أطفال الأقصى رهن الاعتقال والإبعاد
الأحد 8 ذو القعدة 1436//23 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
القدس المحتلة
تتواصل محاولات الأطفال الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى التصدي للمجموعات الاستيطانية التي تقتحم المسجد، تقابلها ردود الاحتلال بالاعتقال والإبعاد.
الطفلة آية أبو ناب ابنة السابعة عشر عاماً والتي ترعرعت في ساحات المسجد الأقصى المبارك وكبرت فيه، تقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنا أعيش بجوار المسجد الأقصى في حي باب حطة الملاصق له، كان دوماً الأقصى ملاذي في الدراسة والتعليم واللعب بكون البلدة القديمة تفتقر للساحات والنوادي فكان المسجد الأقصى هو البيت الآخر لحياتي”.
وتضيف: “تعرضت خلال أيام تواجدي في المسجد الأقصى لاعتقالين، ففي المرة الأولى اعتقلت من باب السلسلة عندما ذهبت لإحضار بطاقتي الشخصية فقامت شرطة الاحتلال بتوقيفي وتم إبعادي عن المسجد الأقصى خمسة عشر يوماً بدعوى أني أعيق مرور الزائرين وتعرضت خلال التحقيق للضرب التهديد ولم يسمح لولي أمري بالدخول معي”.
وتشير إلى أنه قبل الاعتقالات “تم توقيفي عدة مرات على أبواب المسجد الأقصى وتهديدي بالاعتقال في حال افتعلت المشاكل، ولا يسمح لي بالدخول أحياناً أخرى الى أن تنتهي فترة اقتحامات المستوطنين للأقصى”.
أما المرة الثانية “فاعتقلت أيضا من باب السلسلة وتم اقتيادي لمخفر تحقيق “بيت الياهو” وأخضعت للتحقيق وقامت سلطات الاحتلال بالإفراج عني، ولكنها فرضت علي عدم الدخول للأقصى إلى حين مثولي أمام المحكمة، فتوجهت للمحكمة ولم تتم المحاكمة وأجلت إلى وقت لاحق غير معروف”.
وتضيف آية أبو ناب: “أتواجد في المسجد الأقصى في فترة الصيف من ساعات الفجر وحتى العشاء كوني أعيش بالقرب منه، فهو بيتي الآخر ولدي فيه عدة فعاليات منها دراسة أحكام التلاوة والتجويد للقرآن الكريم، كما أني أعمل أيضا مرشدة لمجموعة من طلاب مخيم “الأقصى مسؤوليتي”.
رباط الأطفال
وفي مشهد آخر من مظاهر الرباط أن ترى طفلا مقدسيا لم يتعد الرابعة عشرة من عمره يرابط على أبواب المسجد الأقصى بعد أن أبعدته سلطات الاحتلال عنه.
ويروي الطفل المبعد محمد أبو هدوان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قصته بالقول: “أرابط منذ بداية فترة إبعادي عن المسجد الأقصى عند باب السلسلة فهو الباب الذي يخرج منه المستوطنون بعد اقتحامهم لساحات المسجد الأقصى”.
ويقول بحرقة: “المستوطنون يُسمح لهم بالدخول، ونحن أصحاب الحق نحرم من الدخول للأقصى ونُبعد لأيام وأشهر ونفقد جمعتنا بأصدقائنا ولعبنا في ساحاته”.
ويتابع أبو هدوان أنه: “قبل عشرة أيام اعتقلت من باب حطة واقتادتني شرطة الاحتلال لمخفر شرطة باب الأسباط ومن ثم إلى القشلة وتعرضت خلالها للتحقيق لمدة أربع ساعات بدون محامٍ ولا والدي، ثم حولت للمسكوبية ومكثت ليلة هناك إلى أن عرضت في اليوم التالي على المحكمة التي قررت إبعادي لمدة خمسة عشر يوماً”.
اعتداءات وتهديد
وذكر أنه “خلال التحقيق هددني المحقق بالإبعاد عن الأقصى لمدة ثلاثة شهور، كما تم الاعتداء علي بالضرب لأني أردت الدخول للأقصى”.
ويضيف أبو هدوان: “مخيم “الأقصى مسؤوليتي” ملأ وقت فراغي من خلال اللعب والتعلم ومعرفة المسجد الأقصى ومعالمه، كما حفظت بعضا من الآيات القرآنية. ومع إبعادي افتقدت هذه الأجواء المرحة وصار يومي على أبواب الأقصى وفي البيت أو عند والدي في المحل فأصبح الجو كئيبا ولا يحتوي على شئ مفيد أستغله”.
أما الطفل يوسف أبو غالية والذي تعرض للاعتداء من قبل شرطة الاحتلال عند باب القطانين عندما حاول الدخول للمسجد الأقصى، يقول: “يوم الاثنين الماضي حاولت الدخول للأقصى ولكن شرطة الاحتلال منعتني، وقام أحدهم بدفعي عن درج باب القطانين وحملني وأبعدني عن الباب، فذهبت إلى باب الحديد ولم أتمكن من الدخول إلى أن استطعت الهروب عبر باب الناظر إلى داخل الأقصى”.
ويضيف الطفل أبو غالية الذي لم يتعد العاشرة من عمره لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “منذ بداية العطلة الصيفية آثرت القدوم يومياً إلى المسجد الأقصى لأدافع عنه وأحميه وأرابط وأتواجد في ساحاته مكبراً ومهلهلاً عند دخول المجموعات الاستيطانية”.
ويؤكد أن: “شرطة الاحتلال تمنعني بشكل يومي من الدخول للأقصى وتقول لي أنني افتعل المشاكل وأعرض المجموعات الاستيطانية للخطر، كما تهددني بالاعتقال والإبعاد عن الأقصى”، مضيفاً: “لن يرهبونا من الدخول لأقصانا ومسرى حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام”.
– المركز الفلسطيني للاعلام