المقداد: الجولة الثانية من محادثات جنيف لم تحقق أي تقدم… والمعارضة: المفاوضات وصلت إلى ‘طريق مسدود’

السبت،14 ربيع الثاني 1435ه الموافق 15 شباط / فبراير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.
جنيف

اعلن وفد المعارضة السورية المشارك ان الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2 وصلت الى ‘طريق مسدود’، وذلك اثر لقاء منفصل عقده الجمعة مع الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
وقال عضو الوفد لؤي صافي في مؤتمر صحافي ‘وصلنا الى هذا الطريق المسدود. ارجو ألا يكون السد جدارا سميكا لكن عثرة او عقبة يمكن ان نتجاوزها’.
واضاف ‘المفاوضات تعثرت. هذا ليس سرا. وصلنا الى نقطة لا يمكن تخطيها الا بوجود فريق آخر يريد ان يتعاطى مع الحل السياسي’.
اضاف ان ‘الفريق الحالي الذي ارسله النظام لم يبد اي تجاوب، علما ان الموضوع يمس كل السوريين’.
واشار الى انه ‘اذا لم يتغير الأمر، فالاستمرار على هذا الحال يعني ان المفاوضات لا تسير في الطريق المرسوم لها من اجل تحقيق الحل السياسي’ للازمة المستمرة منذ نحو ثلاثة اعوام.
ولم يتمكن الوفدان الحكومي والمعارض اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة خلال الجولة التي بدأت الاثنين ومن المقرر ان تختتم الجمعة، في الاتفاق على جدول اعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الاولويات بين ‘مكافحة الارهاب’ و’هيئة الحكم الانتقالي’.
من جهته قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ان ‘هذه الجولة لم تحقق اي شيء’.
واكد المقداد ان ‘الطرف الآخر لا يعترف بوجود ارهاب وسيارات مفخخة وكل التنظيمات الارهابية’، مشيرا الى انه ‘على الرغم من ذلك فاننا سنستمر بهذه العملية’ السياسية.
واضاف ‘سنواصل مناقشاتنا حتى التوصل الى اتفاق في هذا الشأن. هذا امر حاسم للشعب السوري’.
ويكمن الخلاف الاساسي القائم منذ بداية الجولة الاولى في كانون الثاني/يناير حول اولويات البحث.
ففي حين تطالب المعارضة بالتركيز على مسالة هيئة الحكم الانتقالي التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديموقراطية، يتمسك النظام بان المطلوب اولا التوصل الى توافق على ‘مكافحة الارهاب’ الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة، مؤكدا ان الحوار حول مستقبل سوريا يكون على الارض السورية وان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الجمعة إن الجولة الثانية من محادثات جنيف لم تحقق أي تقدم.
وقال المقداد في مؤتمر صحافي بمدينة جنيف في سويسرا ‘نعبر عن أسفنا العميق لأن هذه الجولة من المباحثات في جنيف لم تحقق أي تقدم ونحن جئنا إلى جنيف تنفيذاً للموقف السوري للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وللأسف الطرف الآخر جاء بأجندة غربية غير واقعية وهي ذات بند واحد وتتعامل بشكل انتقائي مع بيان جنيف’.’
وأشار إلى أن الطرف الآخر ‘لا يريد التحدث سوى عن بند الحكومة الانتقالية في حين نحن جاهزون لمناقشة كل شيء ونحن نصر على البدء ببند وقف العنف ومكافحة الإرهاب وعند التوصل إلى اتفاق عليه مستعدون لمناقشة الحكومة الانتقالية’.
وأضاف ‘سنؤكد للشعب السوري أننا جئنا إلى جنيف بكل رغبة صادقة من أجل وقف القتل والإرهاب وكل القضايا الأخرى التي وردت في بيان جنيف الأول وسنقول لهم ان الطرف الآخر لا يعترف بوجود إرهاب أو سيارات مفخخة أو مجموعات إرهابية إلا أننا ورغم ذلك سنستمر بهذه العملية’.
