الإشتباكات بين المُصلين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى
الإثنين 12 ذو القعدة 1437/ 15 أغسطس/ آب 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.
اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، أمس الأحد على مصلين في المسجد الأقصى المبارك، تصدّوا لمحاولات جماعية من المستوطنين، لأداء شعائر وصلوات تلمودية داخله، وأصابت عددا منهم، عُرف من بينهم ناصر ونجله جهاد قوس من سكان القدس القديمة، وتعالت أصوات المصلين بهتافات التكبير الاحتجاجية في رحاب الأقصى، خلال تصديهم للمستوطنين، الذين تجمعوا لأداء طقوس جماعية في باحاته.
وفي الوقت ذاته، نفذ مستوطنون أعمال عربدة، وعاثت خرابًا في العديد من قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للأقصى من الجهة الشرقية، تخللها اشتباكات بالأيدي، بين المصلين، وشرطة الاحتلال، التي منعتهم من الاقتراب من المستوطنين، وقال شهود عيان، إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى ارتفع منذ ساعات الصباح إلى 260 مستوطنًا حتى الآن، وهو أعلى من كل أعداد الاقتحامات في الآونة الأخيرة، حيث جاء تلبية لدعوات منظمات الهيكل المزعوم، التي دعت أنصارها الى أوسع مشاركة في اقتحامات جماعية الأحد للأقصى، في ذكرى ما أسمته “خراب الهيكل” المزعوم.
ويسود التوتر الشديد الأقصى ومحيطه، وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال، التي حولت المدينة وبلدتها القديمة، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.
وتدور منذ ساعات الصباح، مواجهات متقطعة بين المواطنين وقوات الاحتلال في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى في القدس القديمة، خلال تجمهر المواطنين على باب المسجد، واحتجاجهم على اجراءات الاحتلال، واقتحامات المستوطنين، وفي الوقت ذاته، أدت مجموعة من المستوطنين صلوات وشعائر تلمودية في منطقة باب الأسباط قرب باب الأقصى من الخارج، في حماية وحراسة قوات الاحتلال، واحتجاجات المصلين بهتافات التكبير.
وقال أحد حراس الأقصى، “إن مستوطنين مزقوا ملابسهم، واعتدوا على عناصر من شرطة الاحتلال حاولت إخراجهم من مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي، واندلعت اشتباكات بالأيدي بين الطرفين، فوق قبور علماء وأعيان وشهداء المدينة المقدسة، وأشار إلى أن مجموعات من المستوطنين بعد الانتهاء من اقتحامها للأقصى تعود من جديد للانتظام في مجموعات أخرى، لاقتحامات متتالية، موضحًا أن عناصر من مخابرات الاحتلال ترافق عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال في حماية المستوطنين خلال اقتحامها وجولاتها في الأقصى المبارك وتلتقط صورًا للمصلين المتواجدين فيه، خاصة الذين يشاركون في هتافات التكبير الاحتجاجية، في الوقت الذي اضطرت فيه شرطة الاحتلال إلى اخراج مستوطن من الأقصى بعد توقيفه من أحد حراس المسجد حينما حاول تأدية صلوات تلمودية فيه.
وما زال التوتر الشديد يسود الأقصى ومحيط بواباته الخارجية الرئيسية، وسط إغلاق أكثر من نصف بواباته أمام المُصلين، حيث تسود المدينة، خاصة بلدتها القديمة، ومحيطها، أجواء شديدة التوتر، بفعل مسيرات استفزازية متواصلة، منذ الليلة الماضية، للمستوطنين في البلدة القديمة، ومحيط بوابات المسجد الأقصى المبارك، واقتحامات واسعة منذ الدقائق الأولى من فتح باب المغاربة صباح الأحد، لاقتحامات المستوطنين.
وقالت مصادر محلية، “إن عددًا من ضباط الاحتلال ومن الوحدات الخاصة اقتحمت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأقصى، وانتشرت فيه لتأمين اقتحاماتٍ واسعة للمستوطنين، كانت أعلنت عنها منظمات متطرفة، لإحياء ما أسمته “ذكرى خراب الهيكل” المزعوم، ويشهد المسجد منذ ساعات الصباح اقتحامات واسعة، بمشاركة عدد كبير من قادة المستوطنين المتطرفين، واضطرت شرطة الاحتلال إخراج أحد المستوطنين بعدما أوقفه حراس المسجد، حينما حاول أداء طقوس تلمودية في المسجد، بينما أخرجت قوات الاحتلال شابين من المسجد، لمشاركتهما في التصدي بصيحات وهتافات التكبير لهذه الاقتحامات.
في الوقت ذاته، أغلق الاحتلال عددًا من أبواب الأقصى أمام المصلين، شملت أبواب: الحديد، والقطانين، والملك فيصل، والمطهرة، وقال شهود عيان، إن ثلاث مجموعات اقتحمت الأقصى حتى الآن، ضمت في مجموعها نحو 100 مستوطن، ما يؤشر على أن الاقتحامات ستكون واسعة، خاصة أن هناك المئات من المستوطنين ينتظرون خلف باب المغاربة، بانتظار اقتحامهم للمسجد.
وأغلقت قوات الاحتلال في ساعات المساء منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة)، وشارع السلطان سليمان المجاور، لتأمين تدفق المستوطنين إلى البلدة القديمة، واختراق شوارعها وأسواقها، وحاراتها، باتجاه باحة حائط البراق، للمشاركة في احتفالات احياء “ذكرى خراب الهيكل”.
ولفت شهود عيان إلى أن عددًا كبيرًا من المواطنين، خاصة من أبناء القدس القديمة، شاركوا في صلاة، وآثر قسم كبير منهم البقاء، والتواجد في الاقصى، للتصدي للمستوطنين، فيما شدّدت قوات الاحتلال الخاصة إجراءاتها على بواباته الرئيسية، واحتجزت بطاقات الشبان إلى حين خروجهم منه، في الوقت الذي تنتشر فيه أعداد كبيرة من العاملين في الأقصى من حُرّاس وسدنة في أرجائه، لمراقبة سلوك المستوطنين خلال جولاتهم الاستفزازية والمشبوهة برحابه.
وكان ائتلاف منظمات الهيكل (عددها يزيد عن الـ26 منظمة) دعت إلى أوسع مشاركة في اقتحامات الأقصى المبارك، والمشاركة في فعاليات تلمودية في ذكرى ما أسمته “خراب الهيكل”.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
Comments: 0