جامعة بريطانية تحقق مع طالب مسلم لقراءته كتابا عن الإرهاب
الجمعة 11 ذو الحجة 1436//25 سبتنبر/أيلول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
بريطانيا
قالت صحيفة ” الغارديان” البريطانية إن طالبا بريطانيا مسلما اتهم بالإرهاب لمجرد قراءته كتابا بعنوان “دراسات الإرهاب” في مكتبة الجامعة
وينقل التقرير عن طالب في مرحلة الدراسات العليا في جامعة ستاتفورد شاير، ويدعى محمد عمر فاروق، قوله إنه تعرض لتحقيق حول موقفه من المثليين وتنظيمي الدولة والقاعدة. مع أن موضوع دراسته في مرحلة الماجستير هو الإرهاب والجريمة والأمن العالمي. وأجاب فاروق عن الأسئلة بطريقة أكاديمية، لكنه أكد موقفه الشخصي المعارض للتطرف. ومع ذلك فقد تم إخبار حرس الجامعة؛ لأنه تطرق إلى عدد من الخطوط الحمراء.
ويقول فاروق للصحيفة: “لم أصدق، فقد كنت أقرأ كتابا أكاديميا وحدي دون أن أضايق أحدا. وفي البداية اعتقدت أن الأمر مجرد مزاح”، وقام الطالب بالاتصال مع محام لدحض المزاعم الموجهة إليه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن الجامعة، التي تقع في منطقة ستوك أون ترينت، قامت بالاعتذار لاحقا لفاروق، واعترفت أن الاتهامات بكونه إرهابيا محتملا كشفت عن المصاعب التي تواجه المؤسسات التعليمية في تطبيق المعايير التي وضعتها الحكومة لمكافحة التشدد. وترى الجماعات التي تمثل الجامعة والطلاب، أنها تعبر عن انتهاك للحرية الأكاديمية.
وتبين الصحيفة أنه عندما وقع الحادث في آذار/ مارس، كان يعتقد أن أحد الطلاب هو الذي وجه لفاروق الأسئلة، ولكن في الحقيقة كان مسؤول الشكاوى في الجامعة هو من استجوب فاروق. ويقول إن أسئلة وجهت له حول رأيه في الإسلام وتنظيم القاعدة والأخبار التي تحدثت عن قيام تنظيم الدولة برمي المثليين من المباني المرتفعة.
ويورد التقرير أن فاروق يقول إنه منذ الحادث يسير ويشعر أن أحدا يراقبه، وبسبب ما تعرض له قرر ترك المساق الذي كان يدرسه، ولكنه شعر بضرورة الحديث عما جرى له. ويقول إن “آثار عدم تحدي هذا سينعكس علي، وقد يدرج اسمي في قائمة الشرطة، وربما تعرضت للتحقيق دون معرفتي، وقد يحدث هذا لأي مسلم، ويجب أن أدافع عن وجهة نظري”.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحادثة تكشف عن المصاعب التي تواجهها الجامعات في تطبيق برنامج مكافحة التشدد “مباردة المنع”، التي وضعت محل التطبيق هذا الأسبوع بشكل رسمي. وكشف الأسبوع الماضي عن تحقيق مدرسة مع طفل مسلم لمجرد ذكره مصطلح “إرهابي إيكولوجي”.
ويفيد التقرير بأنه بعد تحقيق دام ثلاثة أشهر اعترفت جامعة ستاتفورد شاير بالخطأ، واعتذرت لفاروق، وقالت إنها “تصرفت من خلال واجبها والحاجة لمنع الشباب من الانجذاب للإرهاب”. وقالت إن المسؤول الذي حقق مع فاروق لم يتلق سوى ثلاث ساعات تدريب في كانون الأول/ ديسمبر 2013. وقالت الجامعة إن “التفريق بين البحث الأكاديمي في التشدد والتشدد ذاته أمر صعب”.
وتذكر الصحيفة أن مسؤول تسجيل الطلاب نويل موريسون، عبر عن أسفه لإساءة تقدير الوضع الذي ترك أثرا على هذا الطالب. وأكد أن الجامعة لديها السياسات الصحيحة وهي واثقة من إدارة تحقيق كهذا بشكل مناسب.
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى قول موريسون: “اعتذرنا لفاروق، ونحن في حوار معه حول كيفية دعمه لمواصلة دروسه معنا. وفي ضوء التشريع الجديد، فنحن نحاول التأكد من تقديم التدريب للموظفين كلهم” ، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.