جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة رمز للصمود

الأحد،18رجب 1435الموافق18 أيار/ماي2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.

كتب:أحمد البهنسي

إن مناراتيها هي الأعلى ارتفاعا من ارتفاع نصب الشهداء الذي بناه الاستعمار الفرنسي تخليدا لذكري الضحايا من الجنود الفرنسيين الذين قضوا ابان الحرب الثانية”… بهذه الكلمات يفتخر كل من ينتمي إلى مدينة قسنطينة (شرق الجزائر) بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلاميــــــة، فمنارتيهــــا ( 120 متر) تقف شامختين على مدخل مدينة قسنطينة تشع نورا وعلما ودعوة من أجل الاسلام والتعاليم الاسلامية، مقاومة بقايا آثار الاستعمار الفرنسي الثقافية والفكرية في البلاد.

فجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقنسطينة، تتشابه إلى حد كبير مع الجامع الأزهر من حيث الظروف التاريخية لانشائها ودورها العلمي وتوجهها الدعوي، فقد جاءت فكرة إنشاء الجامعة موازية لمشروع بناء مسجد الأمير عبد القادر، الذي يعد إلى جانب الجامعة آية من آيــات الفــن المعماري الإسلامي في الجزائر وإفريقيا عموما، وقد أسهم في إنجازها عددا كبير من المعماريين المسلميــن المختصيين فـي العمارة الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية.

والأمير عبد القادر هو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وأحد كبار المقاومين الجزائريين للاستعمار الفرنسي، وقد اختارت الدولة الجزائرية بناء جامع وجامعة باسمه في مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، والتي تشتهر بمدينة العلم والعلماء، خاصة لكثرة جامعاتها ومساجدها ودورها التاريخي في إنجاب علماء رادوا مسيرة الصحوة والنهضة العلمية في الجزائر وبلاد المغرب الاسلامي، أمثال الإمام الرائد العلامة المجدد عبد الحميد بن باديس والمفكر والفيلسوف العظيم مالك بن نبي.

كما يُسمي أهل قسنطينة مدينتهم باسم ” مكة الجزائر ” لما عُرف عنها من دور كبير في الدفاع عن الدين الإسلامي والزود عنه في وجه الهجمات الاستعمارية الفكرية والثقافية الفرنسية.

اقرأ أيضا  المغرب.. حضر "كورونا" وغاب العيد (تقرير)

 

تعد جامعة الأمير عيد القادر بما لها من دور علمي ودعوي في آن واحد، منارة علم شامخة في الشرق الجزائري، وتتواصل في دورها التنويري والدعوي مع بقية المؤسات العلمية والدعوية الأخري في شمال أفريقيا والتي اتخذت من الجامع مؤسسة علمية إلى جانب دوره الدعوي. فجامعة الأمير بشرق الجزائر بمثابة ” حلقة الوصل” بين جامع ومسجد القرويين في فاس بالمملكة المغربية، وجامع ومسجد الزيتونة في تونس العاصمة وجامع وجامعة الأزهر في مصر.

تخصصات مختلفة

تعد جامعة الأمير من الناحية الإدارية الرسمية مؤسسة تعليم عالي ذات طــابع عمومي إداري تــتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي وتخضع لوصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للجمهورية الجزائرية.

ورغم انه تم تدشين الجامعة من قبل الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد سنة 1984، إلا ان الانطلاقة الحقيقية للجامعة تعد حديثة نسبيا، فقد شهد العام 2011 اصدار مرسوم رئاسي بتنظيم عملها واستحداث كليات وتخصصات جديدة بها، بعد أن كانت تشمل كليه واحدة أصبحت الآن تشمل ثلاث كليات، وهي : كلية أصول الدين، وكلية الشريعة والاقتصاد، وكلية الآداب والحضارة الإسلامية.

تشمل كليات الجامعة تقريبا جميع التخصصات المتعلقة بالدراسات الإسلامية، وكان من أحدث هذه التخصصات، تخصص اللغات والترجمة الذي استحدث مؤخرا عام 2013 قسما خاصا به في داخل كلية الآداب والحضارة الإسلامية، وبدأ بتدريس اللغة التركية.

من أهم التخصصات في الجامعة، تخصصات العلوم الشرعية ، كالحديث ، والفقه، وعلوم القرآن، ومقارنة الأديان، والاقتصاد، والقانون، والدعوة والاعلام، والاتصال وغيرها.

