مأساة مخيم اليرموك “تتدحرج إلى الأسوأ” مع مرور الأيام

alquds.co.uk

الاربعاء،23 جمادى الثانية1435ه الموافق 23 نيسان/أبريل2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا“.

سوريا – دمشق

أكد عضو تجمع أبناء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية صالح أبو فتيان، أن مأساة مخيم اليرموك “تتدحرج إلى الأسوأ” مع مرور الأيام، مشدداً على خطورة الموقف خصوصاً مع عدم تنفيذ بنود المبادرات الداعية لرفع الحصار المفروض عليه منذ أكثر من 280 يوماً و ذلك حسبما أفاده فلسطين أون لاين.

وقال أبو فتيان في حوار خاص مع “فلسطين”: إن من تبقى من سكان داخل اليرموك مهددون فعليا بالموت، نتيجة لشح المواد الغذائية، عوضا عن النفاد الكامل للأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.

وأشار إلى أن ثلاثة من أبناء المخيم استشهدوا بعد إصابات طفيفة اصيبوا بها، وذلك بسبب عدم وجود معقمات وأدوية طبية، وخلو المستشفيين الرئيسين في المخيم “فلسطين” و”الباسل” من أي طواقم طبية تتابع الوضع الصحفي للاجئين.

وأوضح أبو فتيان أن سلسلة الموت جوعا لم تتوقف في صفوف اللاجئين في مخيم اليرموك، ولاسيما من كبار السن والأطفال والنساء، منوها إلى أن العديد من الحالات تستشهد وتدفن دون أن توثق أو تعلم فيها أي جهة رسمية أو غير رسمية.

بشكل أكبر

وشدد على أن مأساة الشعب الفلسطيني الممتدة منذ عام 1948، “تعاد فصولها وبشكل أكبر وأقسى” في مخيم اليرموك حالياً، حيث القتل والاعتقال والاستهداف والتهجير والاضطهاد والتجويع والتشريد، فضلاً عن الظروف المعيشية المتردية.

وأردف : “المخيم مهدد بالإزالة، وهناك مؤامرة دولية إقليمية محلية عليه، ليزال ويتبعثر بسبب وجوده كمركز ثقل للاجئين الفلسطينيين في سورية”، متابعا بأن اليرموك بات كالعائلة التي لا كبير لها، “أو مسؤول عنها يحمل همها ويدافع عنها أمام المخططات التي تطالها والعمليات التي تستهدفها ليل نهار”.

اقرأ أيضا  مذكرة تفاهم تركية روسية لضمان استقرار الوضع بإدلب

وأبدى استغرابه من كون المناطق والبلدات السورية المجاورة للمخيم تعيش في وضع أمني جيد، ودخول للأغذية والأدوية والمحروقات، وبرضا من النظام السوري، في وقت “لم تتزحزح قضية اليرموك قيد أنملة إلى الأمام” رغم كل المحاولات الفلسطينية لتحييد المخيم عن دائرة الصرع المستعر منذ سنوات بين قوات النظام والمعارضة السورية”.

ولفت أبو فتيان إلى أن الحواجز العسكرية لقوات النظام المقامة على تخوم هذه المناطق شكلية أكثر منها أمنية، وأن أهالي المخيم في المقابل ينظرون إلى هذا الأمر مع تفاقم معاناتهم باستهجان كبير جدا، خصوصاً مع تشديد الحصار المفروض عليهم.

تخومه مغلقة

واستطرد : “المخيم كل تخومه مغلقة، وحينما تدخل بعض المساعدات الانسانية، يقف اللاجئ على طابور الخبز أربع ساعات على الاقل ليتسنى له الحصول على نصف رغيف لكل فرد من أفراد أسرته” متسائلاً بغضب أين حصل مثل هذا في العالم كله؟ وزاد من المسؤول عن هذا الحال الذي وصل اليه اللاجئ الفلسطيني؟.

ويتهدد حوالي عشرين ألف لاجئ في اليرموك الجوع بعد أن توقفت عمليات توزيع الحصص الغذائية، وبعد أن فشلت مبادرة لإعادة الأمان إلى ربوعه.

وبحسب “المجموعة 194” فإن المواد التموينية في المخيم بدأت بالنفاد، وأن العائلات بدأت باللجوء إلى التقنين الغذائي بالاكتفاء بوجبة واحدة يومياً، ما يؤثر على صحة الأطفال وكبار السن.

وشدد أبو فتيان على أن النظام السوري ليس محاصرا لليرموك بقدر ما هي “الفصائل الفلسطينية المحسوبة عليه”، واصفا إياهم بـ”الملوك أكثر من الملك”، في وقت عملت هذه الفصائل طوال أشهر على عرقلة مبادرات تحييد المخيم عن الصراع بذرائع واهية.

