رسائل نصرة الأقصى الرسالة الثانية .•*•.أزمة المقاطعة وأزمات الهوية الإسلامية.•*•.

السبت،2 ربيع الاول 1435ه الموافق 4 كانون الثاني /يناير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.

يحزن القلب عندما يرى الأمة التي اختار نبيها اللبن في رحلة الإسراء ،والذي كانت تتوالى عليه الليالي لا يأكل فيها إلا التمر ، وقد استبدل أبناؤها التمر واللبن .. بالبرجر والبيتزا والكولا ، والتي تمثل رمز الثقافة الأمريكية – كما يدعون – …التافهة…!
وتذهل العين مما ترى … عندما ترى الأمة التي نصحها حبيبها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالاحتفاء أحياناً ، والذي كان قدوتها – صلى الله عليه وسلم – ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه ويقول : ” أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة” .. وقد تبدل اخشوشان رجالاتها بعبثٍ وميوعة أفسدت شبابها حتى انتشرت بينهم عادات الهيبز الأمريكي ولبس البوكسر على الطريقة الدانماركية ، وحتى ترى الشاب في الشوارع يتغنج كالساقطات
وعندما يتفاخر الأمريكان في أفلامهم بقتل المسلمين والفتك بهم فيهتف أبناء الإسلام لهم ويتسارعون كالذباب إلى الإقتداء بأبطالهم ،فلا تتعجب من الذلة والمهانة التي تصيب الأمة اليوم ….
ولا تتعجب بعد هذا عندما تتحدث مع شاب عن مقاطعة المنتجات الأمريكية فيقول (دا كل حاجة في السوق أمريكي) ولو صدق في التعبير عن شعوره لقال ( دا كل حاجة في الدنيا أمريكي ) فدنياه تدور حول الطعام والمركب والملبس والمفاهيم الأمريكية
ولا تتعجب عندما يقول آخر (وانت فاكر المقاطعة ده هتأثر فيهم أو إنهم واقفين علينا) فالمسكين يظن أن الأمريكان هم سوبرمان وسبيدرمان وباتمان وغيرهم من الخارقين يطيرون في السماء ويقطعون الفولاذ بأيديهم العارية
ويشخص المشكلة بعض الصرحاء الذي يجيبك فيقول ( والله نفسي – حتى الاكل ده مش صحي – بس خلاص اتعودنا عليها وماعدناش نقدر نسيبها ) ، فهو قد عبر عن أزمة الثقة في النفس وضعف العزيمة في أخذ القرار التي أصابت كيان الكثير من أبناء هذه الأمة فانعكست على استقلاليتهم وقادتهم إلى التبعية بأقبح صورها..

