مؤتمر لندن يجمع 10 مليارات دولار لسوريا

 

الجمعة 26 ربيع الثاني 1437//5 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا” 

جمعت الدول المانحة أمس، أكثر من 10 مليارات دولار للسوريين في اجتماع لزعماء العالم في لندن لبحث أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فيما تعهدت دولة الإمارات بـ503 ملايين درهم (137 مليون دولار) لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا، بينما أعلنت الكويت عن تقديم 300 مليون دولار.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس عن جمع اكثر من 10 مليارات دولار في مؤتمر الدول المانحة لسوريا في لندن من اجل المساعدات الانسانية.

وقال كاميرون في مؤتمر صحافي إن «مؤتمر اليوم شهد جمع المبلغ الاضخم في يوم واحد من اجل مواجهة ازمة إنسانية». وأضاف إن «انجازات اليوم ليست حلاً للأزمة. ما زلنا بحاجة الى انتقال سياسي»، متابعا «لكن مع التعهدات المقطوعة اليوم…تبدو رسالتنا الى شعب سوريا والمنطقة واضحة، سنقف الى جانبكم وسندعكم قدر ما تحتاجون».

وقالت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة اللجنة الإماراتية للمساعدات الإنسانية الخارجية – خلال مشاركتها في المؤتمر الرابع للمانحين للأزمة الإنسانية السورية الذي عقد أمس في العاصمة البريطانية لندن ــ إنه بتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن دولة الإمارات تجدد التزامها بتقديم مبلغ 137 مليون دولار وفاء منها للإنسانية وأملاً أن توفر هذه المساعدات مستوى معيشيا أفضل للذين فقدوا الأمان وحرموا من دفء الأوطان.

وأضافت معاليها – بحضور ومشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات والعديد من رؤساء وممثلي المنظمات الإنسانية الدولية – «أنه مع دخول الأزمة السورية عامها الخامس أصبح مواصلة عقد مثل هذه المؤتمرات التي نحصد ثمارها يوما تلو الآخر. ضرورة حتمية لأجل الحد من وطأة المعاناة وصون الكرامة الإنسانية للأشقاء السوريين» مشيرة إلى أن دولة الإمارات سارعت للاستجابة لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للنازحين داخل سوريا إلى جانب اللاجئين في الدول المجاورة.

اقرأ أيضا  اشتباكات و هجوم لندن تقتل 6 أشخاص

مساعدات

وأشارت معاليها إلى أن المساعدات الإنسانية الإماراتية للمتضررين السوريين تخطت منذ عام 2012 وحتى نهاية عام 2015 مبلغ مليارين و200 مليون درهم (600 مليون دولار) وبما يشكل 0.15 في المئة من الدخل القومي الإجمالي للدولة، فيما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للدول المجاورة لسوريا والمستضيفة للاجئين ملياري دولار أميركي.

وتوجهت معاليها في الكلمة التي ألقتها باسم الدولة بأسمى آيات الشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً على استضافتها المؤتمرات الثلاثة السابقة للمانحين والدور الريادي الذي يضطلع به الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في هذا الصدد.

كما تقدمت بالشكر والتقدير للدول القائمة على تنظيم المؤتمر الرابع للأزمة السورية وهي المملكة المتحدة ودولة الكويت وألمانيا والنرويج، مؤكدة أهمية توحيد الجهود وتوطيد التعاون الاستراتيجي لتخفيف معاناة الشعب السوري من أجل حياة أفضل وإضفاء الإيجابية على حياتهم.

واستعرضت معاليها جهود ومبادرات دولة الإمارات النوعية تجاه الأزمة الإنسانية والتي تضمنت إنشاء المخيم الإماراتي – الأردني والمخيم الإماراتي شمال العراق واللذين يستقبلان قرابة 15 ألف لاجئ سوري إضافة إلى تشييد المستشفى الإماراتي – الأردني الميداني في المفرق والذي يستقبل 800 مراجع يوميا، وتنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال داخل سوريا مع تطوير عيادات متنقلة تخدم اللاجئين السوريين خارج المخيمات والعمل على تحسين الرعاية الصحية.

