الحقيقة العلمية في منهج النبوة

الخميس 8 ربيع الأول1438 الموافق 8 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”

د. عبدالسميع الأنيس

الحقيقة العلمية في منهج النبوة

تأملت قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الشمس والقمر آيتانِ من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا وصلُّوا”.

فرأيته ‏يدل على كمال حكمة النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد وقع الكسوف يوم موت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وتحدث الناس أن الشمس قد كسفت لموت إبراهيم.

وإن انتشار مثل هذه المقولة تعد مكسباً شخصيًّا في نظر أهل الدنيا، من أصحاب الطموح، وطلب الزعامة وانتشار الصيت!

لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت على هذه الخرافة، ونبه على خطورتها، ومخالفتها للواقع. وبين أنهما آيتان من آيات الله سبحانه.

وأن على المؤمن إذا رآهما الدعاء والصلاة.

وهكذا تحترم الحقيقة العلمية في منهج النبوة الهادية[1].

اقرأ أيضا  الدعائم الفكرية للاختلاف

1- نعم إن الشمس آية، أليس قد قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ [الإسراء: 122].

قال ابن عباس: الشمس هي آية النهار المبصرة.

وقد سميت سورة من القرآن باسمها، وأول آية فيها، قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴾ [الشمس: 1، 22].

‏وقد فتن الناس في القديم بجمالها، وكثرة منافعها فعبدوها من دون الله تعالى.

وكان الحق أن يبحثوا عن مبدعها سبحانه فيعبدوه.

2- والقمر آية، أليس قد قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ﴾ [سورة نوح: 166] وقد سميت سورة باسمه.

ويسن الصيام في أيام البيض، عندما يكون القمر بدراً.

3- وقد لاحظت في المنهج النبوي أن الآيات كلما كانت أظهر، كانت  العبادات أكثر.

وقد ربط الشرع الحنيف الصلاة بحركة الشمس، فكانت لها سببا، قال الفقهاء: وأسبابها أوقاتها.

  • ولها أوصاف عند كل تحرك بارز لها، ومع كل تحرك عبادة لله من صلاة أو تسبيح؛ ﻷنك تشهد آية من آياته سبحانه.
  • فمن أوصافها: شمس الشروق، وقبله يسن التسبيح، وبعده تبدأ سنة صلاة الضحى.
اقرأ أيضا  لماذا ارتفع عدد المسلمين في سجون بريطانيا؟

قال تعالى في حديثه عن داود: ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴾ [ص: 188].

  • وشمس الضحى، وقد سميت سورة من سور القرآن بذلك، هي: سورة الضحى، قال تعالى: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 22]،  وسن فيه: صلاة الضحى.
  • وشمس الظهيرة، وربطت به صلاة الظهر، قال تعالى: ﴿وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾ [الروم: 188].
  • وشمس العشي، وربطت به صلاة العصر، كما جاء في الحديث الشريف.
  • وشمس اﻷصيل، وقد أمرنا عنده بالتسبيح، قال تعالى: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 422].
  • وشمس الغروب، وفيه تسبيح قبله، قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [سورة ق 399] وصلاة  المغرب بعد مشاهدته.
اقرأ أيضا  قوة العبادة نعمةٌ خفية

3- فما أجمل أن نقف بين يدي الله سبحانه:

♦ في أول النهار

♦ ونصف النهار

♦ وآخر النهار

♦ وفي أول الليل

♦ وقبل أن تنام

♦ وآخر الليل

وهكذا نكون قد حققنا مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من الربط بين الصلاة ورؤية اﻵيات..

4- إن الصلاة وطن.. فإن أهملناها اغتربنا

فما أجمل هذا الوطن!.

[1] سمعت هذا المعنى من الأستاذ الشيخ جلال الحنفي البغدادي رحمه  الله تعالى قبل أكثر من ثلاثين عاما.

الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.