اتفاق أردني إسرائيلي لوقف الانتهاكات في الأقصى
الأحد 12 محرم 1437//25 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية ”مينا”.
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس في العاصمة الأردنية عمان عن إجراءات متفق عليها بين الإسرائيليين والأردنيين بخصوص المسجد الأقصى، عقب لقائه الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طالب إسرائيل بالحفاظ على الوضع القائم في القدس والمقدسات، في الوقت الذي استشهد فيه فلسطينيان، أحدهما في جنين بحادثة طعن مزعومة والآخر متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل أسبوع.
وأعلن كيري في عمان أمس اتفاقاً بين الجانبين الأردني والإسرائيلي على اتخاذ تدابير جديدة بخصوص المسجد الأقصى في مسعى لإنهاء موجة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة إن هذه الإجراءات سيعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من جانبه.
وأضاف أن من بين هذه التدابير «موافقة نتانياهو على اقتراح للملك عبد الله لضمان المراقبة بكاميرات الفيديو وعلى مدار 24 ساعة لجميع مرافق الحرم القدسي».
كما وافقت إسرائيل على «الاحترام الكامل لدور الأردن الخاص»، باعتباره المؤتمن على الأماكن المقدسة، بحسب الوضع الراهن لعام 1967.
وأكد كيري أن «إسرائيل لا تنوي تقسيم الحرم القدسي» و«ترحب بزيادة التعاون بين السلطات الإسرائيلية والأردنية» التي ستلتقي «قريباً» لتعزيز الإجراءات الأمنية في الحرم القدسي.
وكان الوزير الأميركي التقى في عمان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس كل على حدة سعياً لإنهاء موجة العنف الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
اتصالات سياسية
وفي الأثناء، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الحفاظ على الوضع القائم التاريخي في القدس والمقدسات، ووقف اعتداءات المستوطنين، يجب أن تكون الخطوات الأولى، التي يتوجب أن يقوم بها الجانب الإسرائيلي، قبل أي عمل.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن الرئيس عباس استمع إلى بعض الخطوات، التي يسعى كيري للقيام بها مع الجانب الإسرائيلي، فيما شدد عباس، من جهته، على أن المطلوب من الحكومة الإسرائيلية الالتزام بالاتفاقات الموقعة، وقال «سنرى إذا ما كان الجانب الإسرائيلي سيقوم بأية إجراءات جدية، حتى يمكن التعامل معه».
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب خلال لقائه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان بإعادة الوضع في المسجد الأقصى في القدس إلى ما كان عليه.
وقال عريقات في تصريحات للصحافيين بعد اللقاء الذي دام نحو ساعة في مقر إقامة الرئيس الفلسطيني في عمان، إن «نتنياهو غير الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك، وبالتالي نحن والأردن نطلب من الجانب الأميركي أن يعيد الوضع في المسجد الأقصى المبارك إلى ما كان عليه».
وأضاف أن «نتنياهو يتلاعب بالألفاظ وبأنصاف الحقائق ويدعي أن الوضع هو ما كان عليه لكن باعتقادي أن العالم أجمع سيعرف اليوم الموقف الصلب للملك عبد الله الثاني باعتباره الوصي على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس ولن يسمح لنتنياهو بهذا التلاعب».
وأكد عريقات أن «الرئيس عباس ركز لكيري بأننا شعب يدافع عن نفسه ويدافع عن بقائه ويدافع عن استقلاله وحريته»، مضيفاً أن «الرئيس عباس طالب بأن تدعم الإدارة الأميركية جهود الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وطلب الحماية الدولية المقدم في الأمم المتحدة».
شهيدان
وإلى ذلك، أفاد ناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أن شاباً فلسطينياً استشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات قرب الحدود شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة الأسبوع الماضي.
وقال الطبيب أشرف القدرة في بيان «استشهد الشاب خليل حسن أبو عبيد (25 عاماً) وهو من سكان خان يونس، متأثراً بجراحه التي أصيب بها الأسبوع الماضي حيث نقل إلى أحد مستشفيات الداخل المحتل لتلقي العلاج».
وأوضح أن الشاب أصيب بـ«قنبلة غاز مسيل للدموع أطلقها جنود الاحتلال وأصابته في بطنه واستقرت في الرئة ونتيجة لتدهور حالته نقل إلى مستشفى» داخل الأراضي المحتلة.
وفي سياق متصل، استشهد فتى فلسطيني أمس بإطلاق نار إسرائيلي على حاجز عسكري في جنين في الضفة الغربية وفق ما أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
وذكرت المصادر أن الفتى يبلغ من العمر 16 عاماً واستشهد بإطلاق نار مباشر عليه على حاجز «الجلمة» العسكري شمال جنين ثم احتجزت القوات الإسرائيلية جثته.
وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن الفتى الفلسطيني حاول طعن جندي إسرائيلي على الحاجز المذكور قبل أن يتم قتله من دون أن يصيب أياً من الجنود بأذى.
اعتراض
ذكرت القناة الثانية العبرية في التلفزيون الإسرائيلي، إن قادة أجهزة أمن الاحتلال اعترضوا على قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية باحتجاز جثامين الشهداء.
وذكرت أن أجهزة أمن الاحتلال تعتقد أن هذا القرار سيخلق ردة فعل معاكسة في الشارع الفلسطيني، خاصة عند احتجاز جثامين الشهيدات ولن يكون له أثر في المفاوضات حول الأسرى.
دعوات اقتحام
دعت جماعات يهودية متطرفة تسمى «أنصار الهيكل» المزعوم إلى اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد، رداً على فتاوى بعض الحاخامات اليهود بتحريم دخول الأقصى. ونشرت مجموعات يهودية دعوات لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تطالب فيه المستوطنين بالمشاركة في عمليات اقتحام جماعي واسع للمسجد الأقصى اليوم، وذلك تحت عنوان «عودة كل اليهود إلى جبل الهيكل».