ولذلك لا تتعجب عندما ينظر أحدهم بذهول إلى قوائم المقاطعة والبدائل فيقول لك ( أنا ملتزم بكل هذه القوائم بس شيل كلمة منتجات المقاطعة وحط البديلة والعكس … هو في منتجات غير الأمريكية…) … – أقول لا تتعجب – لأن فكرة البساطة والبعد عن زيف الحياة الدنيا ومعاني الرجولة والعزيمة والإرادة ضعفت في أجيال الأمة – إلا من رحم الله -…
فالحقيقة ..أن أزمة المقاطعة تعكس أزمات في ميادين الهوية الإسلامية والتربية والإرادة والعزيمة فضلاً عن الأزمة في فهم الولاء والبراء وما يقويه من معاني الإنتماء لهذه الأمة وتحمل المسئولية والشهامة … وغير ذلك
أما العبارة التي تتبع هذه الجمل – الصريحة والمعبرة عن الأزمة الحقيقية – والتي تدور حول ( المقاطعة مش هي اللي هتجيب النصر) ، فإنها عبارة تعكس ما ذكره ابن القيم عن الشبهات وتأسسها فوق أسسٍ من الشهوات ، وأن الشبهة تصيب في القلب شهوة فتستقر ، ولذلك كان العلماء يسمون المبتدعة (أهل الأهواء والبدع) إذ البدعة تصادف في قلوبهم هوىً فتستقر ، وهكذا شهوات الجسد التي يحترف الأمريكان إرضائها تنادي على أمثال هذه الشبهات لتسترها….
أقول هذا لأن الحقيقة المرة أن المشكلة ليست في قيمة المقاطعة معنوياً ومادياً ونفسياً في ميدان المعركة ، وإنما المشكلة الحقيقية أن الكثير من أبناء هذه الأمة صار يتنصل من تحمل المسئولية ويستعظم كل جهدٍ يُطلب منه ، وصارت تزعجه أي كلمة تتماس مع شهواته وتطالبه بتركها ، أو تصيب أريحيته بتعكير ، فصار في المحصلة – وللأسف الشديد – معيناً لأعداء الأمة دون أن يدري
ونحن نقول له : نعم ، المقاطعة مفتاح النصر – بإذن الله – …
لأن المقاطعة انتصارٌ في مجال القيم وخطوة نحو استقلالية هذه الأمة في كافة المجالات ،وهي تحرر من ربق التبعية والهيمنة الأمريكية في العادات والتقاليد والقيم والمفاهيم
ولأن المقاطعة انتصارٌ على النفس وتحررٌ من لهثها وتلهفها على كل ما هو جديد وبراق
ولأن المقاطعة – بمعناها الواسع – انتصارٌ على الشيطان الذي يشمل التدخين والأفكار والتقاليد الغربية والأفلام والمسلسلات والأغاني وغيرها من أبواب المعاصي والذنوب
ولأن المقاطعة انتصارٌ للإرادة والعزيمة وعودةٌ بزمام الحياة إلى يديك بدلاً من الانقياد وراء المظهرة الفارغة والمظاهر الخداعة….
ولأن المقاطعة إضرارٌ باقتصادهم وحربٌ على موارد دعم هذا الكيان اللقيط الذي يحتاج إلى مبالغ طائلة ليتمكن من البقاء كجزيرة معزولة عن دول الجوار

ولأن المقاطعة انتصارٌ في الحرب النفسية التي يمارسونها علينا منذ زمن طويل والتي أضفت هالة خرافية على إمكانياتهم ، والتي أثمرت هزيمة نفسية على كافة مستويات الأمة أضعفت قيمتها وأوهنت فعاليتها حتى خرج (بوش) يطمئن الدانمارك أن المقاطعة الإسلامية ستضعف وتختفي مع الوقت…!!!
ولأن المقاطعة انتصارٌ في معركة الأمة الداخلية التي يراد لها التشرذم والتمزق والتفرق ، فهي تثبت إمكانية أن تجتمع الأمة على هدف أو فعل ولو كان بسيط .. فهي شرخ في قاعدة اليهود (فرق تسد)…
والمقاطعة انتصار في ميدان العودة إلى السنة النبوية حيث نتحرر من الأكل والشرب واللبس والحياة على الطريقة الأمريكية ، وندعو للالتزام بهدي النبي – صلى الله عليه وسلم – قدر المستطاع
فمعركة المقاطعة جزء من معركة الهوية الإسلامية ….وما تمر به من أزمة يعكس ما تمر به الأمة من أزمات
فيا أمة الإسلام …. يا شباب الأمة وفتياتها….
لا تساندوا هدم الأقصى بأموالكم ، ولا تعينوا أعداءنا على قتل المسلمين .. وعلى سب الرسول الكريم .. وعلى محاربة الدين..
هذه هي دعوتنا
ليست تحريماً محضاً وليست تشدداً ولا تعنتاً كما يصور أذناب الغرب لكم
ولكنها دعوةٌ لتحرير هذه الأمة من التبعية وخطوة في طريق العودة إلى المجد والرفعة
دعوة ترى فيكم رجال هذه الأمة وتحملكم مسئوليتكم وتنتظر منكم الكثير لتقدموه
دعوة تريد منكم الإقتداء بحبيبكم وقدوتكم – رسول الله صلى الله عليه وسلم – …
دعوة تريد منكم العزيمة والتوبة والعزة ….
إنها دعوة لنصرة الأقصى ….ولنصرة أمتكم ….ولنصرة مقدساتكم
فلنقاطع بضائعم …..
ولنقاطع عاداتهم وتقاليدهم ….
ولنقاطع أفكارهم وأخلاقهم
ولنمض على درب الهدى ونحن نقول…..

