأسرى” تُعدّان من أكبر الثوابت الوطنية الفلسطينية، حيث تمثلان خطان أحمران لا يمكن تجاوزهما في أي تسوية أو مفاوضات، كما أنهما على رأس أولويات المقاومة الفلسطينية التي تدافع عنهما بكل ما تستطيع. 

ففي فلسطين أُعلن عن حملتين عالميتين لنصرة هاتين القضيتين؛ الأولى أعلن عنها مفتي فلسطين المحتلة الشيخ عكرمة صبري من القدس والثانية حملة الكترونية من مدينة غزة تحت عنوان “أسرانا فوق الجبين” لدعم قضية المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال. 

القدس

يتواصل الاستهداف الصهيوني البشع والعنصري لمدينة القدس بما تمثله من أبعاد حضارية للأمة دونما إعتبار لأية مواثيق دولية وتمضي غير عابئة بتزوير حضاري ومذبحة حضارية وسرقة غير مسبوقة على كافة الصعد. 

وشهدت المدينة الكثير من التطورات والاعتداءات الخطيرة التي مست المقدسات، وبدى ذلك مؤخراً منها الاستعدادات والاحتفالات الصهيونية المتواصلة بمناسبة مرور 40 عاما على ما سمته زوراً توحيد القدس وإعلانها عاصمة موحدة للكيان العنصري مضياً في استكمال خطوات ابتلاع القدس وأسرلتها وتركيز العديد من المعاني والدلالات الكاذبة على الأرض استنادا إلى العنجهية والقوة التي دأبت عليها دولة الاحتلال منذ قيامها. 

اقرأ أيضا  إغلاق أبواب المسجد الأقصى وملاحقة المصلين من قبل الإحتلال الإسرائيلي

ولا يخفى على كل عاقل ومراقب منصف أن الخطوات الإستراتيجية الصهيونية الخطيرة تمثل امتداداً للسياسات والإجراءات الصهيونية السابقة والتي تقوم على مرتكزات عزل القدس عن محيطها العربي عزلا شبه تام وسلخها عن قراها وبلداتها التي كانت تتنفس من خلالها وتحويل حياة المقدسيين إلى جحيم لا يطاق بفعل الجدار العازل والضرائب الباهظة والمضايقات المستمرة. 

ومن هذا السياق جاءت الحملة الدولية بعنوان “”الحملة العالمية لنصرة القدس” بمشاركة العديد من الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية. 

وأعلن الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى انطلاق الحملة بمشاركة العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وجهات حقوقية ودولية ومنظمات إنسانية. 

وطالب صبري بنصرة عاجلة لمدينة القدس المحتلة “التي تتعرض لحملة “إسرائيلية” شرسة من تهويد وهدم وتشريد وإبعاد، مناشداً العرب والمسلمين بضرورة الدفاع على القدس والمسجد الأقصى. 

ومن المهم الإشارة إلى أن التغييّر الخطير الذي كشفت عنه قوات الإحتلال الصهيونية بمناسبة احتفالها بمرور أربعين عاما على توحيد القدس، يقتضي تغييراً موازياً ورادعاً في المواقف والخطوات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، يليق بمكانة القدس والأمة والتحديات المتغيرة. 

اقرأ أيضا  مفتي القدس: لا وصاية على الأقصى إلا للهاشميين

الأسرى

وليس بعيداً عن قضية القدس تأتي شقيقتها قضية الأسرى في خط متوازي لما تعانياه من ممارسات صهيونية بحقهما. 

فالأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأبشع أساليب وأنواع التعذيب المختلفة في سجون الاحتلال الصهيوني مما زاد من معاناتهم. 

وقد أفادت معطيات حقوقية، بأن حوالي 95%من الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية يتعرّضون عمليات تعذيب متعدّدة الأشكال. 

وذكر نادي “الأسير الفلسطيني” في بيان له أن عمليات التعذيب داخل سجون ومعتقلات الاحتلال تشمل كافّة الفئات العمرية من الأسرى الفلسطينيين وكذلك الأسيرات والمرضى، موضحاً أن أساليب العنف والتعذيب المتّبعة من قبل الاحتلال مختلفة. 

وفي مبادرة لنصرة الأسرى عالمياً وإظهار معاناتهم للعالم أجمع انطلقت من قطاع غزة “الحملة الالكترونية العالمية لنصرة الأسرى” في سجون الاحتلال. 

وقال عصام زهد الناطق الإعلامي باسم الحملة:”نعلن عن إطلاق الحملة الالكترونية العالمية لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال برعاية كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية ولجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والجمعيات الداعمة وفصائل المقاومة”. 

اقرأ أيضا  ميلادينوف: قلقون لاستخدام إسرائيل الرصاص الحي ضد الفلسطينيين

وطالب زهد فصائل المقاومة الفلسطينية بالعمل على تحرير الأسرى بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة، مشيراً إلى أن إطلاق سراح الأسرى واجب شرعي ووطني. 

وأوضح زهد أن الحملة التي بعنوان “أسرانا فوق الجبين” ستنطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك وتويتر”، منوهاً إلى أن هذه الخطوة تمثل مرحلة أولى لنصرة الأسرة وتشكيل رأي عام عربي ودولي لفضح ممارسات الاحتلال. 

ويتعرض الأسرى في سجون الاحتلال لممارسات تعسفية وقمعية راح ضحيتها ما يقارب عن 205 شهيداً داخل السجون بسبب سياسة الإهمال الطبي.  بقلم : محمد عمر

المصدر:صوت الأقصى

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.