المهنج النبوي في التعامل مع المسلم الجديد (الزي الإسلامي)

الثلاثاء،7جمادى الثانية1435 الموافق8نيسان/أبريل 2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا“. 

المحامي منيف العجمي

قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، ويقول سبحانه وتعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ..}، في هذه الآيات وغيرها أرشدنا الله عز وجل إلى التزين عند الذهاب إلى المساجد، والتزين غالبا ما مقترن بالملابس.. 

المسلم الجديد -في الغالب- يأتي من بيئة لا تعرف مقياسا أو معيارا في ضوابط الزي، بل إن بعض البيئات والدول يكون الزي الرسمي لها مخالفا لأحكام ونصوص الشريعة الإسلامية، وهناك دول تتمتع بالحريات غير المقيدة، ولذلك نجد لديهم أشكالا من اللباس خارجة عن المألوف من طبيعة البشر

فما هو المعيار الفصل في مسألة الزي الإسلامي؟ 
ينبغي -بداية- أن نُعلم المسلم الجديد (رجلا كان أو امرأة) الغرض من اللباس، وهو ستر عورة المسلم، ثم نبين له هذه المسألة لكي يسهل الأمر عليه، ويتقبل ما يأتي بعد ذلك من أحكام في القرآن والسنة النبوية

اقرأ أيضا  رمضان وفتح أبواب السماء

فبالنسبة للرجل هناك محاذير نص عليها الشرع مثل لبس الحرير، وكالجلباب الذي له ذيل يجر على الأرض (خيلاء)، والتشبه بزي النساء، وغير ذلك، وأخرى تتعلق بالمظهر العام، مثل ارتداء الملابس التي عليها شعارات لغير المسلمين، مثل الصلبان أو نجمة داود، وغير ذلك.. 

وبالنسبة للنساء، فقد نهى الشرع المرأة عن ارتداء الملابس المتبرجة، وهي الملابس الكاشفة للعورة التى يجب أن تُخفى، وفيها قال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}، وألا تبدي ما خفي من زينتها، إلا ما أباح الله إبداءه، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}. 

لقد جاء في الإسلام من السعة والتوسعة ما لم يأت في دين آخر، وهذا من رحمة الله عز وجل، والمجتمع المسلم معروف بالحياء، والفطرة الحسنة السليمة، ويراعي الإسلام المصالح، ويدرأ المفاسد

اقرأ أيضا  وقفات مع الوسيلة الشرعية في الدعوة إلى الله

إن الهيئة الحسنة، وحسن الهندام، والمظهر الجميل، عنوان للرجل والمرأة المسلمة، وفي حد ذاته دعوة إلى الله عز وجل، فبعد أن مَّن الله على المسلم الجديد بالهداية، ينبغي أن يرى أثر هذا التغيير على الظاهر، كما تغير الباطن، فيبتعد عن الإسراف، والشهرة، والخيلاء في اللبس، ويرتدي من الملابس أحسنها إظهارا لنعمة الله وشكره عليها، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “كُلُوا وَاشْرَبُوا، وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ”، كما ينبغي عليه (رجلا كان أو امرأة) مراعاة ماجاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من أحكام خاصة باللباس، وأن يراعي المصلحة من غير إفراط ولا تفريط، ومراعاة تغير العادات والتقاليد من بلد لآخر، فلا يغير ملبسه، فيخالف مجتمعه، فيصبح غريبا في بلده، طالما كان ذلك ضمن الإطار الشرعي

اقرأ أيضا  إقامة الخلافة طريق الخلاص

نصيحة
ينبغي الترفق مع المسلم الجديد عند تعليمه أحكام الزي الإسلامي، لأنه ألف عادات سار عليها عشرات السنين، ولا يصح أن يطالب بتغيير كل ذلك الإرث في يوم وليلة، كما يجب علينا أيضا تصحيح بعض المفاهيم التي قد يفهمها المسلم الجديد خطأ، خاصة ما يتعلق منها بالزهد والتواضع، وأن هذا لا يتعارض مع الزينة المطلوبة من المسلم، حتى عند الذهاب إلى المسجد

المصدر: الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.