اقرأ أيضا  الأخلاق السامية

إني سئمت هوى الدنيا وزهرتها***ومل قلبي ذرا روضاتها الأنف
وقد بلوت لياليها وأنهرها***فتىً وحزت لآليها من الصدف
فلم أجد غير درب الله درب هدىً***وغير ينبوعها نبعاً لمغترفِ
فطرت أسعى إليه أبتغي تلفي به***ورب خلودٍ كان في تلفِ
والناس تصرخ أجحم،والوغى نشبتْ***والله يهتف بي : أقدم ولا تخفِ
ماضٍ، فلو كنتُ وحدي والدنا صرختْ بي***قِفْ ، لسرتُ فلم أبطئ ولم أقِفِ

 المصدر:صيد الفوائد


رسائل نصرة الأقصى
 الزمالك سيطر على المبــــــاراة …..فيــــن الأهلويـــة..
أو  مـــن يحمـــل هـــم الأقصـــى
 

كنت في وسيلة المواصلات أفكر لماذا لا يهتــم الناس بما يحدث بالأقصى .. ؟! .. ولماذا لا يهتمون بمصابات الأمة التي طالت المقدسات والدمـــاء والأعــــراض .. ؟! .. وكنت أرمق الناس تسير وأتساءل ما الذي يشغلهم عن عظائم الأمور..؟! ، وبينما – أنا كذلك – إذ احتدم النقاش فجأة بين بعض الشباب ..

الأول : شوفت المطش …الزمالك البارح كان مسيطر على الملعب..

وجال في خاطري … ألم تكن قضية الأقصى مسيطرة على الجماهير.. ؟ 
ألم تكن هذه الأمة مسيطرة على التاريخ والجغرافيا وحازت من قبل المجد والشرف والقوة..؟! …ألم تكن الصحوة الإسلامية هي المسيطرة على عقول وقلوب الجماهير ..؟! …، فلماذا لم تتوج هذه السيطرة إلى نصرٍٍ وتمكينٍ..؟!

فرد الثاني : هو الأهلي انتهز الفرص… ثلاث فرص بتلات أهداف..

فقلت في نفسي : انتهاز الفرصة..أليس ذلك كتاب كارتر الذي يقوم الآن بدور خطير في السياسة الأمريكية والذي كان يدعو للتقدم وانتهاز الفرصة وتكوين الامبراطورية الامريكية..؟!
أليس انتهاز الفرص هو ما فعله اليهود ليخرجوا المسلمين من أراضيهم ويتقدموا في مشاريعهم ..؟!
هكذا انتصر العدو في المعركة مع أنها لم تكن في صالحة .. لقد انتهز فرص التفرق والاختلاف والذنوب وحب التصدر.. فتغلب على صحوة هذه الأمة وضرب مكامن قوتها…
وتساءلت لماذا لا ينتهز الدعاة الفرص الدعوية السانحة والقنوات التي فتحها الله عليهم ليذكروا الشباب بقضاياهم الحقيقية وبالواجب عليهم اتجاه أمتهم ويعيدوا الصحوة إلى تأثيرها المطلوب..؟!!…

تداخلت الأفكار مع حوارهم حيث قال الأول: بصراحة.. الزمالك كان ضاغط طول المطش ..وهدد شباك الأهلي اكتر من مرة .. دا المطش ده كان جامد ..جامد ..جامد..

فتذكرت كيف كانت هذه الأمة ضاغطة دائماً على عدوها بالفتوحات والجهاد وبالدعوة والمعاملات..وكيف جعلته في موضع الدفاع عن نفسه دائماً..!
تذكرت كيف كان المجاهدون في بيت المقدس ضاغطين على اليهود بثوراتهم المباركة المتتالية وعمليات المهندس الفذة والنوعية..!
تذكرت كيف كان الدعاة وشباب الصحوة بأنشتطتهم الجماهيرية ضاغطين إعلامياً على دعاة السلام والتطبيع الزائف..!
وأخـذت أقارن بين أسلوب الضغط المستمر مع انتهاز الفرص في الملعب الأخضر وبينه كأسلوب عملي وجماهيري فعال وقوي لمناصرة الأقصى ،وأنا أتذكر تكتيكات غزوة بدر وثغرة الجبل في أحد..

