“نتنياهو” يتحدى ..

نتنياهو - alresalah.ps -
نتنياهو – alresalah.ps –

خالد معالي

الخميس 4 ذو الحجة 1436//17 سبمتبر/أيلول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية

كعادة الطغاة عبر التاريخ عدم الاتعاظ من دروسه دنس “نتنياهو” صباح أمس القدس المحتلة، وراح يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يتحدى أو يرفض الاحتلال، ولو بعبارة “الله أكبر”، أو الاعتصام، أو إلقاء حجر على دوريات الاحتلال وقطعان المستوطنين، الذين يدنسون المسجد الأقصى، في تحدٍّ سافر لله (تعالى) خالق الكون بتدنيس مقدساته، وأماكن عبادته، قبل أن يكون تحديًا للمسلمين والعرب؛ ليكون حال “نتنياهو” يشابه “الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد”؛ لتكون نتائج أعماله لاحقًا “فصب عليهم ربك سوط عذاب”.

“نتنياهو” لا يعتبر، ويرفض تعلم دروس التاريخ وعبره، وما يتقنه فقط هو التهديد والوعيد، وإشعال الحروب؛ فهو يريد أن يرى الهيكل مكان المسجد الأقصى، ولا يريد دولة فلسطينية على أراضي الـ(67)، ولا هو يريد أن يرى مصليًا في الأقصى، ولا على وجه الأرض؛ “حسدًا من عند أنفسهم”.

اقرأ أيضا  الحمدلله: لا مشروع وطني دون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين

كشر “نتنياهو” عن أنيابه بتجواله في القدس المحتلة وتدنيسه أحياءها وطرقاتها، وراح كعادته يهدد ويتوعد الطرف الأضعف في المعادلة، ويدعي ويزعم أن جيشه الأكثر أخلاقية من بين جيوش العالم، وما علم أن “مادح نفسه كذاب”.

“نتنياهو” في كل الأحوال لا يرأس جمعية خيرية تقدم المساعدات مجانًا، بل هو يرأس أعتى وأظلم قوة لا تفهم غير لغة القوة القوة فقط في تحقيق أهدافها، التي من بينها تحدي الله في مقدساته وأماكن عبادته بخطط تهويد وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، في ظل غفوة العرب والمسلمين وانشغالهم بفتنهم وحروبهم الداخلية.

إنه يحاول جاهدًا إرضاء غلاة المستوطنين، ويحاول إطالة عمر احتلاله إلى أطول مدة ممكنة في ظل التحولات والتغيرات المتسارعة حوله، ولكنه يعلم في قرارة نفسه _وكذلك قرارات نفوس قادته_ أنهم سيلفظون إلى مزابل التاريخ، ودولتهم الظالمة.

من يقدر أن يوقف حركة التاريخ وسن الكون؟!؛ فالجلسة الطارئة التي عقدها “نتنياهو” بحضور طاقمه الأمني والسياسي ممثلًا بوزير الحرب ووزير الأمن الداخلي، إضافة إلى وزيرة القضاء ووزير شؤون القدس ووزير المواصلات، ورئيس (شاباك)، ورئيس هيئة العمليات في الجيش والمدير العام لوزارة الخارجية، والمبعوث الخاص له (إسحق مولخو) وغيرهم ممن تلطخت أيديهم بدماء أطفال غزة والضفة والقدس، التي قررت تصعيد العقوبات وتشديدها؛ لن تقدر على وقف الحراك الطبيعي والجدلي التاريخي برفض الظلم والطغيان والاحتلال، حتى لو كانت في مصلحته موازين القوى.

اقرأ أيضا  انخفاض عدد حالات الإصابة بـ كوفيد-19 في إندونيسيا إلى 54277

سياسة “نتنياهو” الهوجاء بتقسيم المسجد الأقصى قبل أن تشكل خطرًا على الفلسطينيين إنها تشكل خطرًا على اليهود في فلسطين المحتلة وبقية دول العالم؛ بإشعاله حربًا دينية لا تبقي ولا تذر، في ظل عدم أخذ العبر من دروس التاريخ.

انعكاس عجرفة “نتنياهو” بتدنيسه للقدس ومحاولاته لتقسيم الأقصى؛ وتنكره للحقوق الفلسطينية يقود المنطقة إلى دوامة عنف لا يعرف مداها إلا الله، وتكون (داعش) مقابلها مجرد لهو وتسلية.

ما لا يريد أن يفهمه “نتنياهو” أنه بتواصل الحملة المسعورة على المسجد الأقصى وعلى أحياء مدينة القدس المحتلة؛ بمصادرة أراضيها، وإقامة المستوطنات حولها، وهدم البيوت، وتوجيه مئات الإنذارات بهدم المزيد منها، وطمس معالمها الحضارية العربية والإسلامية، وعزلها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل، وإفراغ المنطقة من أي تواصل مع المسجد الأقصى؛ عبارة عن فتيل للحرب الدينية يشعلها “نتنياهو” بيديه ما لم يلجم المستوطنين، وما لم يعط الفلسطينيين حقوقهم ودولتهم، وما نراه بفاعل.

اقرأ أيضا  متطرفون يقتحمون باحات الأقصى

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.