الطاقة الشمسية.. بديل متجدّد يضيء ليالي الكونغوليين

الخميس9 شوال 1437/ 14 يوليو/ تموز 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

غوما

صرخات فرح وتصفيق حار تتخلّلها رقصات في بعض الأحيان، أعقبت عودة التيار الكهربائي إلى وسط مدينة “غوما” شرقي الكونغو الديمقراطية.. طاقة بمفعول سحري بثّت الحياة من جديدة في أجهزة التلفزيون وغيرها من المعدّات المنزلية، وأضاءت منازل غارقة منذ أسبوعين تقريبا في ظلام دامس ثقيل.

سعادة مؤقتة وسريعة الزوال، بما أنّها لا تتجاوز الـ 15 دقيقة، قبل أن تغرق الأحياء من جديد في الظلام، معلنة أنّ الشركة الكونغولية للكهرباء (حكومية) قررت استعادة “شمسها” لما لا يقل عن أسبوع، وقد يحدث وأن تعبث العتمة بأحلام هؤلاء السكان حتى لمدة شهر أو أكثر، إذ لا أحد بإمكانه الجزم بموعد عودة النور، فقط عليهم الإنتظار، بحسب شهادات عدد منهم للأناضول.

نقص في الإمدادات الحكومية بالكهرباء يصنع مفارقة لافتة بالنسبة لبلد يضمّ العديد من السدود الكهرمائية، وكان لابد وأن يدفع بالسكان إلى البحث عن حلول على طريقتهم الخاصّة، من أجل الحصول على التيار الكهربائي.

أدريان كالوندا، كونغولي وأب لـ 4 أطفال قال “قرّرت التوقّف عن التشبّث بآمال زائفة، وذلك بعد أن تحمّلت لسنوات طويلة الإنقطاعات المتكررة للكهرباء، والبحث عن حل يجعلني مستقلا، ويمكّنني من الحصول على الطاقة كما أريد”.

اقرأ أيضا  منظمة غير حكومية مغربية تدين العنف الإسرائيلي ضد الأسيرات الفلسطينيات

أمّا عن الطريقة، فكشف أدريان “سرّه” قائلا إنه “وببساطة، قرر التوجّه إلى الطاقات المتجددة، وإلى الطاقة الشمسية على وجه التحديد، عبر استخدام الألواح الشمسية تماما مثلما دأب على فعل ذلك عدد من السكان والمستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد”.

حلّ سبقه إليه الكثيرون، وقلّده فيه آخرون بعده، حتى أنّ المحلات والأحياء التجارية بـ “غوما” أضحت، في أقلّ من عام، تعجّ بمعدّات الطاقة الشمسية، ما أنعش إيرادات التجار الناشطين في هذا المجال، ممن اعترفوا للأناضول أنّ “جيوبهم امتلأت بالمال” من خلال تصنيع المحوّلات الطاقية وغيرها من المكونات الصغيرة الضرورية لتركيز الألواح الشمسية وتوليد الطاقة.

أنيسيه مومبيري، فنّي كهربائي ومسؤول عن محل لبيع معدّات الطاقة الشمسية وسط مدينة “غوما”، قال إن “260 دولارا فقط كافية للحصول على معدّات لتوليد الطاقة الشمسية للإستخدام اليومي لعائلة واحدة”، موضحا أن “اللوحة بطاقة 80 وات تكلّف 70 دولارا، والمحوّل بقوة 50 وات يعرض مقابل 45 دولارا، أما بطارية 70 أمبير، فلقاء 120 دولار، ومعدّل الضغط بـ 25”.

اقرأ أيضا  سورابايا السياحية أول مدينة إبداعية في إندونيسيا

أنيسيه لفت، في السياق ذاته، أن رقم معاملاته يشهد، منذ مطلع العام الجاري، ارتفاعا مطّردا، تجاوز الـ 50 % مقارنة بالسابق.

من جهته، أعرب إلفيس كاتسانا عن سعادته لإبتياعه منذ عام تقريبا، معدّات لتوليد الطاقة الشمسية في منزله.. “يكفي الحصول على لوحة واحدة”، يضيف بحماس، و”ستمنحك الطاقة لمدة 5 سنوات بأكملها”.

“هذه المعدّات لا تمكّنك من ضمان الحصول على الطاقة وتجنّب الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي”، يوضح، “وطبعا مع كل ما يعنيه ذلك من الحدّ من الحرائق المندلعة جراء الإنقطاع المفاجئ للكهرباء التي تمدّنا بها الشركة الوطنية، والتخفيف من الضغط المسلّط على مولّدات الطاقة الحكومية”.

وعما إن كانت الألواح الشمسية تتسبّب هي الأخرى في اندلاع الحرائق، نفى أنيسيه إمكانية حصول ذلك “في حال وقع تركيبها بالشكل المطلوب”.

وزير الطاقة في الكونغو الديمقراطية، جينوت ماتادي ننيغا، قال للأناضول، أنّ الألواح الشمسية تعدّ الحل الأمثل والأنجع لتعويض النقص المسجل على مستوى الإمدادات بالطاقة الكهربائية، مضيفا أنها باتت تلاقي إقبالا كبيرا من قبل السكان “خصوصا وأن العجز يطال جميع المحافظات وكافة أنواع المستخدمين”.

وتبريرا للإنقطاعات المتكررة والمفاجئة للكهرباء، أشار الوزير إلى أنّ إشكالات ذات صلة بالمعدّات هي ما يقف وراء استمرار هذه المعضلة، موضحا أنّ “معداتنا أضحت قديمة، ومحطّات التوليد كذلك، وهذا ما دفعنا إلى وضع برنامج لإعادة تأهيل وترميم بعض السدود في البلاد لتحسين الخدمات المقدّمة للسكان”.

اقرأ أيضا  العدوان الإسرائيلي يغتال فرحة الحصاد ويدمر الحقول (تقرير)

معضلة تشكّل مفارقة وتصنع، بحسب مراقبين، تناقضا صارخا بالنسبة لبلد يمتلك ثالث أكبر إحتياطي لسدّ كهرمائي في العالم خلف كل من الصين وروسيا، بإمكانات تناهز الـ 100 ألف ميغاوات، بينها 44 ألف موجودة بموقع “إنغا” وسط وغربي البلاد. ومع ذلك، لا يحصل سوى 9 % من الكونغوليين على الإمدادات بالتيار الكهربائي، وهي نسبة تعتبر ضعيفة للغاية مقارنة مع متوسّط هذه النسبة على الصعيد القاري (35 %)، بحسب أحدث الإحصائيات.

-الأناضول

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.