الشعب الفلسطيني باقٍ وسيذهب أعداؤه
الأحد 21 ذو القعدة 1436//6 سبتمبر/أيلول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”
د. عصام شاور
في عام 2006م دعا زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري _وحينها كان الرجل الثاني في القاعدة_ الشعوب العربية والإسلامية أن تحول أموال الزكاة إلى ميادين الجهاد، نافيًا وجود الجهاد على أرض فلسطين بحجة أن حماس دخلت المعترك السياسي، وقد تزامنت دعوته وفرض الغرب حصارًا اقتصاديًّا على الشعب الفلسطيني، ثم جاء بعده أبو عمر البغدادي عام 2008م ليعلن أن حركة المقاومة الإسلامية حماس خارجة عن الإسلام تزامنًا مع إعلان الاحتلال غزة كيانًا معاديًا، والآن مع اشتداد الهجمة الصهيونية والمصرية على قطاع غزة ظهر تنظيم (داعش) مهددًا حركة حماس، ومشبهًا إياها بالاحتلال الإسرائيلي، وحكم بضلال جميع الفصائل الفلسطينية: الإسلامية منها والوطنية على حد سواء.
لاشك أن تلك المواقف ضد المقاومة الفلسطينية تفضح نية تلك التنظيمات المشبوهة أمام الشعوب العربية والإسلامية، فيشهد العدو قبل الصديق أن المقاومة بقيادة كتائب عز الدين القسام أثخنت في العدو الإسرائيلي، وأوجعته وأحرجته أمام العالم، وأن كل ما تسوقه التنظيمات المتطرفة مجرد أكاذيب تضع صاحبها موضع الشبهة؛ لأنها لا تخدم إلا العدو الإسرائيلي دون أي مسوغ، فحركة حماس تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الخارجية للدول والتنظيمات الإسلامية وغير الإسلامية.
ما لفت انتباهي في آخر (فيديو) أصدره التنظيم ضد حماس قول المتحدث باسمه: “لا قيمة للأرض _ولو كانت مقدسة_ إلا إذا حكمت بشرع الله”، وهذا يعني أنه لا قيمة لفلسطين ولا لبيت المقدس في الوقت الحالي لأنهما ليستا تحت حكم الإسلام، هل يعقل أن الأقصى المبارك لا قيمة له؟!، هذه كانت رسالة (داعش) إلى شعب فلسطين: لا يجب تحرير الأرض، وعليكم أهل فلسطين إعلان الثورة على كل من يحمل السلاح على الاحتلال، هم يريدون جرنا إلى حرب أهلية ليسهل على الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على غزة والضفة وتهويد القدس.
تنظيم القاعدة أفل نجمه تقريبًا، وتنظيم (داعش) سيلحق به، وستبقى المقاومة الفلسطينية شوكة في حلق الاحتلال الإسرائيلي، وفي حلق كل المتآمرين على القضية الفلسطينية، ولن يرتجف الشعب الفلسطيني من تهديدات المحتل الإسرائيلي، وأدواته في الخارج، سواء أكانت أنظمة أم تنظيمات إرهابية ترفع راية التوحيد.
المصدر : فلسطين أون لاين