فلمــا رد الآخر: عندك حق هو الزمالك لو صبر بقية المطش…كان ممكن يفوز…

تبسمت وأنا أرى المباراة التافهة وقد تحولت في كلام الشباب إلى معركة حقيقية .. وتذكرت غزوة الأحزاب .. وارتباط النصر بالصبر شرعاً وواقعاً .. وكيف مدح الله المؤمنين – في كتابه – على صبرهم وثباتهم … ، وربطه – سبحانه وتعالى – الجهاد بتمحيص المؤمنين وامتحان الصابرين .. ليستأهلو بهذا النصر والتمكين.. 
وأخذت أتساءل :لماذا نرى صبر كثير من شباب الصحوة يضعف فضلاً عن بعض مقدميها..؟! .. لماذا لا نصبر في ميادين الدعوة والمقاطعة والمباديء والثوابت..؟!

وعندما أكمل الأول: هو الأهلي اتفاجيء من أسلوب الزمالك ، وكان فاكر المطش سهل ، بس الزمالك لو استغل عامل المفاجأء كويس كان ممكن يفوز…

عرفت بماذا ينشغل الشباب وكيف يتم تفريغ طاقاتهم وميولهم لطلب النصر وتحقيقه…
فعامل المفاجأة الذي استخدمه النبي – صلى الله عليه وسلم – في عدد من الغزوات مثل غزوة يهود بني قريظة عندما أمر ألا يُصلى العصر إلا في مرابعهم فباغتهم قبل أن يتجهزوا .. لا يفهمه الشباب إلا في المعارك الكروية البطولية ..
هذا العامل الذي تدور خطط العدو في صرف الأمة وإلهائها حتى يتسنى له استغلاله ضد مقدساتنا وإخواننا..
وقلت : لو انصرفت اهتمامات المسلمين قليلاً لتحليل مجريات المعركة الحقيقية مع اليهود والأمريكان لرأوا الكثير ، كما استطاعوا أن يروا هذه التكتيكات الغير مرئية من مجريات المبارايات الكروية …
هـــذا لو اهتم المسلمون ….
لو اهتموا بذلك .. للاحظــوا كيف تراجع اليهود عن طموحاتهم وعن حدودهم الوهمية من النيل للفرات !
وللاحظــوا التراجع الاقتصادي اليهودي والأمريكي بل وتغير السياسة الأمريكية – حتى يأتي رئيسهم يتمسح في هذه الأمة كيف تتركه يسفك دماءها – ، ولعلم عندها أنهم يألمون..بل ويضعفون!!
لو اهتم المسلمون واستخدموا هذه التحليــــلات الكرويـــة لنصرة الأقصى.. لنصـــروه..

اقرأ أيضا  دين الحق والخير والجمال

لو صبروا وضغطوا في هذه القضية واستمروا وانتهزوا الفرص المناسبة ..لأحيوا هذه القضية التي ماتت في نفوس الأمة وغيبت عن اهتماماتهم..
ولكن الأقصـــى يحتــاج أن ينتظر حتى ينتهي الدوري والقمة …لأن القمة الكروية هي قمة الاهتمامات الآن… ويا ليته ينتظر لبعد كأس العالم والبطولات… وياليت اليهود إذا حاولوا هدم الأقصى أن يتجنبوا أوقات الامتحانات وكذلك الأجازات… عســـى أن يهتـــم المسلمـــون بممــا يحدث للأقصى..!!!!!!

