فضل بناء المساجد ورعايتها
الأحد،3شعبان 1435الموافق1 حزيران/يونيو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
د. أمين بن عبدالله الشقاوي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد..
فقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تبين فضل المساجد، وبنائها، ورعايتها، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لله بَنَى اللَّه لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ”[2].
روى البزار في مسنده من حديث أنس أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أَجْرَىَ نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ”[3].
والمساجد يجب أن تنظَّف، وتطيَّب، وتجنَّب الأقذار والروائح الكريهة.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: أَمَرَنَا رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ [4].
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه – أن امرأة سوداء كانت تقمُّ المسجد ففقدها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسأل عنها فقالوا: ماتت، فقال: “أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي”، قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، فَقَالَ: “دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا”، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: “إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ الله – عز وجل – يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ”[5]. وفي رواية: “كَانَتْ تَلْتَقِطُ الْخِرَقَ، وَالْعِيدَانَ مِنَ الْمَسْجِدِ”[6].
وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبدالله- رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ، وَالثُّومَ، وَالْكُرَّاثَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ”[7].
ويلحق بهذا الأطعمة ذات الروائح الكريهة، وأعظم من ذلك وأولى بالنهي التدخين أو ما يُسمى الشيشة، وقد جاء النهي أيضاً عن نشد الضالة، والبيع والشراء في المسجد، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لَا رَدَّهَا الله عَلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا”[8].
وروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لَا أَرْبَحَ الله تِجَارَتَكَ”[9].
ويلحق بذلك سؤال الناس أموالهم في المساجد وإشغالهم عن التسبيح، والتكبير، والتهليل، والذكر عموماً بحجة الفقر والحاجة.
وقد اختلف أهل العلم في حكم التسُّول في المساجد، فذهب المالكية ومن وافقهم إلى تحريم السؤال، واستدلُّوا على ذلك بنهيه – صلى الله عليه وسلم – عن إنشاد الضوال في المسجد، ويلحق به ما في معناه من البيع، والشراء، والإجارة ونحوها، وكراهية رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره.
وذهب آخرون إلى الكراهة وهم الشافعية، واستدلُّوا بحديث عبدالله بن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟” فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا بسائل فوجدت كِسرَةَ خُبزِ في يد عبدالرحمن، فأخذتها فدفعتها إليه[10].
سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله – عن هذه المسألة، فأجاب بما نصه: “أصل السؤال محرم في المسجد، وخارج المسجد إلا لضرورة، فإن كان به ضرورة وسأل في المسجد، ولم يؤذ أحداً بتَخَطِّيه رقاب الناس ولا بغير تَخَطِّيه، ولم يكذب فيما يرويه، ويذكر من حاله، ولم يجهر جهراً يضر الناس، مثل أن يسأل الخطيب والخطيب يخطب، أو وهم يسمعون علماً يشغلهم به.. ونحو ذلك جاز.. والله أعلم”. أ هـ[11].
وقد وردت كذلك الأحاديث الكثيرة بالنهي عن زخرفة المساجد والمبالغة في صرف الأموال في ذلك، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس- رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي المسَاجِدِ”[12].
وروى أبو داود في سننه من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ”[13]. وقال ابن عباس لَتُزخْرِفُنَّهَا كما زخرفت اليهود والنصارى[14].
وروى سعيد بن منصور في سننه من حديث أبي الدرداء- رضي الله عنه -قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “إِذَا زَخْرَفْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ فَالدَّمَارُ عَلَيْكُمْ”[15].
وكان مسجده -عليه الصلاة والسلام- متواضعاً لم يكن به شيء من الزخارف والزينة، فروى البخاري في صحيحه من حديث نافع أن عبدالله أخبره أن المسجد كان على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مبنياً باللبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً[16].
وفي صحيح البخاري أن عمر أمر ببناء المسجد وقال: “أَكِنَّ[17] النَّاسَ من المَطَرِ، وإيَّاكَ أَنْ تُحَمَر أَوْ تُصَفَّرَ فَتَفتْنَ النَّاسَ” [18]. وقال أنس: “يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلاً” [19].
وعمارة المساجد ليست مقتصرة على بنائها فقط، بل تكون بالصلاة والذكر، والدعاء، والاستغفار، وحلق العلم، قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36-37].
روى مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر قال: “خَرَجَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ[20] فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ الله – عز وجل – خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ”[21].
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله، يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ”[22].
