تقديرات صهيونية : 2016 عام الجهاديين

رجال داعش - middle-east-online.com -
رجال داعش – middle-east-online.com –

د. صالح النعامي

الخميس 25 ربيع الثاني 1437//4 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

على الرغم من أن الكيان الصهيوني يبدو لأول وهلة مرتاحاً لما يحدث في العالم العربي، إلا أن محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب تبدي قلقاً متعاظماً إزاء التحديات والمخاطر التي ستحيق بهذا الكيان مستقبلاً.

وتتحسب دوائر صنع القرار الصهيونية لاهتزازات إقليمية كبيرة تؤثر بشكل سلبي وكبير على أمن الكيان ومنعته الإستراتيجية.

وحسب المناقشات التي جرت خلال المؤتمر السنوي الذي نظمه “مركز أبحاث الأمن القومي” الصهيوني أواخر الأسبوع الماضي، فأن الجبهة الشرقية والجبهة الجنوبية يمكن أن تنفجر دون سابق إنذار.

وحذر المؤتمر من أن سوريا قد تصبح أكبر خطر إستراتيجي على إسرائيل خلال عام 2016 بسبب أنشطة الحركات الإسلامية الجهادية.

وفي ورقة أعدها الباحثان الجنرال شلومو بروم، والبرفسور يورام شفايتسر، ونشرها المركز على موقعه أمس، شددت على أن الأوضاع في سوريا قد تتطور خلال العام الجاري لدرجة أن الحركات الجهادية العاملة قد ترى أن من مصلحتها استهداف تل أبيب.

ونوهت الورقة إلى أن هذا التحول سيتجاوز في خطورته الطاقة الكامنة في انفجار الأوضاع في جنوب لبنان أو قطاع غزة بسبب تعقيدات الأوضاع في سوريا إلى جانب اضطرار الكيان الصهيوني لبذل جهود هائلة من أجل معالجة مصادر التهديد هناك.

وأشارت الورقة إلى أن استمرار أو تطور موجة العمليات الفردية في الضفة الغربية خلال العام الجاري سيضيف المزيد من المصاعب على قدرة الصهاينة على مواجهة التحديات في سوريا.

وأوضح المركز أن المآلات التي سينتهي إليها الصراع الدائر في سوريا ستترك آثاراً بالغة العمق على الأمن والعمق المدني في تل أبيب.

اقرأ أيضا  الصحة العالمية: السلام أفضل دواء في غزة والضفة الغربية

ومن أجل مواجهة المخاطر بشكل استباقي فقد سمحت تل أبيب لوحدات خاصة بالعمل في عمق الأراضي السورية لجمع معلومات استخبارية للإفادة منها وقت الحاجة.

وذكرت صحيفة “معاريف” أنه على رأس الوحدات التي تعمل في عمق الأراضي السورية وتعنى بجمع المعلومات الاستخبارية وحدة “سييرت متكال” (سرية الأركان)، وهي التي تخضع مباشرة لرئيس هيئة أركان الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.

وتعد هذه الوحدة أكثر الوحدات الخاصة في الكيان الصهيوني شهرة، وتشتهر أيضاً بتنفيذ عمليات الاغتيال خارج حدود فلسطين، حيث كان أشهر قادتها رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق إيهود باراك، كما كان رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ضابطاً فيها.

ومما يدلل على عمق المخاوف الصهيونية من المستقبل، فقد أجرى الجيش الصهيوني مناوراتٍ ضخمةً على طول الحدود مع مصر بهدف مواجهة احتمال تنفيذ من وصفهم بـ “الجهاديين” عمليات تسلل خطيرة.

وقال جنرال صهيوني إنه على الرغم من أن “الجهاديين” في سيناء لا يُظهرون حالياً مؤشرات على نيتهم استهداف العمق الصهيوني بسبب انشغالهم في الحرب الدائرة ضد الجيش المصري، إلا أن الافتراض الذي يحكم التقديرات الإستراتيجية في تل أبيب يقول: إن الجهاديين سيوجهون سلاحهم إلى تل أبيب بمجرد أن تحين لهم الفرصة.

