طبيبة الأطفال الأوكرانية أولجا ألكسندر

                                   طبيبة الأطفال الأوكرانية أولجا ألكسندر

الخميس،21 ربيع الاول 1435ه الموافق 23 كانون الثاني /يناير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.

لم تكن طبيبة الأطفال الأوكرانية أولجا ألكسندر التي نشأت في بيئة تحرم على الشباب أي مظهر من مظاهر التدين، حتى لو كان الذهاب إلى الكنيسة تتخيل أنها بعد سنوات من تخرجها ستعتنق الإسلام وستتحجب وتشكر ربها أن هداها لهذا وما كانت لتهتدي لولا أن هداها الله.

كانت طالبة الطب المحتشمة قد قابلت زميلا لبنانيا أتى في منحة من بلاد الشرق بعاداتها الطيبة و شهدت في خصاله ما فتح عينيها لأول مرة على مبادئ الأديان السامية.. صحيح أن والدتها الأوكرانية ووالدها الألماني كانا مسيحيين وأورثاها هذا الدين في السبعينات إلا أنهما لم يكونا متدينين ولم تكن في هي أيضا مهتمة مثلها كمثل باقي الشباب المندرج تحت عباءة الاتحاد السوفيتي قبل تفككه .

تقدم الطبيب الشاب لخطبتها وسريعا ما عقدا القران وعاشا في العاصمة كييف وقد بدأت تعمل كطبيبة أطفال وتحرز شهرة لابأس بها.

اقرأ أيضا  الاحتلال يحقن أساسات الأقصى بمواد كيميائية

لم يمر عام ونصف العام حتى أخبرها زوجها بضرورة العودة معه إلى بلده الأم لبنان بالرغم من الحرب الأهلية الدائرة هناك، فوافقت ورحلت مع رجلها وهي حامل في طفلتها الأولى وهناك قابلت أسرة زوجها الطيب، فانكسر حاجز آخر في طريق معرفتها بالإسلام. تقول: عام 1982 تعرفت جيدا إلى أخت زوجي، كانت معاملتها معي في غاية المودة وكانت تساعدني على التأقلم في بيئة غريبة عني.. فلم أعد أشعر أني غريبة وعرفت أنها لم تكن متدينة ولكن زوجها المتدين أرشدها بشكل تلقائي إلى أروع ما في الإسلام من معاملة..

وتضيف: بدأت أتأمل سلوكهما وهما يدعوان الأقرباء للولائم وكيف كانا في غاية الكرم، لا يأكلان إلا إذا اطمأنا على راحة الضيوف ولاحظت كيف أنهما يتجنبان الخوض في سير الناس ولا يذكران أحدا بسوء في غيبته أو في غير غيبته..

وتستطرد: قارنت حالهما بحال أناس غير مسلمين في بلدي مستغرقين في أنفسهم والحياة المادية ولا يعطون إلا بقدر ما يأخذون، وبحال مسلمين شكلا غير متدينين، بعيدين عن هذه الأخلاق التي تشرح الصدور وتطمئن الفرد والجماعة، فانشرح صدري لهذا الدين.

اقرأ أيضا  بريطانيا .. التحقيق في رسائل تدعو للاعتداء على المسلمين في 3 أبريل

 ولكن حدثت حادثة أخرى كانت هي السبب المباشر في إسلامي فقد كانت لي جارة طفلاها في مثل سن طفلي وكنا نذهب معا إلى المدرسة لتوصيل الطفلين البالغين عمر الدراسة ونعود كل منا تحمل طفلها الآخر، وذات يوم سمعت صراخا من شقة جارتي وعرفت أن طفلها الصغير صعد على كرسي بالمطبخ، ونظر من النافذة فاختل توازنه وسقط فمات.. صعدت أعزيها في مصابها فوجدتها أشبه بالدجاجة المذبوحة لا تتحمل الألم تنتفض من مكان إلى مكان، وعندما عدت لغرفتي لم أنم هذه الليلة، فقد كنت أعرف من أخت زوجي أن المؤمنات صابرات راضيات بقضاء الله وقدره، وقلت لنفسي ماذا لو حدث لي نفس الأمر ومات طفلي؟ ماذا لو كنت مسلمة ومؤمنة بأن كل شيء من الله هو خير؟

أحسست أن الإسلام يمنح الإنسان طاقة رهيبة وقدرة على التحكم في الحياة وما يحدث فيها.. أخبرت زوجي عن رغبتي في أن أصبح مسلمة ولم يكن يضغط علي في شيء أبدا ويتركني حتى أقتنع بما يحب، فوجدته مرحبا وقال لي الأمر بسيطا تنطقين الشهادتين.

 قمت من فوري ونطقتهما ثم قضيت أسبوعا لأحفظ من كتاب ابني الصغير الفاتحة وسورة الإخلاص، وفور حفظهما وفهم ما تيسر لي من المعاني وقفت على سجادة الصلاة أصلي لله القادر الرحيم .

اقرأ أيضا  الوزير: قد يعاد فتح المزيد من المواقع السياحية إذا كان كوفيد -19 تحت السيطرة

وبعد ستة اشهر قررت أن أتحجب، وقد كان من طبعي الحشمة فلم أجد صعوبة في ذلك وأخذت أسأل عن كتيبات تشرح لي أمور العقيدة وأسباب نزول الآيات ووجدت ضالتي عند أهل زوجي ففعلت.

قالت الطبيبة أولجا إنها تعاني صعوبة في السفر إلى بلدها الأم لأن مجتمعها لايزال غير متقبل لمشهد امرأة ترتدي الحجاب، وإنها باتت تفضل السفر إلى أوكرانيا شتاء فلا تظهر أسباب دينية لتغطية الرأس والملابس المغطية للجسد كاملا وبالتالي لا تتعرض لمضايقات في الشارع!

البشرى:       حوار خاص أجرته لجنة التعريف بالإسلام يونيو 2013 م.

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.