حلب.. عاصمة اقتصادية تعيش على ضوء الشموع
الخميس 29 ربيع الأول1438 الموافق 29 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.ركام أربع سنوات من الحرب.. تف ب)
حلب
اتفقت تركيا وروسيا على خطة لوقف لإطلاق النار في كل انحاء سورية تدخل حيز التنفيذ منتصف الليل (الأربعاء) كما افادت وسائل الاعلام الرسمية الاربعاء فيما تكثف انقرة وموسكو تعاونهما للتوصل الى حل للنزاع السوري.
وتهدف الخطة الى توسيع نطاق وقف اطلاق النار الذي توصل اليه البلدان في وقت سابق هذا الشهر واتاح عمليات اجلاء من حلب، ليشمل كل انحاء البلاد الا انها تستثني، مثل اتفاقات الهدنة السابقة، “المجموعات الارهابية”.
لكن في خطاب القاه في انقرة بعد نشر التقرير، لم يأت الرئيس رجب طيب اردوغان على ذكر الخطة فيما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انه لا يمكنه التعليق على مسألة لا يملك “معلومات كافية حولها”.
وقال مصدر من فصائل المعارضة رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس في بيروت ان التفاصيل لم تعرض بعد رسميا على فصائل المعارضة ولم يتم التوصل الى اتفاق حتى الان.
ولم يصدر تأكيد رسمي بعد على الخطة من موسكو او انقرة.
وذكرت وكالة انباء الاناضول ان تركيا وروسيا تعملان لبدء تنفيذ وقف اطلاق النار عند منتصف ليل الأربعاء، وان الخطة في حال نجاحها ستشكل اساسا لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة تريد موسكو وانقرة تنظيمها في استانا في كازاخستان.
ولم يتضح اين ومتى تم الاتفاق على هذه الخطة لكن جرت محادثات خلال الاسابيع الماضية في انقرة بين تركيا وروسيا وممثلين عن المعارضة السورية.
ميدانيا لقي 22 شخصا مصرعهم، بينهم عشرة أطفال، جراء قصف جوي نفذته طائرات حربية، على قرية الحجنة التابعة لبلدة البصيرة في الريف الشرقي لدير الزور شرق سورية.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أمس أن قتلى القصف من عائلتين اثنتين، ولقي من العائلة الأولى، وهي نازحة من منطقة الشدادي، 12 شخصا حتفهم، ومن الثانية عشرة أشخاص.
وأشار إلى أن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع لوجود جرحى حالتهم خطيرة.
حلب تلملم جراحها
اضطرت ام فايز على مدى عامينالى غسل الثياب بيديها نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء عن مدينة حلب، لكنها اليوم تنتظر كغيرها من السكان عودة الخدمات بعد اربع سنوات من الدمار والمعارك.
وتحتاج اعادة الخدمات الرئيسية من كهرباء ومياه وغيرها الى المدينة اشهرا طويلة بعدما تسببت المعارك منذ 2012 بتضرر اكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية والابنية بشكل جزئي أو كلي.
تجمع ام فايز وهي سيدة في الخمسين من العمر، الثياب المتسخة في منزلها المظلم في حي الفرقان قبل ان تباشر بغسلها. وتقول لوكالة فرانس برس “لم اشغل الغسالة منذ عامين، نغسل على ايدينا لكن المياه باردة جدا الآن ولم يعد بمقدوري فعل ذلك”.
وتروي “حتى اننا بعنا مكنسة الكهرباء، فما الفائدة منها اليوم؟”. وفي مواجهة انقطاع الكهرباء، عمد سكان حلب الى الاعتماد على المولدات التي لا تكفي لتشغيل كافة الاجهزة الكهربائية في المنازل، كما انها تتوقف عن العمل عند منتصف الليل حتى الصباح توفيراً للوقود.
يصل ابو فايز، الرجل الستيني، بعد منتصف الليل الى البيت المظلم. وفي الطريق من متجر بيع الحلويات الذي يملكه، لا يجد الا اشعال الولاعة ليرى امامه.
ما ان يحل منتصف الليل في شرق حلب حتى يخفت ضجيج المحركات وتنطفئ الاضواء ويسود الظلام الدامس، باستثناء ما يتسرب من داخل المنازل من أضواء الشموع الخافتة أو شواحن تعمل على البطاريات.
ويقول ابو فايز “قبل الحرب كنا نصل ليلنا بنهارنا، لكننا اصبحنا مضطرين حاليا لاغلاق المحل مع موعد توقف المولدات”.
قبل الحرب، كانت محطة توليد الطاقة في منطقة السفيرة (30 كيلومترا جنوب شرق حلب) المحطة الاساسية التي تزود حلب بالكهرباء. لكنها توقفت عن العمل قبل اكثر من عامين نتيجة اضرار المعارك التي لحقت بها وبشبكة الامدادات.
وتحتاج البنية التحتية لشبكة الكهرباء في حلب الى تأهيل كامل. وبالاضافة الى مشاريع تزويد الكهرباء، تحتاج الاعمدة الكهربائية المحطمة والاسلاك المتشابكة في كل حي لاى عملية اصلاح كبيرة.
ويقول مصدر في وزارة الكهرباء لفرانس برس “يجري العمل حاليا على مشروعين تمولهما الحكومة لتزويد حلب بالكهرباء” بكلفة تفوق اربعة مليارات ليرة سورية (نحو ثمانية ملايين دولار اميركي). يحتاج المشروع الاول 45 يوماً لانجازه، اما الثاني وهو الاكبر، فسينفذ على مرحلتين على مدى عام ونصف العام.
وبالاضافة الى الكهرباء، لم تسلم محطة سليمان الحلبي، محطة ضخ المياه الاساسية في حلب من المعارك. ويجري العمل حاليا على تقييم الاضرار فيها. وكانت الفصائل المعارضة تسيطر على المحطة التي يعمل فيها حاليا ثلاث مضخات من اصل تسعة.
ويوضح رئيس قسم الميكانيك في المحطة عيسى كورج (42 عاما) لفرانس برس ان المضخات الثلاث توفر المياه “لمساحة لا تتجاوز عشرين في المئة من الأحياء”، مشيرا الى ان “المحطة تحتاج لاشهر طويلة” كي تستعيد سابق عهدها.
ويشير مدير عام مؤسسة المياه في حلب فاخر حمدو الى تعرض مستودعات المحطة “للسرقة”، لافتا الى صعوبة استيراد التجهيزات اللازمة بسبب العقوبات الدولية على سورية.
ويتحدث عن “معاناة في تأمين قطع بديلة”. وتبدو اثار المعارك واضحة في المحطة حيث النوافذ المكسورة والابواب المحطمة، في حين تتدلى الالواح الحديدية من سقف طاله الدمار.
وتضخ المحطة من سد نهر الفرات الواقع في شمال البلاد تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، ما يشكل ايضا عائقا اساسيا امام عملها.
ويشرح حمدو ان “المصدر الرئيسي للمياه هو تحت سيطرة داعش وهو المتحكم الرئيسي بكميات المياه الواردة الى المدينة من منطقة الفرات”، مشيرا الى ان التنظيم يعمد دائما الى قطع المياه.
الرياض
Comments: 0