وأوضح الجنرال أن آلاف الجنود الصهاينة الذين يتمركزون على طول الحدود وفي عمق صحراء النقب قد تدربوا على سبل مواجهة الجهاديين، مشيراً إلى أن الجنود الصهاينة يتدربون حالياً على سبل إحباط عمليات تسلل يمكن أن يقدم عليها التنظيم.

اقرأ أيضا  اليرموك ووجه آخر للمأساة الفلسطينية

وشدد الجنرال على أن أخطر ما يثير القلق لدى قيادة الجيش الصهيوني هو أن يتمكن الجهاديون من اجتياح المستوطنات اليهودية التي تقع في محيط الجدار الحدودي ويقوموا بقتل المستوطنين أو أخذهم رهائن.

وأشار الجنرال إلى أن هناك احتمالاً أن يتمكن الجهاديون من الوصول إلى مواقعَ أمنية ومرافقَ إستراتيجية حساسة في المنطقة.

ويذكر أن صحراء النقب تضم إلى جانب المفاعل الذري في ديمونا، عدداً من أهم المطارات العسكرية وقواعد التدريب المهمة، مثل قاعدة “تسئيليم”.

وقد أكد محفل عسكري صهيوني آخر أن تفرُّغ تنظيم “ولاية سيناء” للعمل ضد الكيان الصهيوني سيفضي إلى ضربة موجعة للاقتصاد الصهيوني

وأضاف المحفل أن هناك مخاوفَ من استهداف التنظيم مدينة “إيلات” والمرافق السياحية المحيطة بها، مشدداً على أن تحقق هذا السيناريو من شأنه أن يفضي إلى المس بحركة السياح إلى المدينة، وهو ما سيمس بمدخولات الكيان الصهيوني من هذا القطاع الهام.

وأوضح المحفل أنه ليس بالضرورة أن تسفر عمليات التنظيم عن خسائر بشرية، منوهاً إلى أن الأثر النفسي لعمليات التنظيم ستبعد السياح عن المنطقة.

وأشار المحفل إلى أن هناك تعاوناً أمنياً وثيقاً بين الجيش الصهيوني والجيش المصري في مواجهة هذا التنظيم.

إلى ذلك كشفت صحيفة “معاريف” النقاب عن أن الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي في مصر قد أفضى إلى تقليص الجهد الحربي الذي تبذله تل أبيب في مجال مواجهة تهريب السلاح.

ونوهت الصحيفة إلى أن الحرب التي يشنها نظام عبد الفتاح السيسي ضد تهريب السلاح إلى قطاع غزة أسهم في وقف العمليات العسكرية التي كانت تل أبيب تنفذها ضد تهريب السلاح في المناطق المتاخمة للبحر الأحمر والمحيط الهندي.

اقرأ أيضا  سفينة المصالحة في حسابات الكيان الصهيوني

ونوهت الصحيفة إلى أن سلاح الجو الصهيوني الذي قام في عهد كلٍّ من المخلوع مبارك والرئيس محمد مرسي بشن عدد كبير من الغارات استهدفت قوافل سلاح كانت تتحرك على أرض السودان في طريقها لغزة لم يعد بحاجة لشن هذه الغارات في ظل وجود السيسي، الذي تحرك بشكل قوي ضد عمليات تهريب السلاح من خلال تدمير الأنفاق.

وفي السياق نفسه، نوهت الصحيفة إلى أنه على رأس أولويات رئيس الموساد الجديد يوسي كوهين تعزيز العلاقات والتعاون مع المخابرات المصرية، منوهة إلى أن الجانبين في ذروة التعاون حالياً.

وفي السياق أيضاً، ذكرت الإذاعة العبرية في وقت لاحق من الأسبوع الجاري أن ممثلين عن نظام السيسي أبلغوا تل أبيب مجدداً رفضهم لرفع الحصار عن قطاع غزة وبشكل خاص إن كان لتركيا دور في ذلك.

ونقلت الإذاعة عن مصدر في الخارجية الصهيونية قوله إن المصريين عبروا  لتل أبيب عن قلقهم من أن يفضي رفع الحصار عن القطاع إلى إضفاء شرعية على مكانة حركة حماس في قطاع غزة.

المصدر : موقع مجلة “البيان”