مقالة : حاجتنا إلى نهضة دينية صحيحة

السبت،2 ربيع الاول 1435ه الموافق 4 كانون الثاني /يناير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.

نجيب سليمان رشدان 

سنة الله سبحانه في خلقه أن الضعيف مستهدف لهجمات الأخطار فتراه يؤثر فيه ما لا يؤثر في القوي من علل وأمراض. تجد جراثيم مرض من الأمراض تحيط بقوي وضعيف وقد تصيبهما وتمتزج بدمهما فينجو الأول وتنال من الثاني فتجعله طريح الفراش أو ساكن القبر.

لنرجع إلى أنفسنا نحن المسلمين ولننظر هل أن هذا العالم الإسلامي الذي نـزل فيه ما نـزل من ويلات وخطوب قوي أم ضعيف. أفلا نجد ضعفاً بعد قوة وذلاً بعد عزة. ومن الملوم على ذلك سوانا وقد تركنا الدين جانباً دين الفطرة دين القوة دين العلم دين العقل دين الحياة!

اقرأ أيضا  الخليج والقواعد العسكرية الغربية.. الأمن الوهمي

أفينجي المريضَ من ألمه تركه الدواء الذي جعله المولى سبحانه سبباً لشفائه وتوسله بأسباب أخرى ليست برادة عنه ما يعانيه؟ كلا. أو ينجيه أيضاً جعله (وصفة) الطبيب الماهر النصوح تحت وسادته دون أن يعمل بمقتضاها؟ كلا. وهل يلام الطبيب أن تفاقم الداء وتعذر الشفاء ومريضه لا يسمع له قولاً؟

ونحن نحن كيف ننجح النجاح الحقيقي في شتى مناحي الحياة والدين ضعيف كما ترون أو نحن ضعاف بالمعنى الأصح لأن الدين يقوى بنصرة أبنائه له واستمساكهم به وهم يقوون به ويعزون. وقد أكد التاريخ واقعياً أن الإسلام قانون النجاح وأكد المسلمون أنهم به نجحوا وها أن الأمم المتمدنة الغالبة اليوم تسير حسب كثير من أوامر الإسلام وإن سمت هذه الأوامر بغير أسمائها وعزتها إلى غير أصحابها. ولكن الكثيرين من المغرورين بمظاهر المدنية المخدوعين بسرابها لا يجدون بنظرهم القاصر وسيلة لنجاحنا كما نجحوا إلا الترهات والملتويات من القواعد والطرق التي لا تغني عن الحقائق شيئاً.

اقرأ أيضا  غوتيريش: سنواجه مشكلة كبرى حال تخفيض الدعم الأمريكي للأونروا

فللحياة الصحيحة سنن ثابتة قد حواها الإسلام وهو خاتم الأديان ودين العالم لا محيد عن العمل بها لمن أرادها أما الاكتفاء بالقول بأنا مسلمون أبناء مسلمين فلا يجدي نفعاً:

إن الفتى من يقول ها أنا ذا 

ليس الفتى من يقول كان أبي 

 

وكم عانى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المصاعب وتحمل من المصائب هو وأصحابه رضي الله عنهم حتى انتصر الحق على الباطل بفوز الإسلام.

وبعد فما أحوجنا إلى دعاة مخلصين يبثون تعاليم الدين الصحيح ويحملون الناس على العمل بها بين رجال اليوم، وما أحوج مدارسنا إلى تلقي هذه التعاليم وفيها رجال الغد، وما أقرب الفوز من أمة تعتصم بحبل الله.

اقرأ أيضا  إصابة 6 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي شمالي القدس

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد العاشر، 1354هـ

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.