ﻣﺴﻠﻤﻮ ﺳﺮﻳﻠﺎﻧﻜﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﺠﺎﺯﺭ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎﺭ

ﻣﺴﻠﻤﻮ ﺳﺮﻳﻠﺎﻧﻜﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﺠﺎﺯﺭ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎﺭ rna-press.com
ﻣﺴﻠﻤﻮ ﺳﺮﻳﻠﺎﻧﻜﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﺠﺎﺯﺭ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎﺭ
rna-press.com

الجمعة،19 شوال 1435الموافق15 آب /أغسطس 2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
بقلم ﺳﻠﻤﻲ ﺑﻦ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2].
ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺄﺯﻣﺎﻥ.
ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺄﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﺮﻳﻠﺎﻧﻜﺎ ﺗُﺴﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﻣﺬﺑﺤﺔ ﺧﻂﻴﺮﺓ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺫئاب ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺍﻟﺒﻮﺫﺓ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻰ ﻳﺆﻓﻜﻮﻥ، ﻭﺇﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺎﻋﺘﺪﺍءاﺕ ﺍﻟﺈﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺗﻘﺎﻡ ﻣﻊ ﺗﻔﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺬﻭﻟﺔ، ﻭﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ، ﻭﺗﺨﺎﺫُﻝ شديد ﻣﻤﻦ ﺗﻘﻠﺪﻭﺍ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻂﻒ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺍﻟﻀﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺍﻟﺒﻮﺫيين ﺗﺒﺮﺯ ﺃﻧﻴﺎﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺑﺸﻌﺔ تشبه مجازر بلاد ميانمار؛ ﻟﺘﻤﺺ ﺩﻣﺎءﻫﻢ، ﻭﺗﺸﻔﻲ ﻏﻴﺾ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﻗﺪ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﻤﻨﻮﺍ ﻳﻮﻣﻬﺎ! ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺄﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻠﻂﺨﺔ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺄﺑﺮﻳﺎﺀ ﺗﺬﺑﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ، ﻭﻳﻔﺘﺮﺳﻬﻢ ﺍﻓﺘﺮﺍﺱ الذئاب ﺑﻴﻦ ﻗﻂﻴﻌﺔ ﺍﻟﻐﻨﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺎﺩ، ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺮﺍﺭًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﺄﺳﻠﺤﺔ ﻭﺣﺮﻗﺖ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﺟﺮﺡ ﻣﻨﻬﻢ المئات ﺑﺠﺮﻭﺡ ﺑﺎﻟﻐﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬه ﺍﻟﺎﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺨﺬ ﺧﻂﻮﺍﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺷﻜﻮﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺎﻋﺘﺪﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺑﺮﺓ.

اقرأ أيضا  القواعد الفقهية

ﻓﻨﺤﻦ – ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺎﺩ – ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﻓﻌﻨﺎ ﺃﻛﻒ ﺍﻟﻀﺮﺍﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﻧﻮﺍﺻﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻧﻬﻴﺐ ﺑﺎﻟﺄﻣﺔ ﺍﻟﺈﺳﻠﺎﻣﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ أن ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﺍ ﻟﺼﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﺍﻣﻲ؛ ﺣﺘﻰ ﻟﺎ ﺗﻘﻊ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﺨﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ، ﻭﻧﻨﺎﺷﺪ ﻛﻞ ﻏﻴﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺄﺧﻮﺓ ﺍﻟﺈﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻬﺒﻮﺍ ﻟﻮﻗﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻆﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺄﺑﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻌُﺰﻝ.

ﻓﺒﻠﺎﺩ ﺳﺮﻳﻠﺎﻧﻜﺎ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ معونات ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺈسلاﻤﻴﺔ؛ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻮﻧﺎﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، أو ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، أﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺎﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ مع ﺗﻮﺍﺻُﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺈﺳﻠﺎﻣﻴﺔ، ﻓﺈن ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺪ ﻛﻤﻦ ﺃﻋﻂﻰ ﻓﺄﺳﻪ ﻟﻴﻀﺮﺏ ﺑﻪ ﻋﻨﻘﻪ!

اقرأ أيضا  فلسطين: 12 دولة أوروبية تطالب إسرائيل بالتراجع عن توسعة المستوطنات بالضفة

ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﺳﻮﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺫﺍﻛﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺛﻤﺎﻣﺔ بن أثال ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﺮﻳﺶ: “ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم”.

ﻓﻬﺬﻩ ﺻﺮﺧﺔ ﻧﺪﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺧﻠﺠﺎﺕ ﺻﺪﺭﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻪ، ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﺳﻠﻂﺎﻥ، ﺃﻥ ﻳﺒﺬﻟﻬﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﺑﻤﺴﻠﻤﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ يقضون ﻟﻴﻠﻬﻢ ﻭﻧﻬﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻓﺰﻉ ﺷﺪﻳﺪ، ﻭﺭﻋﺐ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻟﺎ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻟﺎﻡ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻟﺎ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﺎ ﺗﻐﺎﺭ ﻟﺄﺟﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪة ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.

ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺑﺮ ﺍﻟﺄﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺄﺭﺽ، ﻭﻟﺎ ﻳﻌﺰﺏ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺄﺭﺽ، ﻭﻟﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻘﻦ ﺩﻣﺎءﻬﻢ، ﻭﺍﺣﻔﻆ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﻭﺃﻧﺖ ﺧﻴﺮ ﺣﺎﻓﻆًﺎ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻮﺫيين ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺧﺬﻫﻢ ﺃﺧﺬ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﻘﺘﺪﺭ، ﻭﺳﻠﻄ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻨﺪًﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺎ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻟﺎ ﺃﻧﺖ؛ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ.

اقرأ أيضا  حماس و"الجبهة الشعبية" تنعيان شهيد الضفة وتؤكدان خيار المقاومة

المصدر: الألوكة.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.