وزير الشؤون الإسلامية السعودي : المملكة عهدت منذ تأسيسها بأن الحج «عبادة وليس سياسة»

وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - okaz.com.sa
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ – okaz.com.sa

الخميس، 8 ذو الحجة 1435 الموافق 2 تشرين الأول / سبتمبر 2014 وكالة معراج للأنباء (مينا)

السعودية – مكة المكرمة

أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن المملكة العربية السعودية ترفض رفضًا باتًا أن يكون هناك أي نوع من إخراج الحج عن عبادة الله تعالى، والاتجاه بالحج إلى أي نوع من أنواع السياسة، سواءً كانت سياسة قولية أو مظاهرات أو تجمعات أو كان رفع شعارات أو رفع لوائح أو توزيع منشورات، مؤكدًا أن الاجتماعات المشبوهة والفتن التي تعكر أمن الحج مرفوضة.
وقال آل الشيخ في تصريحات صحفية عقب لقائه ظهر أمس ضيوف خادم الحرمين الشريفين في مقر إقامتهم بمكة المكرمة: «كل ما خرّج الحج عن كونه عبادة يبطل، وأن يواجه بقوة، وأمن الحج هو أمان للحجيج والعبادة، فلا يجوز بحال أن يعرض الركن الخامس للخطر لأجل فكر فلان أو فكر فلان، فيجب أن يكون للمسلمين عامة، ويؤدون الركن الخامس من أركان الإسلام ويعودون لبلادهم دون مهاترات».
وأضاف أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، تعظيم لله جل وعلا، وعبادة عظيمة هدفها التوحيد واجتماع الناس على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وتذكر سلسلة عظيمة من الأنبياء الذين عظموا هذا البيت وحجوه منذ إبراهيم -عليه السلام- إلى وقتنا الحاضر والأنبياء ورثة الأنبياء وأمم الأنبياء إلى أن ورثها جميعًا محمد ابن عبدالله -عليه الصلاة والسلام- وصارت أمته هي المؤتمنة والمسؤولة عن هذا الأمر العظيم بالتعبد.
وضع أمر الجاهلية
ومضى بقوله: «سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه في الحج وضع أمر الجاهلية كله، قال في خطبة الوداع (كل أمر الجاهلية موضوع) وجعل الحج لله جل وعلا، وهذا فيه البراءة التي أمر الله جل وعلا نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يعلنها في الحج، (براءة من الله ورسوله) هذه البراءة معناها ألا يكون في الحج إلا ما هو لله جل وعلا، واليوم غطى هذا الزمن أنواع السياسات لدول وأحزاب وأفكار لا تمت للدين بصلة كلها لنصرة، إما قوميات وإما مذهبيات وإما سياسات لدول أو لأهداف فتنة وإضعاف ونحو ذلك».
طريق واضح وصريح
وقال آل الشيخ: «المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز أعطت طريقًا واحدًا للحج وهو أن الحج عبادة وليس سياسة، الحج تعبد وتقرب إلى الله جل وعلا ليس مجالا للمزايدات بأي نوع، حتى المزايدات السياسية والاقتصادية والمذهبية فالناس في الحج كلهم إخوة لا يدعى إلى مذهب ولا إلى دولة ولا إلى سياسة».
فائدة دينية
واستطرد بقوله: «كل من أراد الحج لله، فحياه الله، أما غير ذلك فهو باطل وفتنة وبدعة، ولذلك جاء زمن الخلفاء الراشدين الأربعة والحج فيه خاليًا من كل هذه البدع السياسية والدعايات والمنافسات وإحراز المكاسب الشخصية أو الفئوية أو نحو ذلك، جاء عهد الدول المتعاقبة والحج خالصًا لله جل وعلا لا يدخل فيه أي فائدة غير الفائدة الدينية، وهذا الذي تتابع عليه عهود المملكة العربية السعودية إلى عهد خادم الحرمين الشريفين».
حضور قوي
وقال آل الشيخ: «إن للمملكة العربية السعودية تأثيرًا كبيرًا بما حباها الله جل وعلا به ووفق الله إليه خادم الحرمين الشريفين في جميع الأصعدة، لنا تأثير ولله الحمد في رسالة الحرمين الشريفين في أنحاء العالم ولنا تأثير دعوى في أنحاء العالم، ولنا تأثير سياسي في كل المناطق في العالم ومع الدول العظمى ومع الدول العربية والإسلامية».
رؤية متزنة
ولفت إلى أن للمملكة تأثيرًا في الاقتصاد العالمي فهي عضو مجموعة العشرين ولها تأثير في السياسات الاقتصادية في العالم، ولها تأثير في حل الصراعات الموجودة ودائمًا تتحلى قيادة المملكة بالنظرة الهادئة الحليمة الحكيمة في معالجة الأمور بحلم وحكمة وبحرم، فلا تقبل المزايدات عليها في عروبتها وفي إسلامها، ولا المزايدات عليها في وعيها.
