الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعظم حرمة دماء المسلمين والاقتتال بينهم

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعظم حرمة دماء المسلمين والاقتتال بينهم (الأناضول)
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعظم حرمة دماء المسلمين والاقتتال بينهم
(الأناضول)

الأحد،28 شوال 1435الموافق24 آب /أغسطس 2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
تركيا-اسطنبول
شدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على تعظيم حرمة دماء المسلمين والاقتتال بينهم، معتبرا أن ما تفعله، من سماهم الجماعات المغالية والمنحرفة، أعمالاً إجرامية محرمة شرعاً، وخارجة عن دين الحق والعدل والرحمة.
جاء ذلك في البيان الختامي، للدورة الرابعة لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد، التي اختتمت في إسطنبول مساء الجمعة، وقرأه الأمين العام الشيخ الدكتور علي القره داغي.
وجددت الجمعية العمومية للاتحاد انتخاب العلامة يوسف القرضاوي رئيساً له، يعاونه كل من د. أحمد البيسوني، والشيخ أحمد الخليلي، والشيخ عبد الهادي أوانج.
وأكد العلماء في البيان على “التحريم القاطع لما تفعله بعض الجماعات المغالية والمنحرفة، من قتل الابرياء، مسلمين وغير مسلمين، تارة تحت ذريعة الطائفية البغيضة، وأخرى باسم دولة الخلافة الاسلامية المزعومة، ومحاربة الطواغيت، وما تفعله من قتل وتدمير وتشريد، وتوجيه أسلحتها إلى صدور المسلمين، بل والمجاهدين أيضا”.
واعتبر “العلماء الحاضرون كل الممارسات السابقة، أعمالا إجرامية محرمة شرعا، وخارجة عن دين الحق والعدل والرحمة، ومنافية لهدي رسول الله، وأهل العلم، ويترتب عليها ضرر ماحق في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وصد الناس عن سبيله”.
وأكد البيان على أن “زعم قيام دولة الخلافة، ليس لاي فئة معينة أن تدعيها، وإنما هو حق للأمة ولعلمائها وممثليها”، متوجها “بالنصيحة للشباب إلى عدم الالتفات لهذه الدعاوي، التي لا تستند إلى أصل شرعي صحيح، ولا إلى فقه مقاصدي، وألا يتورطوا بالدماء، حتى لا يلقوا ربهم ورقابهم معلقة عليها دماء المسلمين، وان يرجعو إلى العلماء في هذه الأمور”. على حد وصف العلماء.
وفي سياق آخر، أعرب الاتحاد عن “الأسى البالغ لحال الأمة من تمزق وشتات، أدى إلى التمزق والفوضى المدمرة للانسان والعمران والأوطان، والامعان في تفتيت ما هو بالأصل هو مقسم، مما ساعد على استغلال الأمة من قبل الغرب”.
وأشار البيان إلى أن العلماء يؤكدون “على وجود التلازم بين كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، والتشديد على الاعتصام بالله، وعلى العودة للوحدة، وهي فريضة يفرضها الدين، ويحتمها الواقع، مما يستدعي التناصح والتناصر”.
وفي نفس الإطار، دعا العلماء إلى “ضرورة التعايش السلمي والتواصل الحضاري، مؤكدين على التعددية الحضارية والدينية، بغض النظر عن تنازع الهيمنة، واستخدام القوة في الخلافات، والدعوة إلى الحوار الحضاري، بديلا عن الصراع”.
وشجب العلماء “الدعم الذي تلقته الأنظمة الشمولية، ونظام التمييز العنصري، والاحتلال الغاشم الصهيوني بشتى الوسائل، مما يشكل منبعا وتشجيعا للإرهاب، ومانعا من تأسيس علاقة سلمية بين الشرق والغرب، والتعايش بين الأديان”.
كما تناول البيان الختامي “مقاومة الظلم والطغيان بالوسائل السلمية المشروعة، ويؤكد العلماء على حق الشعوب في نيل حريتها وكرامتها، وتقرير مصيرها، ومن ذلك مقاومة كل أشكال الاستبداد والاستغلال، وان تلتزم بالطرائق السلمية المشروعة، وان تتمتع بحقها في اختيار حكامها، والتمتع بثرواتها، بعيدا عن التدخل الخارجي”. وتناول أيضاً قضايا الأمة، وأهمها القضية الفلسطينية، حيث “أجمع العلماء على ان العدوان الأخير على غزة، هو اعتداء سافر من العدو، الذي ارتكب مجازر وجرائم حرب ضد مدنيين أبرياء، وتدمير البيوت الآمنة، دون تحرك الدول الكبرى، وعلى العكس قامت بنصرة الجيش المحتل، وشاركته جريمته، منذ قرابة القرن من الزمان”.
وأكد الاتحاد أيضا أن “القدس هي قلب الأمة الإسلامية، وأنه عنوان لكرامتها، وكل مشاريع التهويد لن تمنع من هوية القدس الإسلامية”، مشدداً على أن “نصرة القدس واجبة بحسب الفتاوي، ولا يحق لأحد أن يتصرف بقرار أمة”.
ودعا الاتحاد “الحكومات الإسلامية، بأن تكون على قدر المسؤولية في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ويدعو مكونات الأمة لبذل الجهود، لمنع تقسيم المسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات، حيث إن المقاومة حق مشروع، ولا يجوز لأي أحد منها، من حمل السلاح أو تجريدها من هذا الحق”.
وفما يتعلق بمصر، أكد العلماء على “حرمة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، ويطالب باطلاق سراح جميع المعتقلين الأحرار، الذين مارسوا حقوقهم بالطرق الشرعية الممنوحة من قبل القوانين الدولية، وإدانة الحكومة الحالية التي مارست هذا الظلم”.
وناشد الاتحاد الشعب اليمني كافة، إلى “تبني مفردات الحوار الوطني، لتنطلق البلاد وتأخذ مكانها في العالم الحديث، وان لا تنجر امام المصالح الذاتيه واعلاء مصلحة البلاد”، فيما ندد الاتحاد بما يجري في بقية الدول الإسلامية، “مثل سوريا والعراق وغيرها، إذا إنها لا تجد من يمد لها يد المساندة، الا من ثلة قليلة من دول العالم”، داعيا “أحرار العالم لمساندة تلك الشعوب وتأيدها حتى ما تصبو إليه لتحقيق مرادها”.
وفي الأثناء، استنكر العلماء “ما يحدث للأقليات في عدد من الدول نتيجة ممارسات أخرى، في وقت أوصت فيها الأقليات المسلمة في المجتمعات الأخرى بالتزام القوانين وأداء الواجب، حرصا للمصلحة العامة”.
من جانب آخر أوضح القره داغي، أن انتخابات مجلس الأمناء جرت بشكل سري، وتم انتخاب 31 عضوا، من بين 69 مرشحا، موجها شكر الاتحاد لتركيا حكومة وشعبا.
وجاء علي القرة داغي أولاً في عدد الأصوات، الأمر الذي يشير إلى أن مجلس الأمناء سيجدد اختياره كأمين عام للاتحاد.
هذا وقد وردت اقتراحات بتخصيص مزيداً من الفقرات حيال عدد من الدول، وعلى رأسها سوريا، التي تعاني حرباً منذ أكثر من ثلاث سنوات، خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وتشريد الملايين، وبلاداً إسلامية أخرى، تعاني من مشاكل عديدة،بحسبما ورد في الأناضول.

اقرأ أيضا  جوني بلايت ووزير داخلية كوريا الجنوبية يناقشان شراكة مركز البيانات

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.