“يا حسين” أم “يا عراق” عنوان معركة الرمادي
الأربعاء 15 شعبان 1436// 3 يونيو /أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
العراق – الرمادي
اختارت مليشيا الحشد الشعبي شعارا مثيرا للجدل لمعركة “تحرير محافظة الأنبار” من تنظيم الدولة الإسلامية” لبيك ياحسين”، ثم غيرته وزارة الدفاع بعد ساعات بسبب انتقادات كثيرة ليصبح “لبيك يا عراق”. وأعلنت مليشيات الحشد الشعبي رسميا بدء عمليات عسكرية “لتحرير” الأنبار (غربي البلاد) من قبضة التنظيم.
وقال الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي المشارك في العملية أحمد الأسدي في مؤتمر صحفي إنه أطلق اسم “لبيك يا حسين” على العملية.
وبعد ساعات على انطلاق العملية أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي عن تغيير اسمها من “لبيك يا حسين” إلى “لبيك يا عراق”.
انتقادات واسعة
وانتقدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اختيار مليشيا شيعية عراقية اسما طائفيا ليكون الاسم الرمزي لاستعادة مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، مضيفة أنه “لا يساعد”.
وانتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تسمية عمليات تحرير مناطق من محافظتي الأنبار وصلاح الدين بـ”لبيك يا حسين”، مشيرا إلى أنه “سيساء فهمها”، وطالب بـ”عدم الاعتراف بتلك التسمية”، داعيا لتغييرها إلى اسم عمليات “لبيك يا صلاح الدين” أو “لبيك يا أنبار”.
وقال الصدر إنه “لا ينبغي علينا نحن أتباع أهل البيت التفريط بسمعة المذهب، فهذه التسمية سيساء فهمها لا محالة، ويجب على كل محب للوطن ونابذ للطائفية عدم الاعتراف بمثل هذه التسميات”.
وأضاف الصدر “كلنا في خدمة الوطن، والحسين رمز الوطنية والإباء، والحسين أمير الجهاد والمجاهدين، ولا نريد أن يستغلها الطرف الآخر لجعل الحرب طائفية بل هي وطنية إسلامية”.
خيانة مقصودة
من جهته، قال محمد الفهداوي -وهو من وجهاء الرمادي والموجود حاليا في أربيل- للجزيرة نت إن “الخيانات التي حدثت على أطراف الرمادي الشرقية من الجيش كانت مقصودة لإدخال مليشيات الحشد الشعبي إلى المدينة”.
وأضاف الفهداوي أن “اختيار تسمية “لبيك يا حسين” لتحرير الرمادي من تنظيم الدولة له دلالة طائفية، ويعني أن من يرفض تواجد المليشيات الشيعية هو في معسكر يزيد وفق الرواية الشيعية عن مقتل الإمام الحسين، وبالتالي يجب قتله”.
واعتبر النائب عن كتلة الأحرار عبد العزيز الظالمي في حديث للجزيرة نت أن تغيير اسم معركة تحرير الأنبار إلى “لبيك يا عراق” ضربة لمن يريد “استخدام اسم الحسين طائفيا، ومن يروج لربط تنظيم الدولة بأهل السنة واهم”.
رفع المعنويات
لكن جاسم محمد جعفر عضو ائتلاف دولة القانون الذي يقود الحكومة العراقية قال للجزيرة نت “أتمنى على السياسيين عدم التدخل في شأن لا يعنيهم، وأنا مطمئن بأن تسمية معارك تحرير صلاح الدين والأنبار “لبيك يا حسين” تمت وفق آلية متعلقة باجتماع قادة الحشد والقوات الأمنية والعشائر وتم الاتفاق عليها”.
وأشار إلى أنه “بعد الانتصارات التي تحققت على تلك الجبهات يراد الدخول بقضايا تؤدي إلى إضعاف أو التشكيك بالحشد الشعبي أو التماهي مع الموقف الأميركي الذي شكك بالتسمية”.
واستغرب معين الكاظمي القيادي في مليشيا بدر التي يتزعمها هادي العامري من الأصوات التي تنتقد تسمية عمليات تحرير صلاح الدين “لبيك يا حسين”، وأشار إلى أن “الحسين يمثل كل أطياف الشعب العراقي”، مبينا أنه تم التركيز على شعار العمليات لصرف النظر عن نجاحات وتضحيات قوات الأمن وفصائل الحشد الشعبي.
وقال الكاظمي للجزيرة نت إن “التسمية ليست طائفية ولا تحمل أهدافا مذهبية أو عرقية، وإن الهدف منها شحذ همم المقاتلين ورفع معنويات المجاهدين كون تنظيم الدولة والعصابات الإرهابية لا يفهمان المنطق العقائدي الذي يحمله المقاتلون”.
المصدر : الجزيرة.نت