وأضاف المقداد أنه يجب الالتزام بوثيقة جنيف من قبل راعيي المؤتمر ‘وأي أفكار مخالفة لنص وروح هذه الوثيقة نرفضها’.
وكانت الجولة الثانية من المحادثات بدأت الاثنين الماضي بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين.
من جهة أخرى، اعتبر المقداد أن تصريحات وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة منسقة شؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس ‘غير مقبولة أبداً لأنها لا تعترف في الكثير منها أن هناك إرهاباً في سوريا وأن هناك مجموعات إرهابية تعيق دخول المساعدات الإنسانية كما انها تتجاهل وجود مناطق أخرى بحاجة إلى المساعدة وهي تدلي بتصريحاتها بناء على أساس توصيات جهات معينة’.
وكانت آموس حضت مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات فورية لوقف الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا.
ودعت المجلس إلى إصدار قرار فوري بهذا الخصوص، وقالت إنه من غير المقبول أن يستمر النظام ومسلحو المعارضة في ارتكاب انتهاكات فاضحة.
وكشف الصافي، أن الوثيقة التي قدّمها الائتلاف خلال محادثات ‘جنيف2 ‘ تضع مسؤولية تطبيق ‘جنيف-1′ على عاتق الهيئة الإنتقالية، معلناً عن تعثّر المفاوضات الحالية.
وقال الصافي في مؤتمر صحافي في جنيف، الجمعة، إن ‘وثيقة الائتلاف التي قدّمت تضع مسؤولية تطبيق جنيف1 على عاتق الهيئة الانتقالية’.
وأكّد أن الائتلاف ‘لم يسمع أي ردّ إيجابي من الوفد الحكومي بشأن هذه الوثيقة’.
وأضاف الصافي أن ‘بيان جنيف1 ‘ يحدّد الطريق إلى سوريا سلمية وحرة’، مشيراً إلى أن ‘المفاوضات الحالية في جنيف تعثّرت، ووصلنا الى نقطة لا يمكن تخطيها إلا بوجود فريق يريد التعاطي مع الحل السياسي.. السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية’.
وقال إن ‘الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية لم يتغيّر’، واعتبر أن موسكو قرّرت الدفاع عن النظام السوري، داعياً إيّاها إلى وقف دعمها للنظام، ولعدم استخدام حق النقض (الفيتو) لإيقاف القرار المقدّم في مجلس الأمن بشأن سوريا.
وطالب الصافي المجتمع الدولي بالضغط على دمشق للتوصّل إلى حل سلمي، مؤكداً أن الائتلاف لم يهدّد بالانسحاب من مفاوضت جنيف.
وفي حديثه عن جولة ثالثة من المحادثات، قال الصافي ‘لم يتم تحديد موعد الجلسة القادمة، أما بشأن الجولة الثالثة، فنحن بانتظار نتائج مشجّعة’ من الجولة الثانية الحالية.
وأعرب عن رغبته في هذا الصدد بـ’أن يتعامل الفريق الآخر مع هذه الجلسات والمفاوضات بكل جدية’، مجدداً التأكيد على أن الوفد يشارك في المحادثات بهدف إنهاء معاناة الشعب السوري.
وفي إشارة إلى نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، قال الصافي إن من يقصف الشعب لا يشعر بالمسؤولية، معتبراً أن إيقاف العنف يتطلب سلطة جديدة تحترم السوريين.
وأكّد أن ‘محاربة الإرهاب مسؤولية كل سوري’، مشيراً إلى أن ‘المعارضة المسلّحة، لا الجيش السوري، هي من تحارب الإرهاب حتى الآن’.
يذكر أن جولة من المفاوضات انتهت في وقت سابق الجمعة، بين المبعوث الأممي والعربي الى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، والوفد الحكومي السوري.

اقرأ أيضا  اجتماع دولي جديد حول سوريا في نيويورك

المصدر: وكالات

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.