الغارة الأمريكية على ليبيا .. رسالة لدول الجوار المترددة!
السبت 19 جمادى الأولى 1437//27 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
ليبيا
اعتبر الكاتب والباحث التونسي توفيق المديني أن الغارة التي شنتها الولايات المتحدة على أحد مواقع تنظيم “داعش” فى ليبيا تمثل رسالة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية للدول التي مازالت مترددة بشأن التدخل العسكري في ليبيا، ومنها دول جوار ليبيا.
وأضاف المديني فى مقال بموقع “عربي 21” تحت عنوان “عملية صبراته واستهدافاتها”، أن الغارة رسالة مفادها أن الاستهداف سيكون دقيقا ولن يطال المدنيين والأبرياء، وأن عمليات القصف الجوي ستتواصل ضدّ «داعش » في ليبيا. ويجد الموقف التونسي الرسمي الرافض لأي تدخل عسكري في ليبيا نفسه في إحراجات لحسابات الربح والخسارة بالنظر إلى موقع تونس الجغرافي الذي يجعلها الأكثر عرضة للخطر.
وتابع : بالنظر إلى عدد العناصر الجهادية المنحدرة من أصول تونسية والتي باتت مند فترة مصدر انشغال حقيقي لأمن البلاد، بعد تواتر التقارير الأممية عن ظاهرة انضمام شبان تونسيين إلى تنظيم «داعش» الإرهابي سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا، وهو رقم جعل تونس تتصدر ترتيب بقية دول المنطقة وتتحول بالتالي إلى مصنع لتفريخ «الدواعش»، رغم أنها ظلت حتى الآن النموذج الأقل ارتباكا والأكثر نجاحا على مسار الانتقال الديمقراطي.
ورأى الكاتب أنه من منظور الرسالة التي يمكن قراءتها في غارة صبراتة الأخيرة، فجر الجمعة الماضي، والدقة التي تمت بها العملية الجوية في تحديد أهدافها وعدم التسبب في أي خسائر خارج ذلك الهدف، فهي رسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى دول جوار ليبيا، المعنية عن إعلان موقفها الرافض للضربات العسكرية في ليبيا، وهو الموقف الذي تشترك فيه حتى الآن تونس والجزائر ومصر والمغرب، وهي التي تضررت من استهداف التنظيم لمصالحها وأمنها ومحاولاته المتكررة لتهريب السلاح إلى أراضيها ثم إن دقة العملية في استهداف الموقع قد يدفع دول الجوار إلى التسليم بهذا الخيار في توجيه الضربات العسكرية والذي يعتقد أنه «الخطة ب» التي اعتمدها البنتاجون بعد رفض الكونجرس التورط في عملية واسعة في ليبيا.
وأشار الكاتب إلى ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قبل بضعة أيام عن المسؤولين الأمريكيين، الذين لم تسمهم، من أن إيطاليا سمحت في هدوء للطائرات الأمريكية دون طيار بالانطلاق من قاعدة جوية في صقلية للقيام بعمليات ضد «داعش» في ليبيا وشمال إفريقيا وقال المسؤولون الأمريكيون إن هذه الموافقة تعتبر إنجازا لواشنطن بعد أكثر من عام من المفاوضات، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.