ورجعت أتحسر على اهتمامات الشباب وقد عرفت سبب عدم تفاعل مع قضية الأقصى.. إن اهتمامات المسلمين قد صــرفت ، وســاعدت الفضــائيات والنـــت على ذلك…
لقد صارت اهتمــــامات كثير من المسلميــــن – اليوم – تــدور حول أمور تافهة .. وقد تملكت منهم هذه الأمور حتى صارت في حسهم مقدسات لا يقبلون توجيه النقد لها أو الصدام معها..
اهتمــــامات كثير من المسلميـــن تـــدور اليـــوم حول ما تشتهيه نفــوسهم وتطلبه أجســـادهم من متع زائلة …أما أرواحهم وما يزكيـــها وأمتــــهم وما ينصـــرها ويرفـــع شأنـــها .. فليـــس من شــأنهم..!!
اهتمــــامات كثير من المسلمين بيد أعدائهم .. فيستغفلوهم ويضللوهم ويشغلوهم عما فيه منفعتهم ومنفعة أمتهم ، إلى أن وصل الحــال أن استبدلنا العـــداء مع اليهود والأمريكان .. إلى العـــداء مع الفلسطينيـــن والجزائـــرين ..فأي تضليـــل بعد هذا التضليـــل..؟!
اهتمــــامات كثير من المسلمين اليــــوم تدور مع الكرة بين أرجل اللاعبين.. وتتنقل بين الدوري والقمة والكأس والاولمبياد.. وتنتهي عند دهان الشعر وموضة اللبس ونوع الموبيل والسيارة…
والعجب فوق ذلك من بعض المنتسبين للصحوة وقد صارت اهتمامات بعضهم تدور حول الجلوس أمام القنوات للبحث عن بعض الأسماء ، والبعض الآخر منهم اهتمامه نبش أخطاء الدعاة والعاملين الصادقين وتصيدها وقد جعل هم حياته تثبيط كل عامل للإسلام غيره.. وصرف الناس عن أي دعوة صادقة غير ما ينتمي لها..ويحقق منتهى آماله أن يدعوه من حوله بالشيخ.. والآخــر صــارت قضيته محاربة الإدمــان !!!
فقلت: لك الله يا أقصــــى ….فما عـــادت أمتى تهتم بما يحصل لك ..؟!
يا أمتي … من يحمـــــل هم الأقصــــى…؟!… مـن يحمــــل هم الإســـلام ..؟! ..
أمثل هذه الاهتمامات ستحـــرر الأقصــــى وتعيـــد المجد وتنصـــر الإســلام..؟!
أين هذه الاهتمامات من اهتمامات صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -..؟!
انظر إلى أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وهمه واهتمامه بنشر الإسلام ودعوة النجباء إليه والانشغال بما يصيب المسلمين، فلا يسمع عن مسلم يعذب إلا يفتديه بماله حتى يقولوا له لو اعطيتنا أقل من ذلك لقبلنا ،فيقول لو طلبتم وزنهم ذهب لدفعت ..فأين من المسلمين اليوم من يقتدي بأبي بكر..؟!
وانظر إليه يسير –في الهجرة – أمام النبي وخلفه وعن يمينه وشماله خوفاً أن يصيبه أذى لتعرف ما يشغل ذهنه … ثم يضع قدمه في جحر الثعبان حمايةً لرسول الله ، ويلدغه الثعبان فلا يتحرك خوفاً أن يقلق منام رسول الله –صلى الله عليه وسلم – .. فأين المسلمون اليوم من مثل هذا الهم الذي ملك عليه كل شيء فبذل لله كل شيء ..؟!
أين المسلمون اليوم من همة عمر واهتمامه بعزة المسلمين وإذلال أعدائهم .. من أول يومٍ أسلم فيه … وفي يوم هجرته ينشغل بمعنى العزة وتقريره فينادي من أراد أن تثكله أمه فليأتيني خلف هذا الجبل … وبعد بدر ينشغل بمعاني الولاء والبراء وإذلال المشركين فيشير على الرسول بقتل أسرى بدر فينزل القرآن موافقاً له … فيصير لو سار في وادٍ لسلك الشيطان وادٍ آخر …فأين عمر اليوم من تدنيس اليهود لباحات الأقصى وخوضهم في الدماء ..؟! وأين همة الشباب في الاستعلاء على الجزائريين والعكس من هذه الاهتمامات العمرية..؟