ومكانة المسجد في الإسلام عظيمة، ولذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – لمَّا وصل إلى المدينة كان أول عمل عمله بناء المسجد، وهو ساحة العبادة، ومدرسة العلم، ومنطلق الجيوش لمقارعة الأعداء، ويجتمع الناس في المساجد كل يوم خمس مرات، الغني، والفقير، والأمير، والمأمور، والصغير، والكبير، جنباً إلى جنب، فيشعرون بالمواساة والمحبة والمودة، ويتفقد بعضهم بعضاً، وفي نهاية الأسبوع يكون لخطبة الجمعة الأثر البالغ في نفوسهم.
وفي المساجد تعقد حلق العلم التي خَرَّجَت الآلاف من العلماء، وطلبة العلم من شتى البقاع، وكذلك حلق تحفيظ القرآن الكريم، والدروس والمحاضرات، والكلمات.. ونحوها.
وقد بيَّن سبحانه أن من أعظم الجرائم، صدَّ الناس عن بيوت الله، والسعي في خرابها، وأن الجزاء في ذلك خزي في الدنيا، وعذاب عظيم في الآخرة، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة:114].
والمساجد أحبُّ البقاع إلى الله، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى الله مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى الله أَسْوَاقُهَا”[23].
قال النووي- رحمه الله -: أحبُّ البلاد إلى الله مساجدها، لأنها بيوت خُصَّت بالذكر، وبقع أُسِّسَت للتقوى، والعمل الصالح، فالمساجد مواضع نزول رحمة الله وفضله، والأسواق على الضد منها[24].
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ” وذكر منهم: “وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالـْمَسَاجِدِ”[25].
والمساجد بيوت الله من دخلها فقد حلَّ ضيفاً على ربه، فلا قلب أطيب، ولا نفس أسعد من رجل حلَّ ضيفاً على ربه، وفي بيته، وتحت رعايته، روى أبو نعيم في حلية الأولياء من حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ كَانَ الْمَسْجِدُ بَيْتَهُ بالرَّوْحِ، وَالرَّحمَة، وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى رِضْوَانِ الله إَلَى الجنَّة”[26].
وهذه الضيافة تكون في الدنيا بما يحصل في قلوبهم من الاطمئنان والسعادة، والراحة، وفي الآخرة بما أعدَّ لهم من الكرامة في الجنة، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ الله لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ”[27].
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] من المجلد الثامن من موسوعة الدرر.
[2] البخاري برقم 450 وصحيح مسلم برقم 533.
[3] البحر الزخار (13/484) برقم 7289 وصححه الألباني في صحيح الجامع للصغير برقم (3602).
[4] (43/397)، برقم 26386 وقال محققوه: حديث صحيح.
[5] صحيح البخاري برقم (458)، وصحيح مسلم برقم (956).
[6] صحيح ابن خزيمة (2/272) برقم (1299).
[7] صحيح البخاري برقم (855)، وصحيح مسلم برقم (564) واللفظ له.
[8] برقم (568).
[9] برقم (1321)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/34) برقم 1066.
[10] سنن أبي داود برقم (670) قال الألباني: ضعيف وهو صحيح دون قصة السائل. انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (1458).
[11] الفتاوى (22/206).
[12] (19/372) برقم 12379 وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
[13] برقم 448 وصححه الألباني في سنن أبي داود (1/90) برقم 431.
[14] صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب بنيان المسجد رقم (62).
[15] سنن سعيد بن منصور (2/486) برقم 165، وقال شيخنا د. سعد الحميد والحديث بمجموع هذه الطرق يكون حسناً لغيره لكنه موقوف على هؤلاء الصحابة الذين رووه وهم أبو هريرة، وأبو الدرداء، وأبو ذر، وأما رفعه فلا يصح إلا أن يقال إنه مما يدخل في عداد ما له حكم الرفع لأنه لا مجال للرأي فيه. والله أعلم. أهـ. سنن سعيد بن منصور (2/486-491).
[16] برقم 446 .
[17] من الكن، وهو ما يرد الحر والبرد من الأبنية والمساكن، ومعنى أكن الناس من المطر: أي صنهم واحفظهم، النهاية في غريب الحديث (4/206).
[18] صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب بنيان المسجد.
[19] صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب بنيان المسجد.
[20] الناقة الكوماء: عظيمة السنام.
[21] برقم (803).
[22] برقم (2699).
[23] برقم 671.
[24] شرح صحيح مسلم للنووي (2/584) باختصار وتصرف.
[25] صحيح البخاري برقم 1423 وصحيح مسلم برقم 1031.
[26] حلية الأولياء (6/176)، وقال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب (1/298): رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وقال: إسناده حسن، وهو كما قال – رحمه الله -، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 716.
[27] صحيح البخاري برقم 662، وصحيح مسلم برقم 669 واللفظ له.