وقال: «الحقيقة أن المملكة قائدة وليست تبعًا، ومؤثرة وليست متأثرة، وفاعلة وليست منفعلة، فدائمًا بحكمتها وتأنيها تكون مؤثرة في قوتها الدينية والسياسية والاقتصادية».
برنامج ناجح
ولفت إلى أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين استضاف 1000 حاج من 70 دولة و400 حاج من أفريقيا و1000 حاج من ذوى الشهداء في فلسطين الشقيقة، وهذه الاستضافات المتنوعة تغطي النوعية الكبيرة التي يريدها خادم الحرمين الشريفين في هذه الاستضافة.
وأكد أن وزارة الشؤون الإسلامية تشرفت بالإشراف على هذا البرنامج وبتحقيق الأهداف منه، حيث أشرف على هذا البرنامج نخبة من أميز ما في موظفي الدولة وليس وزارة الشؤون الإسلامية تأثيرًا وعملًا جادًا وإخلاصًا، وهم المسؤولون عن البرنامج، ولذلك البرنامج اليوم صار نموذجًا ونتطلع أن تستفيد منه كل القطاعات الحكومية لأنه أصبح متميزًا نوعيًا.
وأكد أن استقبال ضيوف خادم الحرمين الشريفين وهم ضيوف الرحمن لأداء نسك الحج وتيسير ذلك عليهم شرف كبير وخدمة دينية عظيمة، وولي الأمر خادم الحرمين الشريفين يسعى جهده ويسهر أيامه ولياليه لتحقيق راحة الحجاج وتيسير شؤونهم ويعش هذا الهم في كل لحظة، ووزارة الشؤون الإسلامية تمثل ذلك تمثيلًا صادقًا حسب استطاعتها، مؤكدًا أن البرنامج نجح نجاحًا كبيرًا ونتطلع إلى تصدير البرنامج إلى جهات عديدة في الدولة إن شاء الله.
التيسير في الفتوى
وردًا على سؤال لـ»المدينة» حول اختلاف الفتوى في مسائل الحج بين المفتين وكيفية توحيد المسائل من منطلق المشقة تجلب التيسير، قال آل الشيخ: إن وزارة الشؤون الإسلامية تلتزم في الفتوى بما تصدره هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية فيما يخص فتاوى الحج وهي في المسائل التي فيها خلاف في المذاهب الإسلامية تترك الحاج مع مذهبه وما يختاره وإذا كان هناك أكثر من خيار في المسألة التي وقع فيها الحاج ويأتي يسأل عنها، فيُفتى بالأسهل والأيسر له، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.
تطوير المشاعر
وفيما يتعلق بمساجد المشاعر المقدسة وعدم توسعتها وتطويرها منذ عقود قال آل الشيخ: إن المواقيت ومساجد المشاعر المقدسة تدخل ضمن المرحلة الثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير المشاعر المقدسة قائلا:»ميقات السيل مقبل على تجديد ومسجد الخيف مقبل على عمارة ومسجد نمرة بعرفات مقبل على إعادة عمارة».
إزالة أوقاف
وردًا على سؤال حول وجود أوقاف كثيرة أزيلت لصالح مشروعات التوسعة بمكة المكرمة ولم يستفد من المبالغ التي صرفت لصالح أوقاف أخرى، قال الوزير آل الشيخ: الأوقاف التي أزيلت مثل غيرها إذا استكملت أوراقها تصرف، وصرف الكثير منها وبقى القليل لاستكمال الشروط منها ما يتعلق بالكهرباء والأوراق وحقوق سابقة.
وأفاد بأن استثمارات الأوقاف في تطوير، لكنها تحتاج إلى مرونة من الجهات القضائية والجهات البلدية، لأن استثمارات الأوقاف في الوزارة مربوطة بالقرار القضائي والقرار القضائي أحيانًا يكون مع نوعية الاستثمار وأحيانًا لا يكون معه.
وبين أنه توجد حاليًا عندنا حركة قوية في استثمار الأراضي البيضاء وتأجيرها على مدى طويل، قائلا: «استفدنا من ذلك في نواح عدة، منها حفظ الأرض حيث تكون معلومة للأوقاف ويبنى عليها بنايات استثمارية من متقدمين بالمزاد العلني والمنافسة العلنية للاستفادة منها».
ولفت إلى أنه في الأسبوع الماضى فقط وافق على خمسة من استثمار الأراضي في مكة المكرمة بالمزاد العلني، مؤكدًا أنها كانت مجزية جدًا فوق التوقعات في ذلك.
ولفت إلى أن من نواحي الاستفادة من استثمار الأراضي توثيق أراضي الأوقاف، قائلا: «منها أراضي بيضاء عليها أوراق وبدأنا حاليا عبر وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف الذين يبذلون جهدًا مشكورًا في ذلك لتوثيق الأوقاف بإخراج صكوك لها»، مضيفا أنه عندما تبدأ هيئة الأوقاف عملها سوف يكون بحسب نظامها وسوف يكون عندها المرونة الأكثر، لأنها تكون خارج الحكومة».

اقرأ أيضا  160 ألف خيمة بمِنَى لاستقبال الحجاج

المصدر : المدينة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.