وطنية شيعة الخليج

ايران والشرق الأوسط -tahrirnews.com -
ايران والشرق الأوسط -tahrirnews.com –

محمد العصيمي

الأربعاء 4 ذو القعدة 1436//19 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا

دعونا نتفق أولا أن من شيعة الخليج، بغض النظر عن نسبتهم، من يوالي إيران والدليل هو ما يحدث في البحرين من عام 2011 إلى الآن، والكشف الأخير عن خلية حزب الله في الكويت التي ثبت تدريبها وتسليحها وتآمرها على دفن كثير من أسلحة الشر تحينا لساعة الصفر الإيرانية. إذا اتفقنا على ذلك فسيكون من السهل أن نتفق على أن هناك، أيضا، من شيعة الخليج من يرفضون هذه الموالاة ويستنكرون هذه الأفعال الشائنة في حق أوطانهم ومجتمعاتهم.

الطيف الشيعي الخليجي، وإن قل، مثله مثل الطيف الغالب السني الذي ينقسم الآن إلى نوعين: نوع إرهابي تمثله جماعات هنا وهناك على رأسها داعش، ونوع تمثله المجتمعات برمتها التي ترفض هذه الجماعات وتستنكر أعمالها وتتبرأ منها. الفرق فقط أن الصوت السني، الوطني والمعتدل، مرتفع في رفض تنظيمات وخلايا التطرف والإرهاب بينما الصوت الشيعي، الوطني والمعتدل أيضا، خافت لا يكاد يسمع في حال ثبت وجود جماعة أو تنظيم يناصر إيران على حساب وطنه ومجتمعه.

اقرأ أيضا  إندونيسيا أكبر دولة إسلامية

في الخليج الآن، خاصة بعد ما تواتر بعد كشف تلك الخلية الإيرانية في الكويت، قناعة على المستوى الرسمي والشعبي بأن الابتسامات الأخيرة التي وزعها وزير خارجية إيران في بعض عواصم المنطقة هي، كالعادة، ابتسامات مسمومة مثلها مثل تصريحات كبار الساسة الإيرانيين عن رغبتهم في بناء قواعد التعاون وحسن الجوار مع الدول العربية الخليجية.

في موازاة ذلك فإن الأسماء الخليجية الشيعية المعروفة، التي تدافع عن إيران وتحاول تبرئة ساحتها مما يحدث، تشارك بلا شك في تمكين السم الإيراني من الجسد العربي الخليجي. ولذلك وجب على شيعة الخليج، العقلاء والوطنيين، أن يتبرأوا من هذه الأسماء ويعلنوا موقفا واضحا وصارما في مواجهة ما يحاك ضد بلدانهم من إيران وعملائها من مواطنيهم. هذا هو دورهم الآن الذي لا يقبل التأخير ولا يقبل التردد مع أي إسم أو طرف ثبتت موالاته السياسية لطهران.

اقرأ أيضا  الروهينغا.. المواطنة أو تقرير المصير

كما أن حكومات دول الخليج، التي صبرت على إيران وسلوكها المعادي طويلا، عليها، كما فعلت مع أطياف سنية متطرفة وإرهابية، أن تحتوي الاعتدال الشيعي وتحارب، في الوقت ذاته، التطرف والإرهاب الذي تقوده إيران وأذرعها في المنطقة. ومن وجوه هذه الحرب أن تسمي الأشياء والأشخاص بأسمائهم، وتتخذ الإجراءات السياسية والأمنية المناسبة لكف يد إيران المعتدية وأيدي كل من يناصرها أو يدفع بأجندتها لزعزعة أمن المنطقة وتهديد سلامة مجتمعاتها، فلم يعد هناك وقت نستنفده في المهادنة والمجاملة. ولعل أول الإجراءات، كما دعوت من قبل، أن تمنع سفر رعاياها إلى إيران إلى أن تثبت حسن جوارها ونواياها، إذ لا يمكن أن نثق بما يعود به هؤلاء قهرا أو اختيارا.

اقرأ أيضا  أملاك السُنة مقابل بقاء بشار

المصدر : عكاظ

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.