أين شباب الأمة من معاذ ومعوذ ابني عفراء وهما في بدايات سن الحلم.. وكل ما يهمهم قتل أبو جهل (لا نجونـــا إن نجى).. لماذا..؟..لأنه (كان يـــؤذي رســول الله ) – صلى الله عليه وسلم -..؟.. ثم تصاب ي\ أحدهم فتمنعه من إكمال الجهاد فيقف عليه فيخلعها حتى يكمل تسطير المجد في بدر.. هؤلاء هم شباب الصحابة .. فأين شباب اليوم منهم…؟!
أين حرص كلٍ منهما على المشاركة في قتل أبي جهل من حرص شباب اليوم على المشاركة في نقاط المباراة..؟!
أين اهتمامات الشباب من ابن عباس وهو غلام عندما رأى علماء وصحابة رسول الله يستشهدون فحمل همّ جمع ما معهم من علم .. من حديث رسول الله ..فجمعه وصار بحر هذه الأمة ؟!
هذه كانت هموم من بنوا للأمة مجدها وفتحوا قدسها ونشروا في كل البقاع دينها …فيا حسرة على اهتمامات المسلمين اليوم..؟!
ولما تبدلت اهتمامات المسلمين وانشغلوا ببناء القصور والصراعات على النفوذ نزل الذل ودنس الأقصى واستُبيحت الحرمات …
وظلت الأمة تعاني من ويلات الصليبين حتى جاء أمثال نور الدين وصلاح الدين .. فتجدد الهمّ وتكاتفت الجهود فتنزل عليهم النصر..
فيروي في مجلس نور الدين محمود حديث متسلسل بالتبسم فطلبوا منه التبسم ليحفظ التسلسل.. فما استطاع وقال : ( إني لأستحي من الله تعالى أن يراني مبتسماً والمسلمون محاصرون بالفرنج )…
ومن همه بتحرير الأقصى يبنى المنبر ويحمله معه في الحروب ليزين الأقصى به متى حرره .. ويقسم ويقول ( والله لا أستظل بسقف حتى آخذ بثأري وثأر الإسلام). … ويلقي نفسه في المعارك فيحاولوا منعه خوفاً عليه وعلى معنويات الجنود فيقول : ( من كان يحفظ الدين والبلاد قبلي غير الذي لا إله إلا هو؟ ومن هو محمود؟) فيبكى من حوله…
وبمثل هذا الهم خرج جيل صلاح الدين الذي حرر القدس وأعاد الأقصى…
واليوم تغيرت الهموم فلا صارت تدور حول جاهٍ وقصر ولا هي تسعى إلى عزٍ ونصر ، بل صارت تدور على سفاسف الأمور التي لا تبني دنيا ولا تصلح ديناً.. وتملكت عقول الشباب واستحوذت عليه دعاوى أعدائه حتى صار الكثير منهم ينظر لكل من ينصحه على أنه رجعي إرهابي متشدد..
فلا عجب إذن أن يحرق منبر الأقصى .. ويصول اليهود في باحاته ويخططوا لهدمه ويحفروا الأنفاق تحت أساساته .. فما عاد شباب الأمة يحملون همه .. ولا ينشغلون بنصرته .. 
وكيف ينشغلون بذلك وهناك مشكلة التعادل في المبارة التي أفقدتهم نقطتين ، فالتركيز الآن كيف نعوضهما .. وهناك مشكلة الجزائر التي صعدت لكأس العالم فالدعاء الآن أن تُمنَى بــــــشر هزيمة لتكون لمن بعدها آيـــة وعبــــرة… فضــلاً عن مصيبــــة اللاعب الخائن لجماهيره ولانتماؤه وللفريق الذي رباه صغيراً … كيف تنكر لهذا ترك الفريق من أجل الاحترافية المنشودة … الموسم الكروي (بقى سخن).. وللأسف هيكون وقت الامتحانات…و….و….و…لا نستطيع الجمع بين كل هذه الاهتمامات والأقصى .. والله لا يكلف نفسا إلا وسعها !!!!!!
يا أخــــوة الإســـلام…..

