من يعمل على تجويع المحاصَرين في سوريا؟

مضايا، سوريا - sbhmagazine.com -
مضايا، سوريا – sbhmagazine.com –

خالد حسن هنداوي

السبت 6 ربيع الثاني 1437//16 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

مهما بقيت الصهيونية هي التي تقود معظم زعماء الغرب في العالم، وعلى رأسهم أمريكا فإن الاستقرار في منطقتنا لن يسود بل إن الذي سيبقى سيد الموقف هو اللا استقرار، وهو ما يريده العم سام لنكون منشغلين بأنفسنا وليس لدينا مبادرة في مواجهة الهيمنة الأجنبية وهيمنة خُدّامهم من معظم حكامنا العبيد لأسيادهم.

وهذا هو الواقع الناطق بأقوى الأدلة على ما نقول خصوصا في سوريا، وهو ما صرّح به السفّاح الجزّار بشار لأحد أقرب المقربين إليه وهذا الذي أكدته تصاريح أكثر من ستين شخصية صهيونية مسؤولة، بل و(رامي مخلوف) بقوله: إذا لم تستقر سوريا لن تستقر إسرائيل!، لأنه يعمل للسماح بالاستيطان لأكثر حد دون اضطراب أو احتراب، ولا شك أن أمريكا ما زالت تدفع المساعدات الضخمة من أجل المستوطنين، وقد رشح مؤخراً أنها ستقدم لإسرائيل معونات بمبلغ 3.1 بليون دولار لعام 2016م منها 487 مليوناً لبرنامج الدفاع الصاروخي والبقية لستة ملايين مستوطن في فلسطين لتستمر إسرائيل في إرهابها العسكري والمدني دون حسيب.

ونحن حين نذكر الصهاينة وعداءهم الشديد للمسلمين كما قرر القرآن الكريم فإنما نبين أن هذا هو الأصل، أما ما يفعله بشار أو العبادي أو السيسي أو صالح والحوثيون أو حفتر ليبيا مثلاً، فهو من قبيل خدمة الذّنَب للرأس ليس إلا، فإرهابهم ذاك أصله، لأن ارتباطهم بالعم سام لا محيد عنه البتة، ولولاه لما كانوا أبداً، وهو الذي عبّر عنه الله بـقوله (وحبل من الناس) آل عمران 112.

