التحالف العسكري الإسلامي: المآلات والتحديات

التحالف العسكري الإسلامي - ababil.net -
التحالف العسكري الإسلامي – ababil.net –

حسام الدجني

الجمعة، 6 ربيع الأول 1437 الموافق 18 ديسمبر / كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

سيسجل للدبلوماسية السعودية التي يقودها الملك سلمان النجاح في جمع جيوش أربع وثلاثين دولة إسلامية، تعدادها (أربعة ملايين وثلاثمائة ألف جندي وضابط) لمواجهة الإرهاب في المنطقة، وسيكتب المؤرخون أن الإستراتيجية السعودية الجديدة التي تؤسس لفلسفة احتواء الإسلام الوسطي المعتدل وصولًا إلى قيادة وأستاذية العالم الإسلامي تسير بخطى ثابتة.

ولكن يبقى التساؤل الأهم عن المأمول من هذا التحالف، وأهم التحديات التي تعترض تلك الخطوة الإستراتيجية والمآلات المتوقعة؟

تشن أطراف عديدة هجمة منظمة على الإسلام، بعد أن بدأت رسالته السامية المتسامحة والمتعايشة مع الجميع بالوصول إلى شتى أنحاء المعمورة، وبدأ الواقع الديموغرافي في بعض الدول الغربية يتغير تدريجًا لمصلحة أتباع الديانة الإسلامية، وخرج على السطح في أوروبا مصطلح “الإسلام فوبيا”، وبدأت حملات التضييق على المسلمين، وتشويه الإسلام بالتوظيف الأمثل لسلوكيات بعض الجماعات الإرهابية التي تنعت نفسها بالإسلامية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تلك الجماعات التي نبتت من بلاد المسلمين، في تطبيق حقيقي لمقولة صاحب نظرية كي الوعي وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون، الذي قال مقولته الشهيرة: “ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده أو بيد أخيه تكون المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة في (إسرائيل) أن نشكل مليشيات للعدو؛ فيكون القاتل والمقتول من الأعداء”، ما تحدث به يعلون يتقاطع بشكل كبير والإستراتيجية الأمريكية التي تقوم على الحرب بالوكالة.

اقرأ أيضا  الملك سلمان يبحث مع كيري تطورات المنطقة

إن المأمول من هذا التحالف لدى الشعوب العربية والإسلامية ما يلي:

1- إعادة الصورة الصحيحة للإسلام في الوعي الجمعي للغرب.

2- أن يبدأ هذا التحالف بقوة الفكر وفكر القوة بمحاصرة التطرف والإرهاب، والعمل على إنهائه بكل الوسائل.

3- أن يؤسس التحالف لإستراتيجية جديدة، بموجبها يعمل على تطويق وإنهاء كل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وفق إرادة الشعوب.

4- محاربة الفساد والفاسدين، والمحافظة على موارد المنطقة واستغلالها الاستغلال الأمثل بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية لشعوب المنطقة.

5- حماية وإنقاذ المسلمين المضطهدين في العالم، وعلى وجه الخصوص في بورما وكشمير ونيجيريا والشيشان وفلسطين، وغيرها من الدول.

إن أهم التحديات التي تواجه التحالف الإسلامي العسكري هي:

اقرأ أيضا  المغرب: لا سلام دائم دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس

1- حالة التباين السياسي بين المكونات المشاركة في هذا التحالف، فعلى سبيل المثال لا الحصر: التباين بين تركيا وقطر من جهة ومصر والإمارات من جهة أخرى.

2- الاختلاف المحتمل في توصيف الإرهاب، وما قد يترتب على ذلك من أثر على مستقبل التحالف، فمن التحالف من ينظر إلى الحشد الشعبي أو جماعة الإخوان المسلمون أنهم جماعات إرهابية، ومنهم من يرى أنهم حلفاء وأصدقاء، والمشكلة نفسها في المسألة الليبية واليمنية وغيرها من جغرافيتنا العربية والإسلامية.

3- الموقف من الإرهاب الإسرائيلي، وما يقوم به من استهداف للبشر والشجر والحجر، وعلى وجه الخصوص المقدسات الإسلامية، لاسيما المسجد الأقصى؛ سيشكل إحراجًا كبيرًا للتحالف أمام شعوب الأمة العربية والإسلامية.

4- البحث عن الدور والمكانة لدى مكونات التحالف يشكل تحديًا رئيسًا لمستقبل التحالف، وربما الثقل السعودي نجح في تجاوز المعضلة، لكنها ستبقى قائمة في المستقبل.

المآلات المتوقعة: لو وضع ‏التحالف العسكري الإسلامي هدفًا واحدًا ووحيدًا يتمثل في إنهاء كل بؤر الخلاف في المنطقة العربية والإسلامية، وعودة الأمن والاستقرار على أساس إرادة الشعوب، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والمحافظة على موارد المنطقة من النهب والفساد بما يؤسس لمنطق التوزيع العادل للثروة؛ أعتقد جازمًا أن هذا التحالف سيؤسس مستقبلًا لاتحاد إسلامي نهضوي يعيد الاعتبار للحضارة الإسلامية، ويضعها في مصاف الحضارات في العالم.

اقرأ أيضا  الجبير: على إيران تغيير سلوكها إذا أرادت علاقات أفضل مع السعودية

وما دون ذلك إن فرص نجاحه واستمراره ستكون ضعيفة، وقد يتفكك في أي لحظة، وهو ما لا تتمناه أمتنا العربية والإسلامية، وإن جهودًا جبارة تقع على كاهل المملكة وأصدقائها في صياغة الهدف والرؤية الجامعة التي يجتمع عليها الكل العربي والإسلامي.

المصدر : فلسطين أون لاين