اقرأ أيضا  من الأسباب المعينة على قيام الليل .. اجتناب الذنوب والمعاصي

دَمُ المصليـــــن في المحراب ينهمر **** و المستغيثـــون لا رجـع و لا أثر 
و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت **** عيونها في عذاب الصمــت تنتظر 
تُســـــائل الليـــل و الأفـلاك ما فعلت **** جحافل الحـــق لما جاءهــــا الخبر 
هل جُهزت في حيــــاض النيل ألويةٌ **** هل في العـراق و نجد جلجل الغير 
تُسائــــل القـــدس هذا الليـــل حائرةٌ **** و نحـــن بالقـــولة النكـــراء نعتذر 
ياليت شعـــــري أضاعـــت كل عزتنا **** حتى استبــــاح حمــــانا جهرة قذر 
يا أمـــــة الحق إن الجـــــرح متسع **** فهل تُـــرى من نزيف الجـرح نعتبر 
على أســاس الهدى كانت مدائننـــا **** و في سبيـــــل العــــلا لم يُثننا سفر 
لم نفتخـــــر أبـــداً بالطيـــن أبنيــــة **** كلا و لكننــــا بالعــــدل نفتـــــــــخر 
إذا تطــــــاول بالأهــــــرام منهـــزم **** فنحــــن أهـــرامنا سلمـــان أو عمر 
اهرامـــــنا شــــادها طه دعائمــــه **** وحي من الله لا طيـــن و لا حجــــــر 
أهرامــــنا في ذرى الأخلاق شامخة **** هي السمـاحة و هي المجد و الظفر 
أهرامـــــــنا في ربى التوحيد راسخة **** غيــــــث النبــــــوة يسقـها فتزدهر 
يا أمــــــة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت **** فينا المروءات و استشرى بنا نخوة
أمــــــا لنا بعد هذا الــــذل معتصــــمٌ **** يجيــــب صرخة مظلــــوم و ينتصــر 
أمـــا لنا من صـــــلاح الدين يُعتقـــنا **** فقد تكالب في استعبـــــادنا الغجــــر 
يا أمـــــة الـــحق إنا رغـــم محـــــنتنا **** إيمــــــاننا ثابـــــت بالله نصطبــــــر

يا إخـــوة الإســلام … 
ألا تهتمون بهذه المصـــائب ..؟! ألا تنشغـــلون بمجد أمتـــكم وما يهددها من أخطـــار..؟
يا أخوتي لقد ذكر الله تعالى صفات المنافقين فقال : [وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ] ..
يقول السعدي: ( [قد أهمتهم أنفسهم] فليس لهم هم في غيرها، لنفاقهم أو ضعف إيمانهم ) ..
وفي تفسير ابن كثير : (والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هَمٌّ إلا أنفسهُم، أجبن قوم وأرعنه، وأخْذَله للحق { يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ } كَذَبَةَ، أهل شك وريب في الله، عز وجل )… 

فمن علامات أهل الإيمـــان الاهتمـــام بإخـــوانهم وبقضايا أمتهم وكيفية نصرها والانتقام من أعدائها وتحرير مقدساتها ، ومن أخـــلاق المنافقيـــن عدم الاهتمـــام إلا بأنفسهم وفوق ذلك هم أجبن الناس وأخذلهم للحق .. 
فبأي الفريقين نقتدي..؟ وتحت أي لواءٍ نحب أن ننتمي..؟ ..
يا إخـــوة الإســلام … 
لقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (من كان همه الآخرة ؛ جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا ؛ فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ) …
فمن يحمل هم الآخـــرة ..؟! .. من يحمل هم الإسلام..؟!.. من يحمل هم الأقصى..؟!
لقـــد جالت هذه المعــاني في خاطري فأحببت أن أسطرها وأنا أتســــاءل ..
هــــل سأجـــــــد مــــن شبــــــاب الأمـــــــة مـــــن يقــــول : 
أنـــا أحمل هم الأقصــــى … أنـــا أحمـــل هم الإســـلام.. ؟!!

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.