وكان الإنسان عجولاً

الثلاثاء 8 شعبان1436//26 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
إنها إشراقة قرآنية ( وكان الإنسان عجولا ) . الإسراء 11
إنها حقيقة تتمثل في فطرة الإنسان وطبيعة نشأته , إنه الاستعجال ذلك الأمر الذي هو داء , ويجر إلى عدة أدواء.
وإذا كانت بعض أمور الفطرة ضرر فلا بد أن نعلم أن الله قد فتح لنا باب المجاهدة ووعدنا أن يهدينا (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))[العنكبوت:69].
والاستعجالُ قد جرَّ على الأمة والأفراد والجماعات ضرراً وشؤماً لا يحيط بخطره قلم فانظر مثلاً:
– الاستعجال في اتخاذ القرار على مستوى بعض المشتروات, كيف أوقع صاحبه في ديون تراكمت عليه حتى أودعته خلف القضبان.
– الاستعجال في الدعوة إلى الله وحب تغيير الواقع والغفلة عن سنة التدرج فإنه قد أوقع أصحابه في خطأ التفسيق والتفجير والتكفير.
– وانظر إلى الاستعجال في طلب العلم كيف يرمي بصاحبه في فوضى الطلب فلا يخرج بعد سنين إلا مثقفاً لا طالب علم.
– وأما إن سألت عن الاستعجال في طلب الطلاق من قبل تلك المرأة, ثم استعجال الزوج في قبول طلبها, فهناك تقع الكارثة وتتفرق الأسرة, وتزول سحابة الأنس وتغيب معالم السكن, وأما الأولاد فهم ضحية الاستعجال وغياب الصبر.
– وهناك استعجال في قبول الرأي الآخر وعدم التأني والدراسة له مما ينتج من ورائه الإقدام على المهالك في الغالب.
– والاستعجال في قيادة السيارة يوقع صاحبها في الحوادث مما يدخل في (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ))[النساء:29].
– والاستعجال في الحكم على الآخرين بدون قانون التثبت يتسبب في دمار العلاقات بل والويلات وفي التنزيل ((فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ))[الحجرات:6].
– والاستعجال في قبول الرجل لتلك الفتاة لتكون زوجة بسبب إقناع الوالدين أو أحدهما بدون معالم التدين والنتيجة في الغالب طلاق أو تنازل عن الثوابت بسبب التورط في الديون أو وجود أبناء فيضطر الزوج إلى البقاء معها مع كراهيته لذلك , والسبب الاستعجال.
– وأيضاً استعجال الفتاة في قبول الزوج, لأجل منصبه أو ماله أو جماله وعدم التفكير في دينه وصلاته, يجر على الفتاة آلام ويُغيَّب عنها آمال, وقد يكون من رواد المخدرات أو صاحب معاكسات فتندم الفتاة ولكن لا ينفع الندم.
– والاستعجال في علاج الأخطاء بلا منهج مدروس وخطة مناسبة لا يساهم في العلاج, بل يجعل الخطأ مجموعة أخطاء.
– الحديث عن الاستعجال يطول, وآثاره لا تنتهي فكن صبوراً متأنياً متأملاً وحينها سيكون لحياتك معنى.
– يا له من دين-

اقرأ أيضا  اسم الرحمن ودلالاته السياقية والمعنوية في سورة مريم
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.