أسباب تهميش اللغة العربية بالصومال وهيمنة الإنجليزية
السبت 18 محرم 1437//31 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الصومال
يشهد الصومال في السنوات الأخيرة تراجعا ملحوظا في الاهتمام باللغة العربية على المستويين الرسمي والشعبي، في ظل هيمنة اللغة الإنجليزية على معظم مناحي الحياة، وبشكل ينافس اللغة المحلية، لا سيما في مجالات التعليم والتجارة والمؤتمرات الرسمية والتصريحات الحكومية.
وبعد انضمام الصومال إلى جامعة الدول العربية عام 1974، سعت حكومة الراحل محمد سياد بري لتقوية اللغة العربية في البلاد، وبعد سقوط الحكومة عام 1991 انتشرت بشكل غير مسبوق المدارس التي تتبنى العربية في التدريس، بجانب مراكز تعليم العربية، وكان بعضها مدعوما من منظمات الإغاثة العربية.
وفي الفترة نفسها، زاد الاهتمام بالثقافة العربية بفضل المنح الدراسية المقدمة من قبل جامعات بعض الدول العربية، كالسودان واليمن ومصر، إلا أن زخم الاهتمام باللغة العربية خفّ تدريجيا بعد تدخل القوات الإثيوبية في الصومال أواخر عام 2006، وفقا لمحمد محمود أحمد، أحد مؤسسي معهد رمضان لتعليم اللغة العربية في مقديشو.
ويقول أحمد للجزيرة نت: إن مراكز كثيرة لتعليم اللغة العربية في مقديشو أغلقت، بما فيها معهدهم الذي ظل ناشطا لأكثر من عشر سنوات، وذلك لضعف الإقبال، وتخلي كثير من المدارس الابتدائية والثانوية -التي كانت تشكل رافدا أساسيا لمراكز تعليم العربية- عن العربية كليا أو جزئيا، فضلا عن تبني معظم الجامعات الصومالية الإنجليزية لغة للتدريس.
ويقول مدير المركز الصومالي للتربية والبحوث عبد الشكور الشيخ حسن إن تقهقر اللغة العربية في الصومال ناجم عن عوامل عدة، منها اهتمام سوق العمل بالإنجليزية، مما يدفع الأهالي إلى تعليمها لأبنائهم من أجل تأمين مستقبلهم اقتصاديا، كما أن المانحين الغربيين للمساعدات يهتمون أكثر بمن يحمل ثقافتهم فيشجعون الناس على التخلي عن العربية.
ويضيف أن الدول العربية ومنظماتها الثقافية تتحمل جزءا من المسؤولية لأنها “أهملت الصومال سياسيا”، في حين لم تلتزم الحكومة باعتماد اللغة العربية لغة رسمية ثانية للبلاد.
وتغيب العربية عن مقررات اجتماعات الحكومة الصومالية وتصريحاتها ومنشوراتها، ويرجع ذلك إلى هيمنة حملة الثقافة الغربية على المناصب الرئيسية في البلاد، وإعطاء الأولوية للمتحدثين بالإنجليزية في المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية، بحسب النائب في البرلمان محمد عمر طلحة.
ويضيف أن عدم تحديث مناهج وأساليب تدريس اللغة العربية خلق انطباعا لدى بعض الصوماليين بأن العربية قاصرة على شؤون الدين، وأن المتدينين هم الذين يتحدثون بها، حتى بات بعض الشباب يفضلون تعلم اللغة التركية التي تتيح لهم العمل في السفارة والمؤسسات التركية في الصومال.
ويرى طلحة أن الحكومة الصومالية همّشت اللغة العربية، شأنها شأن الدول العربية الأخرى التي يفترض أن تكون قدوة في التمسك بلغتها التي تشكل الجزء الأهم من ثقافتها، حسب قوله، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.