الهند: حكومة مودي تثير مخاوف المسلمين في الهند
الأحد،29 رمضان 1435الموافق27 تموز/يوليو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
الهند-نيودلهي
شهد البرلمان الهندي نوبة من الغضب بعد أن عرضت قناة تلفزيونية مقطع فيديو يظهر فيه سياسي متشدد، ينتمي لحزب موال لحزب بهارتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، وهو يحاول إجبار رجل مسلم على تناول الطعام بالقوة بينما كان صائما في شهر رمضان، الذي ينتهي اليوم، وهو الأمر الذي أثار مخاوف المسلمين من توجهات الحكومة الجديدة بقيادة حزب بهارتيا جاناتا، التي تميل لعدم تقبل الأقليات الدينية في الهند.
ونتيجة لذلك، احتج نواب ينتمون لحزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض على ما قام به أحد النواب المتشددين، مشيرين إلى أن السياسي راجان بابوراو فيتشاري، الذي ارتكب هذا الخطأ، قد انتهك معتقدات الرجل المسلم الدينية وحقه في ممارسة شعائر دينه، حيث حاول السياسي الهندي حشر قطعة من الخبر في فم الرجل المسلم، بينما كان صائما.
ومن جانبه قال مانيش تيواريتولد، المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض، إن هذا الفعل يستحق الذم والتوبيخ، كما يجب إدانة هذا النوع من الممارسات بأقوى الطرق الممكنة.
النائب فيتشاري، الذي ارتكب الفعل الذي ينم عن عنصرية وعدم احترام الشعائر الدينية للأقليات الدينية، هو عضو في حزب شيف سينا القومي الهندوسي المتشدد، الذي يعد حليفا رئيسيا لحزب بهارتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، الذي يقوده ناريندرا مودي، الذي وصل إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات التي جرت في مايو الماضي.
ومن المرجح أن تثير تلك الواقعة مخاوف المسلمين والأقليات الدينية الأخرى من حكومة مودي القومية الهندوسية.
وفي مقطع الفيديو، الذي بثته قناة هندية رسمية، يظهر مجموعة من السياسيين الذين ينتمون لحزب شيف سينا يتحدون أحد المشرفين على الطعام في مطعم تابع للحكومة بمدينة نيودلهي، حيث تذمر هؤلاء من سوء الطعام الذي يقدمه المطعم للمسؤولين من ولاية ماهاراشترا، مقر حزب شيف سينا القومي الهندوسي.
كما يظهر فيتشاري في مقطع الفيديو وهو يحاول مرات متعددة لدفع قطعة من الخبز في فم مشرف الطعام، في الوقت الذي تجمع فيه مرتادو المطعم لمشاهدة الواقعة.
ومن جانبه قال النائب الهندوسي إنه لم يكن يحاول أن يكسر صيام مشرف الطعام المسلم، ولكنه كان يحاول إبراز حقيقة أن الخبز الذي يقدمه المطعم قاس للغاية ويصعب أكله.
كما أكد أيضا لقناة هيدلاينز توداي Headlines Today الإخبارية أن ما قام بفعله كان احتجاجا على سوء الطعام وترتيبات أخرى في المطعم، الذي ترتاده كبار الشخصيات الهندية.
وأضاف أن إدارة المطعم سيئة، مشيراً إلى أن الخبز الذي تقدمه غير قابل للكسر، كما أن حالة الخضراوات والبقوليات سيئة أيضا.
وأشار إلى أن إثارة تلك الواقعة وجعلها قضية دينية ليس له معنى.
ومن جانبه قال المدير العام للشركة المسؤولة عن توفير الطعام للمطعم إن المشرف على الطعام المسلم شعر “بألم وجرح عميق” بسبب هذا الحادث، حيث إن “المشاعر الدينية ترتبط بما حدث بصورة وثيقة لكون المشرف كان صائما”.
وأوضح المدير أن النواب الهندوس في البرلمان اتجهوا إلى قاعة تناول الطعام وكان يحيط بهم طاقم من مصوري قناة تلفزيونية، وفي هذه الأثناء ألقوا بمستلزمات المطبخ على الأرض في نوبة من الغضب بسبب سوء جودة الطعام.
وأشار في رسالة بريد إلكتروني موجهة إلى مسؤول ولاية ماهاراشترا إلى أن النواب الهندوس هددوا العاملين في المطبخ وفي خدمة النوادل جسديا، واستخدموا أيضا لهجة شديدة الحدة وغير مقبولة معهم.
يذكر أن حزب شيف سينا، الذي يمتلك تاريخا من الترهيب وإثارة الاضطرابات ضد الأقليات، حصد 18 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، ويعد في الوقت الحالي سادس أكبر حزب في البرلمان الهندي،بحسب ما ورد في الشرق.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.