مجلس الوزراء السعودي نرفض التطاول على حقنا السيادي.. ولا سلطان على القضاء
الثلاثاء 19 جمادى الأولى 1436// 10 مارس/آذار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”
السعودية – الرياض
أكد مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، التزام المملكة بالعهود الدولية، والمبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة وميثاقها، حول عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأنها من هذا المنطلق، لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، وترفض التطاول على حقها السيادي، بما في ذلك المساس باستقلال قضائها ونزاهته، حيث لا سلطان على القضاة في قضائهم، وحيث يتم التعامل مع القضايا المنظورة أمام المحاكم، دون تمييز أو استثناء لأي قضية وضد أي شخص.
وجدد التزام المملكة بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها انطلاقا من منهجها الراسخ المستمد من الشريعة الإسلامية، التي أوجبت حماية حقوق الإنسان، وحرمت انتهاكها، على نحوٍ يوازن بين مصالح الفرد والمجتمع، مشددًا على أن الأمن والاستقرار والازدهار عوامل أساسية في مسيرتها الحضارية، نحو تنمية مستدامة تحترم حقوق الإنسان وتحميها، من خلال سن الأنظمة واللوائح، وإنشاء المؤسسات الحكومية ودعم مؤسسات المجتمع المدني.
وكان المليك ترأس الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر أمس الاثنين، في قصر اليمامة بمدينة الرياض. وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس – في مستهل الجلسة – على مضامين محادثاته، مع الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، والرئيسة بارك كون هي رئيسة جمهورية كوريا ومحمد نواز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، وفحوى استقباليه معالي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ووزير الاقتصاد والطاقة الألماني نائب المستشارة الاتحادية زيجمر جابرايل، التي تناولت آفاق التعاون بين المملكة وهذه البلدان الشقيقة والصديقة، ومجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، منوهًا بعمق العلاقات بين المملكة وتلك الدول، وحرص الجميع على تنميتها وتعزيزها، في مختلف المجالات.
كما أحاط خادم الحرمين الشريفين المجلس، بمحتوى الرسالة التي تلقاها، من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة، بشأن الظروف الدقيقة والحرجة التي يعيشها الأشقاء في اليمن، جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية، وناشد فيها أشقاءه في دول مجلس التعاون الخليجي، باستمرار دورهم البناء بعقد مؤتمر تحت مظلة المجلس بمدينة الرياض، تحضره الأطياف السياسية اليمنية كافة، الراغبة في المحافظة على أمن واستقرار اليمن، وترحيب واستجابة إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، لطلب فخامة الرئيس اليمني، بعقد المؤتمر تحت مظلة المجلس بالرياض، وأن تتولى أمانة المجلس وضع الترتيبات اللازمة لذلك، مؤكدًا استمرار مواقف المملكة الثابتة، في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، وأن أمن دول المجلس وأمن اليمن كل لا يتجزأ.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، عقب الجلسة، أن المجلس بعد أن استعرض عددًا من التقارير حول مجريات الأحداث ومستجداتها إقليميًا ودوليًا، بارك توقيع المملكة عدة اتفاقات ومذكرات تفاهم، مع جمهورية كوريا، منها مذكرة التفاهم السلمية في الجانب النووي، التي تتضمن برامج التعاون المتعلقة بـ «تأسيس الشراكة في تقنية المفاعل ذي الوحدات الصغيرة المدمجة»، و»بناء القدرات البشرية النووية المشتركة والأبحاث الأكاديمية»، وستعمل – بإذن الله – على تشجيع وتعزيز التعاون المشترك في مجال التقنية والروابط النووية لصالح الاقتصاد الإبداعي.
وأضاف، أن المجلس اطلع على نتائج اجتماع أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع معالي وزير الخارجية الأمريكي يوم الخميس الماضي، ومواقف دول المجلس الثابتة من القضايا التي تهم المنطقة واستقرارها.
وبين معالي وزير الثقافة والإعلام أن المجلس تطرق إلى جملة من النشاطات العلمية والثقافية، التي تشهدها المملكة، مشيدًا بافتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – مما يجسد اهتمام المملكة ورعايتها للثقافة والعلوم والآداب والمثقفين، ورصيدها الحضاري والثقافي، وحرصها على تكريم المبدعين والمتميزين في مختلف الحقول والمجالات الثقافية.
كما أعرب المجلس، عن فرحة الوطن بعودة القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي إلى المملكة بسلامة الله، مثنيًا على ما بذلته أجهزة الدولة من جهود، بتوجيهات من القيادة الرشيدة، منذ اليوم الأول لاختطافه حتى عودته سالمًا بحمد الله.
وأكد المجلس حرص المملكة، على الالتزام بالعهود الدولية، والمبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة وميثاقها، حول عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأنها من هذا المنطلق، لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، وترفض التطاول على حقها السيادي، بما في ذلك المساس باستقلال قضائها ونزاهته، حيث لا سلطان على القضاة في قضائهم، وحيث يتم التعامل مع القضايا المنظورة أمام المحاكم، دون تمييز أو استثناء لأي قضية وضد أي شخص.
وجدد التزام المملكة بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها انطلاقا من منهجها الراسخ المستمد من الشريعة الإسلامية، التي أوجبت حماية حقوق الإنسان، وحرّمت انتهاكها، على نحوٍ يوازن بين مصالح الفرد والمجتمع، مشددة على أن الأمن والاستقرار والازدهار، عوامل أساسية في مسيرتها الحضارية، نحو تنمية مستدامة تحترم حقوق الإنسان وتحميها، من خلال سن الأنظمة واللوائح، وإنشاء المؤسسات الحكومية ودعم مؤسسات المجتمع المدني.
ووجه مجلس الوزراء شكره لمختلف الأجهزة الأمنية المختصة، بوزارة الداخلية، ومصلحة الجمارك، على تمكنها بتوفيق الله تعالى، من إحباط تهريب ونقل واستقبال وترويج كميات كبيرة من المخدرات، خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، والقبض على العصابات التي تقوم بذلك، وبتزوير الوثائق، وغسل الأموال التي يجمعونها من نشاطاتهم الإجرامية، ونوه بحرص رجال الأمن وبالتنسيق والتكامل بين مختلف الأجهزة، في متابعة ورصد المتورطين وإحباط مخططاتهم، وتعاون الدول الشقيقة لحماية أبناء المنطقة من آفة المخدرات.
وأفاد الدكتور عادل بن زيد الطريفي، أن مجلس الوزراء، اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهت إليه كل من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء واللجنة العامة لمجلس الوزراء في شأنها.
المصدر : المدينة