اقرأ أيضا  75 بالمائة من يهود بريطانيا مع إقامة الدولة الفلسطينية

مبادرات

وألقت معاليها الضوء على مبادرات الإمارات لدعم التعليم من خلال إنشاء أربع مدارس وروضة للأطفال وتنفيذ مشاريع تعليمية في الأردن وشمال العراق ومصر بجانب تدريب المدرسين.

كما استعرضت معالي لبنى القاسمي جهود دولة الإمارات والمساعدات الهادفة لتدريب وتأهيل اللاجئين السوريين من خلال مراكز التدريب المهنية ليكون لهم مصدر دخل عند رجوعهم لوطنهم فضلاً على تركيز جهود المساعدات الإنسانية الإماراتية على تحسين مستوى التغذية للأطفال والأمهات داخل سوريا بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية سواء كمنظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة (اليونيسيف) ودعم الأمن الغذائي للاجئين الفلسطينيين داخل سوريا بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لدعم وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) وتعزيز علاقات الدولة من خلال إبرام اتفاقيات استراتيجية مع منظمات ووكالات الأمم المتحدة وتنفيذ مشاريع بالشراكة مع الدول الصديقة تستهدف تقديم المساعدات للاجئين السوريين.

ويضم وفد الدولة إلى مؤتمر المانحين عبدالرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة وخليفة شاهين المرر مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية وسلطان محمد الشامسي وكيل الوزارة المساعد للتنمية الدولية في وزارة التنمية والتعاون الدولي.

رؤية المعاناة

وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني: بالنظر في عيون شعبي ورؤية المعاناة التي يشعرون بها يجب أن أقول لكم لقد بلغنا أقصى قدرة على التحمل.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام المؤتمر «مع اضطرار الناس لأكل العشب وقتل الحيوانات الضالة واستخدامها كغذاء للبقاء على قيد الحياة فإن هذا الوضع يجب أن يوقظ ضمائر كل الشعوب المتحضرة وجميعنا علينا مسؤولية علاج ذلك».

وصرح وزير المالية السعودية د. إبراهيم العساف عن تبرّع المملكة بـ 200 مليون دولار لصالح اللاجئين السوريين، في حين أعلن أمير الكويت صباح الأحمد تقديم 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم الوضع الإنساني في سوريا.

اقرأ أيضا  الأمم المتحدة تدخل 50 شاحنة مساعدات لـ"الغوطة الشرقية" في سوريا

وأكد الأمير في كلمته خلال المؤتمر أن المأساة الإنسانية في سوريا «لن تنتهي إلا بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار لعالمنا». وأشار إلى أن المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سوريا والمنطقة يأتي استكمالاً لثلاثة مؤتمرات استضافتها الكويت على مدى ثلاث سنوات ماضية.

وقال إن ما شهدناه مؤخرا من حركة نزوح كبيرة لأعداد النازحين تعكس حجم معاناتهم وتضاعف من حجم الأزمة التي يعيشها هؤلاء الأشقاء.وتعهدت بريطانيا بتقديم 1.2 مليار جنيه استرليني (1.76 مليار دولار) إضافية بحلول عام 2020 لتزيد مساهمتها الإجمالية إلى 2.3 مليار جنيه استرليني. وتعهدت النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، وقالت ألمانيا إنها ستقدم 2.3 مليار يورو (2.57 مليار دولار) بحلول عام 2018.

كما قالت الولايات المتحدة إن مساهمتها في هذه السنة المالية ستبلغ 890 مليون دولار، بينما تعهد الاتحاد الأوروبي بالمساهمة بأكثر من ثلاثة مليارات يورو (3.36 مليارات دولار) هذا العام لدعم سوريا إلى جانب الأردن ولبنان وتركيا.

تركيز

عبّر بعض نشطاء المجتمع المدني السوري في مؤتمر لندن للمانحين عن قلقهم من أن الدول المانحة تركز أكثر على اللاجئين باعتبارهم أساس الأزمة التي تعاني منها تلك الدول لكنها لا تبذل جهودا كافية لمساعدة السكان الموجودين داخل سوريا. وفقا للبيان