وقال أبو فتيان إثر تعثر المبادرات وتفاقم أزمة اليرموك: دعي وفد شارك فيه للالتقاء مباشرة بالنظام السوري بدمشق، وقد حدث ذلك أكثر من مرة في الاشهر الاخيرة، مشيرا إلى أن ذلك حدث خلال محادثات مع كافة الفصائل المحاصرة للمخيم، والتي تتواجد فيه.

اقرأ أيضا  خروج الدفعة الأولى من الجرحى والمدنيين من شرق حلب

وأضاف أن ممثلي النظام أكدوا لوفد المخيم أن لا خلاف بين النظام والمخيم، وأن “اليرموك” غير مستهدف من قبلهم، و لديهم تفهم ووضوح رؤية حول تورط بعض المجموعات المسلحة من خارج المخيم في أزمته، وهي من تسببت بالأزمة منذ البدايات، لكنه نحا باللائمة على الفصائل الفلسطينية المحسوبة على النظام، والتي تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن معاناة اليرموك وحصاره.

مجموعات مسلحة

وشدد أبو فتيان على أن المخيم يخلو في الأيام الحالية من أي مجموعات مسلحة غريبة، وقال إن جل هذه المجموعات باتت خارجه ولم يعد لها أي تواجد مسلح، وأن أي جهة لا تجرؤ على دخول المخيم مهما كان السبب.

ونفى في الوقت نفسه ادعاءات بعض مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية “القيادة العامة” الموجودين في سوريا، من كون المجموعات المسلحة عقبة لتنفيذ اتفاقات تحييد المخيم ورفع الحصار عنه، مضيفا “نحن أبناء المخيم ونرى أرض المخيم وحارتها أكثر ممن هم بخارجه لا يعرفون شيئا عنه وعن أحواله السيئة”، ودعا كل الاطراف الفلسطينية الى كشف الغطاء عن الجهات التي تقف وراء استمرار معاناة اللاجئين في اليرموك.

وأوضح أن قوى المخيم وممثليه نفذت مبادرة وقعت في الثالث من شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي، و كانت تتمحور حول نقطتين رئيستين نفذ أولاها المتعلقة بخروج المسلحين من المخيم ، ولم تنفذ الأخرى والتي تتعلق بفتح طريق المخيم وادخال المواد الغذائية الى الاهالي .

وذكر أبو فتيان أن “القيادة العامة” ورغم توتر العلاقة ما بينها وبين بعض المناطق المتاخمة للمخيم، إلا أنها أصرت على المكوث في تلك المناطق، رغم وجود بدائل مختلفة أمامها بوجود حماية من قبل الفصائل الأخرى وهو ما عكر الأجواء الإيجابية مرارا.

اقرأ أيضا  تهجير 3582 أسرة من تعز على يد الانقلابيين

خطوة للوراء

وأردف :” باتت الأمور كلما تتقدم خطوة باتجاه تحييد المخيم، وعقد لقاءات طويلة لذلك، ترجع خطوة للوراء، ولا تحرك أي ساكن”، قائلاً: إن كسر هذه الحالة المتردية للمخيم لا يكون الا بعودة أهالي المخيم المشتتين بخارجه إليه من دون تردد ليضعوا بعودتهم حداً نهائياً للمناكفات.

وشدد على أن عودة أكثر من 100 ألف لاجئ من المخيم داخل سورية، و100 ألف لاجئ آخرين في الخارج من شأنه أن يشكل حلقة ضاغطة باتجاه حل أزمة المخيم وفك حصاره، وتوقف حلقات الاستهداف التي تطاله من جهات عدة .

وأكد أن تحرك السفير الفلسطيني لدى سورية، بخطوة إلى الأمام ب مجرد التهديد بالانسحاب من دمشق، ستكون بمثابة خطوة سريعة لرفع الحصار عن المخيم، مضيفا “هم عاجزون عن فعل ذلك”.

وقال: إن الأزمة الفلسطينية بسورية تنتهي بمجرد تحرك جدي من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متسائلا “ألم يحن الوقت لهذا الأمر حتى اللحظة؟”.

واعتبر أبو فتيان إرسال عباس لوفد برئاسة وزير شؤون العمل في حكومة رام الله أحمد مجدلاني، بالخطوة الضعيفة والسيئة، وذلك لغياب الثقل السياسي، فضلاً عن قيادة المجدلاني تنظيما يعد طرفاً في أزمة اليرموك.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.