الإساءة إلى الإسلام.. الرد “هناك” أفضل
السبت 19 شعبان1436//6 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فيصل الزامل
استمرار الإساءات للدين الإسلامي مُمثلًا – على سبيل المثال لا الحصر- فيما صدر عن السياسي الهولندي المعادي للمهاجرين “جيرت فيلدرز” في وقت سابق، في قوله “الإسلام دين عنيف، ولو كان محمد –صلى الله عليه وسلم- حيًا فسأتعامل معه كشخص مُتطرف”، ومؤخرًا فيما صدر عن رُسومات شارلي إبدو يتطلب العمل في أكثر من مُحور، قد يكون الاستنكار والمواجهة أحدها، وربما يكون الدور الأكثر تأثيرًا هو ما يقوم به المسلمون في تلك البلاد، ممن يحملون جنسيتها، على الصعيد السياسي “الانتخابات” أو الثقافي عبر برامج إعلامية وندوات تنويرية، كونهم يتحدثون لغة القوم، ويُشاركوهم ثقافتهم المحلية وهُمومهم الوطنية أكثر منا نحن وما نفعله هنا في الأسواق والجمعيات التعاونية، فالتأثير “هناك” مُباشر، بينما “هنا” هو إبراء ذمة فقط.
إن الحركة الإيجابية أكثر تأثيرًا من تلك السلبية، وفيها استدامة، بينما الأخرى هي رد فعل حماسي عارض، لا يلبث أن يتبدد.
إن في الغرب مشاعر سلبية تجاه المهاجرين، بشكل عام، سواء كانوا من أوروبا الشرقية، أو من جنوب شرق آسيا، أو من البلاد الإسلامية، فهي مشاعر “اقتصادية” ربما تداخلت مع رواسب دينية، فأنعشتها، والواجب يقتضي بأن نُعيد الأمر إلى نِصابه، فالشأن الاقتصادي فيما يتعلق بالمهاجرين ليس خاصًا بالمسلمين حتى يصب الناشطون فيه جم غضبهم على الإسلام كديانة، وعليهم أن يبحثوا عن حُلول جذرية بشأن حقائق الاقتصاد التي لن تتغير عبر حملة إساءات للدين الإسلامي، حيث سيستمر تدفق المهاجرين من روسيا والهند وشمال إفريقيا، لأنكم تركتم “المشكل” وانحرفتم بقضيتكم فازدادت مُعاناتكم.
هذا النوع من الحوار هُجومي، وليس دفاعيًا، ولا تبريريًا، لا يملك معه المواطن الألماني أو الهولندي أو الفرنسي إلا أن يتفق معك، ويترك الإساءة إلى الأديان، التي لن تحميه “اقتصاديًا”.
نعم، العالم اليوم قرية الكترونية، يستطيع شبابنا أن يتواصل من خلالها مع الجاليات العربية والإسلامية في البرازيل، وبلجيا والنرويج.. الخ، عبر الإنترنت ويزودهم بمواد تُساعدهم على تنظيم ندوات ونشر مقالات في صحفهم المحلية، مما يُبين خطأ تلك الإساءات، وقد قرأت ذات يوم عن شخص من دولة الإمارات، أدى تواصله عبر الإنترنت مع حاخام يهودي، من أصل أمريكي، يعيش في إسرائيل، على مدار عام كامل، إلى تحوله للإسلام، ونشرت مجلة “المجلة” تحقيقًا صحافيًا عن المراحل التي انتهت إلى تحول ليس الحاخام وحده بل أسرته أيضًا.
فالوسائل مُتنوعة، ومن يحاول أن يبذل جُهدًا يتجاوز رد الفعل فإنه سيجد أمامه عالمًا كبيرًا يُعبر من خلاله عن حبه لنبيه محمد –صلى الله عليه وسلم-.
كلمة أخيرة: قال الحسن –رضي الله عنه- “مر عمر- رضوان الله عليه- على مزبلة فاحتبس –وقف- عندها، فكأن أصحابه تأذوا بها، فقال: هذه دنياكم التي تحرصون عليها”.
-البشرى