كوسوفو: قصة إمام وخطيب يصوم رمضانه الثمانين
الإثنين 26 رمضان 1436//13 يوليو/تمور 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
كوسوفو
وإن كان بلغ من العمر 92 عامًا فإنه كامل الذكاء وواضح التعبير للكلمات التي يُخرجها في شرح قصصه في الحياة، والتي تكون مؤثرة في كل جيل.
هذا هو الإمام والخطيب الشيخ “إلياس رحماني” من منطقة “بريشتينا” عاصمة “كوسوفو”، الذي يتحدى عمره الكبير من خلال الصيام في هذا الشهر الفضيل.
يقول الشيخ “إلياس” لموقع “تيليغراف” الإخباري: إن عمره لم يكن أبدًا عائقًا للصيام في هذا العام؛ لأن هذا هو شهر الرحمة والمغفرة، ويضيف: منذ نعومة أظفاري عندما كنت طفلاً، بدأت بالصيام، وأتذكر عندما كانت أمي – رحمها الله – لا تُوقظني في السحور أنزعج كثيرًا؛ لذا أستطيع القول: إن هذا هو رمضان الثمانون الذي أصومه.
ويعرف الشيخ “إلياس” من قِبَل المسلمين كشخص يحب العلم ومُهتم به، وهو في هذا العمر لا يزال يقوم بتعليم الأطفال تلاوة القرآن الكريم، ويقول حول هذا العمل: إنني أعتبر ذلك هبة من الله تعالى منذ أن أرسلني والدي لتعلُّم الدين في الكتاتيب في ذلك الزمان، ومنذ تلك الفترة لم أُفارق طلب العلم الشرعي.
لقد خدمت في مواطن كثيرة ابتداءً من قريتي في “راباشتيتسا” والقرى الأخرى؛ مثل: “مايانتس”، و”دومنيتسا”، و”بودوييفا”، و”أستوغ”، وفي منطقة “فلورا” في “ألبانيا”، ومن الطبيعي أني واجهت عقبات كثيرة في هذه الطريق؛ بدءًا من الحرب العالمية الثانية، ومِن ثَم الحقبة الشيوعية لمدة 50 عامًا، والتي كانت عقبة كبيرة وتَمنعنا في كل وقت وحين، وأيضًا الحرب الأخيرة في “كوسوفو”، والتي كانت ختام العقبات في طريقي في الدعوة والعلم والتعليم.
ويتابع الحديث بالقول: إن العلم الحقيقي لا بد أن يرافقه إخلاص بعمل وتطبيق؛ لأن أفضل الناس من يتعلم ويُعلِّم، ويعمل بما يتعلم، ولقد تعلَّمتُ في شبابي قليلاً من اللغة الإنجليزية، وكنت مضطرًّا لتعلُّم اللغة الصربية، وأتكلَّم الإيطالية، والتركية، والعربية.
ولقد عمل الإمام الشيخ في شرح فهْمه ونظرته للحياة من خلال كتابة أبيات شعر ألَّفها في الفترات المختلفة من عمره، وسوف تُطبَع قريبًا وتصدر في كتاب بعنوان: “قافلة العلم”، بحسبما ورد في الألوكة.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.