المرأة المسلمة أمومة وحنان، وإعداد وبناء..
السبت،8محرم1436 الموافق01نوفمبر/تشرين الثاني2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. عدنان علي رضا النحوي
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة المسلمة[1]
أمومة وحنان، وإعداد وبناء
سكن ومودة، ورحم ممتدة
هي الأمّ ! ما أَغنى عطاءَكِ إنه
حنانٌ ويُغنيهِ الهُدى وَالمكارِمُ
بَنَيتِ مَعَ الأَيام أَجيالَ أُمَّةٍ
تَدَافَعُ في سَاحَاتِها وتَزَاحَمُ
أَزاهرُ ماجَتْ في الرِّياضِ وفَوَّحَت
شَذاً نَشَرَتْهُ في الرَّوابي النَّسائِمُ
سَكَبْتِ عَلَيْها مِنْ حَنَانِ أُمومَةٍ
يَرِفُّ الوَفَا مِنْهُ وتَعْلو العَزَائِمُ
كَأَنَّ حَنَانَ الأُمهَاتِ يحَوطُهَا
نَدىً فَتَّحتْ بالعِطرِ مِنه البَراعِمُ
وحولَكِ مِنْ صَفْو الوَدادَ سَوَاعِدٌ
نَهَضْنَ وَعَهْدُ الله ماضٍ وَلازِمُ
تشابَكتِ الأَيدي عَلَيْهِ وَوثَّقَتْ
عُرَاهُ قلوبٌ آمنَتْ وتَرَاحُمُ
دَفعْنَ عَلَى سَاحِ الحياةِ فَضَائِلا
لِتَحْمِلَها أُمٌّ حَنَتْ ومَحَارمُ
وأُخْتٌ وأَزوَاجٌ رَعَيْنَ بُيُوتَنا
وفي كلِّ مَيْدانٍ يَدٌ وَدَعَائِمُ
مَصانعُ تُلْقي في الميادين أُمّةً
تُدافِعُ عَنْ أَمجادنا وَتُقاومُ
رَيَاحِينُ مِنْ أَنفاسِهَا البِرُّ والتُّقى
وَمِنْ عَبقِ الأَوْرادِ عَزْمٌ وصارِمُ
عَرَفْنَاكِ أَنْتِ الأُمُّ والأُخْتُ بَيْنَنَا
وقَلبٌ غَنيٌّ بِالوَفاءِ وَراحِمُ
حنانكِ موصولٌ يظلٌّ على المدى
غنيّاً فَتَغْنى مِنْ جناه العزائِمُ
فيا روضةٌ رفّت عليها أزاهرٌ
ويا جنّة خَفّت إليها الكرائِمُ
جَمعتِ عَلى سَاحاتِكِ الفَضلَ والنُّهى
لِتُجْلَى دُروبٌ لِلْهُدى وَمَعَالِمِ
كَأَنّكِ حِصْنٌ في البِلادِ وقَلْعةٌ
تُصَانُ بِها أَنجْادُنا والتهائِمُ
حصونٌ توافيها القلوب وتعتلي
بِهَا قِمماً لِلْعِزِّ والعزُّ باسِمُ
رِسالةُ تَوحِيدٍ نَعزُّ بِها هُدىً
نُصَارعُ في ميدانِهَا ونُسَالمُ
• • • •
فهَذي غِراسٌ في جنانكِ فَاهْنأي
جَنَاها عَلى كَفّيكِ باقٍ ودَائِمُ
زَرَعْتِ وروَّيْتِ الغِراسَ فأثْمَرتْ
وَهذا جَزاءُ الصَادِقينَ التراحُمُ
ومَنْ يَغْرُس الإيمان يَجْنَ حَصادَه
وَفاءً ويَرْجعْ بالرِّضا وَهو غانِمُ
وفاءٌ تُوَفِّيه إِليكِ كُبُودُنا
وعَهْدٌ مع الرّحمن ماضٍ وقائمُ
________________________________________
[1] من ديوان عبر وعبرات .