القرآن الكريم خير مدرسة تعلِّم الأخلاق
الإثنين 17 ربيع الأول 1437//28 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
لعل أبرز ما تتميز به بلادنا المملكة العربية السعودية التزامها بالطابع الديني، وعَملها بأصول الشرع ومبادئه، وحرصها على خدمة الإسلام والمسلمين، حتى صار ذلك هوية للبلاد تفخر بها، وتحرص على مواصلة الالتزام بها، تفعيلاً حكيماً من قيادتها لموقع المملكة الديني، وتشرّف أرضها بحمل قبلة المسلمين.
ولقد كان القرآن الكريم أحد الوجوه انصبت عليها عناية قيادة بلادنا – يحفظها الله – وشجعت على تأسيس مدارس له، ودور وحلقات لتلاوته وحفظه، ودعمت تنظيم مسابقات في ذلك، محلية ودولية، وبادر إلى ذلك بعض أعيان الوطن مجسدين بذلك نهج الدولة الديني، وحرصها على جعل القرآن الكريم محوراً في حياة النشء، ورفيقاً لهم في حياتهم، ومصدراً أصيلاً للأخلاق والمبادئ.
ولقد كان من أبرز الشخصيات المهتمة بعقد مسابقة لحفظ القرآن الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، الذي كان من أول المبادرين إلى هذه الفضيلة، حيث تُقام هذه الأيام مسابقة سموه لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ (الرابعة عشرة) المنطلقة من أسس دينية وتربوية حكيمة، ورؤية بعيدة لا تنظر إلى الاهتمام بالقرآن الكريم على أنه وظيفة، بل رسالة سامية تنبع عن إيمان وقناعة، وإحساس بسمو منزلة القرآن الكريم، وفضل حفظه ومدارسته، أملاً في الدخول في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وبالنظر إلى التغيرات الكبرى التي يعيشها شبابنا اليوم وما يحيط بهم من الملهيات ووسائل التقنية المنفتحة تتأكد الحاجة لعقد مثل هذه المسابقات القرآنية، لكونها تعمل على إنقاذ جيل الشباب من موج الفتن وإشغالهم بخير كتاب وأنفعه، القرآن الكريم. ولقد انطلقت العزيمة لدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز – يرعاه الله – إلى تبني هذه المسابقة ورعايتها طوال السنوات الماضية إيماناً من سموه الكريم بأن نفعها لا يقف عند ثمرة حفظ القرآن فحسب، بل يتعداها إلى ثمار أخلاقية ودينية وتربوية يجنيها المنشغل بكتاب الله حفظاً وتلاوة، لأن القرآن الكريم هو خير مدرسة للأخلاق وإقامة الدين وإصلاح السلوك، ولذا فإن هذه المسابقة الكريمة ذات منافع شتى لجيل الشباب، تعمل على تحصين دينهم وتعزيز أخلاقهم لبناء نخبة متميزة من شباب الوطن.
أسأل المولى الكريم أن يجزل مثوبة راعي هذه المسابقة ومؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -يرعاه الله- وأن يجعل ثمراتها على شباب الوطن عملاً صالحاً له لا ينقطع، وأن يكتب النجاح لها، ويوفق القائمين عليها، والمشاركين فيها.
———————
*د.عبدالله بن عبدالرحمن العثمان
*مدير جامعة الملك سعود الأسبق