إسلامي سر سعادتي

pic-ar.blogspot.com
pic-ar.blogspot.com

السبت 8 ربيع الأول 1437//19 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
حسنية تدركيت
إسلامي سر سعادتي
ظلَّت نظراتها تتراقص فرحًا، ونَزَقٌ طُفولي يُطِل من عينيها، يُعرب عن رغبة جامحة في أن تجرِّب حياة التحرُّر، ظنَّت الطريق إلى التقدم والسعادة هو الحرية المُطلَقة، قمة الحماس تتجلَّى على ملامحها، وهي تُقلب صفحات كتاب أو مجلة فارغة المحتوى إلا من شعارات تدعو إلى المزيد من الشقاء، وعبودية ترفُل في ثوب الحرية، إنهم يأخذون بك أختاه يمينًا مرة وشمالاً مرة، ويُلقون بك إلى التهلُكة، تَرين الخلاص في كلامهم، ولا تعلمين أنهم يطمحون إلى استعبادك، إنها رياح التغريب الآتية من بعيد، لقد تزيَّنتْ لك وتجمَّلتْ بصورٍ شتى وأسماء وعناوين تدعوك إلى عالم كله صخَب وضجة، شقِيتْ به نساؤهم، فبحثن عبثًا عن الخلاص في المخدرات تارة، وتارة في المزيد من التوغل في ظلمات الجهل والشهوات، وعندما وجدنَ أنه لا جدوى من حياة لا معنى لها ولا هدف، انتحرن وهن في قمة المجد، والأمثلة كثيرة..

هذه أسطورة الفن الأمريكية مارلين مونرو ماتت منتحِرة، في قمة الشهرة والثراء والشباب والتحرر، عندما ضيَّعت الهدف الذي خُلِقتْ من أجله، ضيَّعت سبيل السعادة فأنهتْ حياتها، وهذه “ماري بيرقمن” ممثِّلة شهيرة انتحرت عام 1999 بعد مُعاناة طويلة من الاكتئاب، والأمثلة كثيرة، أمثلة عمّن تحرَّروا من أي شيء اسمه السمو والترفع عن الدنايا والتفاهات، وعن أي شيء يحقِّق إنسانيتهم التي ارتضاها الله لهم، عندما اهتموا بلذة الجسد فقط، ثارت أرواحُهم تطلب الزاد، وعندما طالت الشُّقَّة بين الرُّوح والجسد انتحروا، إنها فطرة الله التي فطَر الناس عليها، من يَضِل الطريق إلى الله، سيضل الطريق إلى رُوحه وهي بين جنبيه، وسيشقى.

اقرأ أيضا  أنواع التوحيد...والعلاقة بينها

وإن الحياة التي لا هدف لها ولا غاية إلا إشباع الغرائز – حياةٌ تافِهة، وشبيهة بحياة الأنعام؛ بل أضل وأشقى؛ قال الله – سبحانه وتعالى -: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].

أختاه، يا أمل الأمة، هل تخدعُك أصواتهم التي تَنعِقُ أبدًا بشعارات جوفاء، يردِّدونها صباح مساء، ويغرِسون بداخلك أفكارًا مسمومة قاتلة، لا تتلاءم والقيم التي تؤمنين بها؟

أيا أختاه:
إنهم قادمون من بلاد تجرَّعت فيها النساءُ من العذاب ألوانًا، لو كان التحرر من القيم والأخلاق وكل الأشياء الجميلة التي نؤمن بها – سببًا في السعادة، فاسأليهم: لِمَ كثُر الانتحار في ديارهم؟!

اقرأ أيضا  نائب رئيس مجلس العلماء الإندونيسي: بحاجة إلى نهج الدعوة في البلدان ذات الثقافات المختلفة

لم ضجَّت دُور الرعاية بالأمهات والآباء جحودًا وعقوقًا؟ ثم يجعلون للأم يومًا في السنة يحتفِلون به، ثم يودّعونها، وقد يكون الوداع الأخير، أهذه هي الحضارة والحرية؟ حتى الصِّغار في بلادهم أصبحوا ضحيَّة لانحلالهم الأخلاقي؛ فهذا مُتخلًّى عنه، وذاك مُلقى في كيس قمامة، وآخر تائه لا يعرف نَسَبه، صورة – يا للأسف! – تكرَّرت في بلادنا عندما اتبعناهم خُطوة خطوة، وقد حذَّرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذا، حيث ورد في صحيح البخاري قولُ الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ‏‏((لتتبِعُنَّ سَننَ من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع؛ حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ تَبِعتموهم))، قلنا: يا رسول الله، ‏اليهود ‏والنصارى؟! ‏ ‏قال: ((فمن؟!)).

أختي المسلمة:
أعرضي عنهم؛ فإنهم رِجْس، ثم عودي إلى النَّبع الصافي، انهلي منه، واملئي قلبك وفِكرك منه، تأمَّلي في القرآن الكريم، كيف رفع من شأن المرأة وقدَّرها، وانظري إلى السنة الشريفة كيف منح هذا الدين المرأةَ مكانتَها التي تستحقها كإنسان كرَّمه الله، ستَرها عن العيون المتلصِّصة، وعن مرضى القلوب، فلا ينالُها إلا مَن يستحقُّها، فهي في أرفع منازل الشموخ والإباء، فإن كانت بنتًا: منَح الله والديها البِشارة بالخير في الدنيا والآخرة إذا أحسنَا تربيتها، أو زوجةً: جاءت الأحاديث كي تمكِّنها من حقها كاملاً مكملاً، أو أمًّا: جعل الله في رضاها سعادة الدارين، أو أختًا: كان حقًّا على الأخ أن يُكرِمها ويُنفِق عليها ويُجِلها ويُقدِّرها، إن الإسلام – أختاه – أعطاك حقك ورفع قدْرَك، ومنحك سُبُل السعادة الممتدة إلى أبد الآبدين، إن أنتِ تمسَّكت به، فلا تبحثي عن سراب وأوهام لن تَزيدك إلا بُعدًا وشقاء عن ربٍّ أكرمكِ وأعطاك ورزَقك، ومتى قلتِ: يا رباه، استجاب لك.

اقرأ أيضا  مستشفى ويسما اتليت للطوارئ في كيمايوران يعالج 723 من مرضى كوفيد - 19

قولي أختاه: في أي دِين أو ثقافة أو قيم أخرى ستنالين هذه المكانة وهذه الرِّفعة؟ إنك إن أنتِ التفتِ إليهم، ضلَلتِ الطريق، وندِمت حين لا ينفع الندم.

أختاه، لك أن تفتخري بإسلامك وترفعي هَامتك عاليًا، وتُرَدِّدي:
نعم أنا مسلمة، وليموتوا بغيظهم!
-الألوكة-