اقرأ أيضا  الاحتلال يهدم قرية العراقيب للمرة 177

وإذا كنا متفقين على تآمرهم المتواصل ضدنا في الحرب الميدانية والإعلامية والسياسية مثلاً، فأكثر الناس يعجبون من اتفاقهم على الحرب الإنسانية ضد الشعوب والأبرياء الآمنين، وحتى الحكام العرب فأكثرهم لم يؤدِّ أي حراك لما يجري من محاصرة السكان في ريف دمشق مثل مأساة منطقة (مضايا) حيث يموت العشرات جوعاً، وقد رأى أحد المسؤولين الأمميين مشاهد حية من الهياكل العظمية للناس وقال: إن هذا لم يحدث ولم ير له مثيلاً منذ نشب الصراع قبل خمس سنوات! أتدرون لماذا يا سادة؟ لأن اليهود يعتبرون مثل ذلك جزءاً من الحرب ضد كل من ليس يهودياً، وحكام الطغيان العرب -خصوصا في سوريا- يخطون خطواتهم بل أشد، وبكل وقاحة ما زالوا يغردون باسم المقاومة والممانعة، مع أن الثورة فضحتهم حتى أمام الصبيان والعميان، ومع ذلك فيعرفون أن مهمتهم أن ينجحوا في وظيفة القمع داخلياً وحماية الصهيونية خارجياً، وإن وَهْم ذر الرماد في العيون لن ينفعهم، فقشرة الثورة أصبحت صلدة لا يستطيع أحد بسهولة نزعها لا هم ولا الطغاة الأكبر منهم من يهود وروس ومجوس وغرب وأمريكان وحزب الشيطان، فالإرهابي الحقيقي لا بد أن يسقط في النهاية، ولنا في الاستعمار أكبر دليل، ولكن -وكما قلنا- إن أشد ما يزعج هو تآمر المجتمع الدولي علينا ما زال حتى إنسانياً ولو بالكلام! بيدَ أن السبق كان واضحاً من دولة قطر بتصريح وزير الخارجية الدكتور خالد محمد العطية بأن تجويع الشعب في مضايا وغيرها إنما هو جريمة حرب يجب على الهيئات الأممية أن تحاسب عليها فوراً.. ثم تبعه وزير الخارجية الفرنسي فابيوس بتصريحه: إن على دمشق أن ترفع الحصار عن الناس حالاً.. وكذلك تصريح الأستاذ رياض حجاب المنسق العام للمعارضة بشأن المفاوضات المقبلة مع اللا نظام ورئيس الوزراء السوري السابق المنشق عنه منذ سنوات بقوله: إن التاريخ لن يرحم أوباما بتخاذل أمريكا بشأن مضايا ومأساة القرن في سوريا.. نعم قال هؤلاء ذلك لأن إرهاب الدولة الذي يمارسه السفاح الأسد بضوء أخضر من إسرائيل والكبار الصغار لا يعدله إرهاب في التاريخ، ونحن نعجب من احتلال ومؤازرة الروس وتمركزهم في اللاذقية وما حولها لإنشاء دويلة سورية هناك للدفاع المؤكد عن إسرائيل طويلاً، وللاتصال الدائم براً وجواً وبحراً بما يسمّى حزب الله لإعادة تخريب لبنان، ولإزعاج تركيا على الحدود بشكل متواصل مما اضطر أردوغان ليصرح: إن الروس يسعون لتأسيس تلك الدويلة والشروع بزرع حقول الموت على غرار ما حدث في احتلال كمبوديا، ولذلك فإن السفاح عبد الطغاة يشيد بدور الروس والمجوس وانتصاراتهم في سوريا على الإرهاب وهو المأمور بصنع ذلك الإرهاب وهو الأداة والصنيعة التي تنفذ كل ما يطلب منها لمصالح الأسياد ومصلحته، فأين الدول الكبرى والهيئات والمجالس التي تزعم نصرة حقوق الإنسان وهي تدوسها وتأمر بذلك.. وتصرح أن السوريين سيموتون إن بقي الحصار من باب الكلام وليس غير! ويأتيك ممثل سوريا الأسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري ليقول: ليس في مضايا ولا غيرها مجاعة وإن هذا ليس صحيحاً، فيرد مسؤول أممي: إن كلامك عار عن الصحة.

اقرأ أيضا  علماء المسلمين يستنكر بشدة أحداث ديالى الطائفية بالعراق

ونحن نذكّر الجميع: مَن ينسى صور الخمسين ألف إنسان الذين قضوا تحت التعذيب وآثاره ما زالت عليهم، وقد تناقلتها الوكالات عالمياً، فالذي يقتل 50 ألفاً ومن قبلهم مجزرة حماة 47 ألف قتيل .. هل يسأل عمن يموتون جوعاً كما استشهد غيرهم بالأسلحة الكيماوية في الغوطتين؟ وما زالت المشاهد تترى في ذلك من السفاح والروس الدببة، ولذلك فإننا نرحب بفتوى علماء باكستان مؤخراً التي أهابت بقتالهم حيث وُجِدوا بسبب احتلالهم وقتلهم العباد وتدميرهم البلاد في الشام، وكذلك لن ننسى الموقف التضامني من أهل غزة مع المظلومين في مضايا، ولكن أريد أن أنبه أن بعض الناس لم يفهموا لماذا اضطر اللا نظام أن يدخل المساعدات- وللعلم فهي لا تكفي سوى 15 يوماً – فقد اشترط تحويل مثلها لـ(الفوعة وكفريا)؟ وليس فيهما سوى 12500 إنسان والجواب أنهما قريتان شيعيتان قرب (إدلب)، ولولا حصار المجاهدين لهما لانتفت أي إرادة لمساعدة مضايا! سيما أن اللا نظام يحاصر 181 ألفاً في مناطق أخرى للسنة، أقول: وليفعلوا ما شاؤوا، فمع الصمود الأسطوري لشعبنا لن يعرفوا كيف يكون مصيرهم المشؤوم كما قال سعدي رحمه الله: يا حاطماً نملة لم تدر حالتها من تحت رجلك احذر وطأة الفيلِ.

اقرأ أيضا  روسيا تخرج تكلفة كبيرة في العمليات العسكرية في سوريا

المصدر : فلسطين أون لاين