رفعة قدر القرآن وعظيم ثوابه

الثلاثاء20 جمادى الثانية الموافق 30 أبريل 2013 وكالة معراج للأنباء (مينا)

بقلم الدكتور محمود فجال

 

 

قيمةُ المرءِ ما يحسِنُهُ ، ومقدارُه مقدارُ ما يتعلّق به ، وإذا أردتَ أنْ تعرفَ منـزلتك فانظر إلى ما أنت مشغولٌ به في حياتك ، فمَنْ شُغِلَ بالقرآن قراءةً وفهمًا وتأملاً فهو في مرتبةٍ عالية ؛ لأنَّ القرآنَ رفيعُ القدر ، عالي المنـزلة .
وإني أُورد على مسامعك حديثَيْنِ صحيحَينِ بديعين ، أولهما فيه تنبيهٌ على رفيع مقدار القرآن ، وثانيهما فيه تعريفٌ بقدر ثوابه العظيم ، لعلّ ذلك يكون حاثًّا على الاشتغال بكتاب الله .

الحديث الأول :

أخرجَ  مسلم  في  صحيحه  في ( كتاب فضائل الصحابة ) 2048 حديثَ  زيد بن أرقم  من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم :  أمّا بعدُ أيُّها الناسُ ، فإنما أنا بشرٌ يوشِكُ أن يأتيَ رسولُ ربِّي فأجيبَ ، وأنا تاركٌ فيكم ثَقَلَيْنِ : أوّلهما كتابُ الله ، فيه الهدى والنور ، فخُذوا بكتابِ الله واستمسِكوا به .
وفي رواية : من استمسكَ به ، وأخَذَ به ، كان على الهدى ، ومَن أخطأه ضَلّ .
وفي رواية : هو حبلُ الله ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومَنْ تَركَه كان على الضلالة .
ثم قال صلى الله عليه وسلم : وأهلُ بيتي أُذَكِّـرُكُمُ اللهَ في أهلِ بيتي  قالها ثلاثاً .
الحديث الثاني :
أخرج  أحمد في مسنده  6799 من الجزء 11حديثَ  عبد الله بن عمرو  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقال لصاحِبِ القرآنِ : اِقرأْ ، و ارْقَ ، و رَتِّلْ كما كنتَ تُرَتِّل في الدنيا فإن منـزلتك عند آخرِ آيةٍ تقرؤها  . اِرْقَ : أي ارتفع في درجات الجنة .
قال  الخطابيّ  في  معالم السنن  ( 1 : 289 , 290 ) :  جاء في الأثر : عددُ آيِ القرآن على قدر درج الجنة ، يقال للقارئ : اقرأْ وارتقِ في الدرج على قدر ما كنت تقـرأُ من آي القرآن ، فمن استوفى قراءةَ جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة ، ومن قرأَ جزءًا منه كان رُقِـيُّهُ في الدرج على قدر ذلك ، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة  .
فعلى قدرِ همّةِ المرءِ في المعالي يشغل نفسَه بكتابِ الله – عزّ وجلّ – والتفكرِ فيه ، والتأملِ في حِكَمِهِ وأحكامِهِ ، وعِبَرِهِ وقَصصِهِ ، وبذلك ينالُ ثوابًا عظيمًا ، وعزًّا لا يُشبهه عزٌّ ، ويحوزُ رِضَا أرحمِ الراحمين ، فقد أخرجَ الترمذيّ  في  جامِعِهِ  في ( أبواب ثواب القرآن ) 2915 حديثَ أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يجيءُ صاحبُ القرآن يومَ القيامة فيقول : يا ربِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تاجَ الكرامة ، ثم يقول : يا ربِّ زِدْهُ ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكرامةِ ، ثم يقول : يا ربِّ ارْضَ عنه ، فيَرْضى عنه ، فيقال له : اقرأْ وارقَأْ ، ويُزادُ بكُلِّ آيةٍ حسنةً  . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
واللهَ أسألُ أن يجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلوبِنا ، ونورَ أبصارِنا ، وجلاءَ حزنِنا ، وذهابَ همومِنا .
وصلّى اللهُ على سيّدنا محمّد وعَلى آلِهِ وصحبِهِ وسَلّم

اقرأ أيضا  تفسير سورة التين

المصدر-أحباب الكلتاوية-

(R-024/R-04)وكالة معراج للأنباء(مينا).

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.