اضافة إلى ذلك تحتوي الجامعة على عدد من المخابر البحثية المتخصصة، وهي مخبر البحث في الدراسات الدعوية والاتصالية، ومخبر البحث في الدراست العقدية ومقارنة الأديان، ومخبر البحث في الدراسات الأدبية والانسانية، ومخبر البحث في الدراسات الشرعية، ومخبر البحث في الدراست القرآنية والسنة النبوية.

اقرأ أيضا  في رمضان تتضاعف العبادة والحسنات

مكتبات زاخرة:

تحتوي الجامعة على مكتبة تضم حوالي 25 ألف عنوان في تخصصات عدة، هناك قاعتان للمطالعة الداخلية، واحدة للطالبات وأخرى للطلبة.

بالاضافة إلى قاعتي المطالعة الداخلية، هناك قاعة الدوريات والرسائل الجامعية والندوات والملتقيات، بها العديد من المجلات العربية والجزائرية باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، ورسائل الماجيستر والدكتوراه، كما أضيف لها مؤخرا قسم خاص بالاوراق البحثية المقدمة في الملتقيات والندوات العلمية.

كما تحتوي الجامعة على مكتبة أخرى، تسمى “مكتبة الشيوخ”، خاصة بالأساتذة وطلبة الدراسات العليا فقط، سُميت بهذا الاسم، لأنها تحتوي على مجموعة مكتبات خاصة أهداها اصحابها من كبار المشايخ للجامعة.

في هذا الصدد يذكر ان الجامعة درَّس بها عدد من كبار المشايخ على مستوى العالم الإسلامي ومن أبرزهم الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ..

مجلات علمية محكمة:

تصدر جامعة الأمير عبد القادر، عددا من المجلات والدوريات العلمية المحكمة الزاخرة بالكثير من البحوث والدراسات العلمية القيمة في مجالات وتخصصات الدراسات الإسلامية المتنوعة.

من أبرز هذه المجلات وأهمها، مجلة جامعة الأمير عبد القادر وهي دورة علمية محكمة تعنى بنشر البحوث والدراسات في المجالات الاسلامية بشكل عام، ومجلة كلية الآداب والحضارة وهي دورية علمية محكمة نصف سنوية تصدرها كلية الآداب والحضارة بالجامعة، وتهتم بمعالجة القضايا الأدبية واللغوية والتاريخية والفكرية، لتحقق تشجيع البحث العلمي وتوفير مساحة للحرية الفكرية بالجامعة.

تُصدر الجامعة أيضا مجلة “المعيار” وهي دورية علمية محكمة تعنى بالدراسات الاسلامية والانسانية وتصدر عن كلية أصول الدين، كما تصر أيضا مجلة الدراست العقدية ومقارنة الأديان، التي تصدر عن مخبر العقيدة ومقارنة الاديان بالجامعة وهي ملجة تعنى بالدراست العقدية والفلسفية الاسلامية اضافة الى دراسات مقارنة الأديان.

اقرأ أيضا  الأمم المتحدة: نزوح 100 ألف شخص جراء الهجمات شرقي ميانمار

ملتقيات دولية ووطنية :

يلحظ جيدا اهتمام جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الاسلامية، اهتمامها الكبير بعقد العديد من الملتقيات الوطنية والدولية بل والايام الدراسية، التي تصب جميعها في إطار الدراسات الإسلامية، والتي تهدف الجامعة من ورائها إلى تنشيط عملية البحث العلمي في الجامعة والاضافة إليها.

فخلال العام الجاري من المقرر أن تعقد الجامعة ملتقيين دوليين، أولهما حول العمارة والفنون الإسلامية في الجزائر يومي 16-17 جمادي الثاتي 1435 الموافق ل 16-17 أبريل، والثاني حول المرجعية الفقهية والعقدية في الجزائر واقعها ,ىفاقها، خلال شهر نوفمبر القادم.

أما الملتقيات الوطينة، فمن المقرر ان تنظم الجامعة ملتقى وطني بعنوان منهجية تحقيق المخطوطات في ميدان العلوم الإسلامية وذلك في يومي 7و 8 مايو. والثاني بعنوان إسهامات علماء الجزائر وأدبائها في كتابة السيرة النبوية في العصر الوسيط والحديث، والمقرر ان يعقد يومي 18 و19 نوفمبر 2014

المصدر:البشرى

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.