سناتور: على أمريكا إنفاق المال لا السلاح في الشرق الأوسط

الأربعاء 5 ربيع الثاني 1438 الموافق 4 يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

واشنطن
حذر سناتور أميركي من أن الولايات المتحدة إذا لم تستفد من دروسها في الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا والعراق، فإن تلك الدروس ستتكرر مرة أخرى.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الديمقراطي كريس ميرفي أن أول تلك الدروس يكمن في الأخطاء قصيرة الأجل التي ارتكبتها واشنطن والتي أطالت أمد الصراع وفاقمت البؤس وزادت حصيلة الضحايا البشرية جراء الحرب في سوريا.
ونوه -في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز في عدد الثلاثاء- إلى أن الحروب الأهلية تنتهي عادة بإحدى ثلاث وسائل: إما أن يقضي طرف على الآخر، أو أن تطول الحرب بين الطرفين لدرجة الإنهاك، أو أن تتدخل قوة خارجية بنفوذها “الكاسح” لتفرض تسوية بينهما.

وقال إن خطأ الولايات المتحدة الأساسي كان في سوء تقديرها للمدى الذي سيذهب إليه حلفاء بشار الأسد في دعم سلطته، “حيث اعتقدنا أن إجراءاتنا الفاترة تكفي لقلب ميزان القوة” هناك.
ولم تكن الولايات المتحدة مستعدة أبدا للإطاحة بالأسد وبدا ذلك واضحا عندما دفع القلق من الانجراف في الصراع كلا من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين للوقوف بأغلبية ساحقة في وجه طلب تقدم به الرئيس باراك أوباما إلى الكونغرس للموافقة على شن غارات محدودة ردا على هجمات حكومة دمشق بأسلحة كيميائية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
ومضى ميرفي إلى القول إن الولايات المتحدة انتهجت سياسة أطالت الصراع، إذ أمطرت وابلا من القنابل داخل سوريا لكن كانت على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية ولم تكن ضد مناطق سيطرة الحكومة.
واستطرد قائلا إن ما ساهمت به بلاده من مساعٍ في تلك الحرب تمثل في تدريب مقاتلين من المعارضة وتزويدهم بالسلاح، لكنها كانت دوما تحجم عن تزويدهم بالقدرة النارية التي تصنع الفارق لأسباب منها “أن ثمة خوفا له ما يبرره كان ينتابنا من سقوط الأسلحة الجبارة في الأيدي الخطأ”.
وأضاف “لقد حكمنا على الثوار بالفشل جراء دعمنا المنقوص لهم، فهم يملكون من القوة ما فيه الكفاية لمواصلة القتال، لكنها لا تفي بالمطلوب لكسب الحرب أو إجبار الأسد على الجلوس إلى مائدة التفاوض”.
لقد وقعت أميركا في حبائل روايات “الجهاديين” التي تقول إن واشنطن لا تُلقي بالا لمعاناة المسلمين وقد أدارت ظهرها لهم عندما كان العالم في أمس الحاجة إليها.
ومضى كريس ميرفي في رؤيته الناقدة إلى أنه حتى بعد حرب العراق لا تزال السياسة الخارجية والنخب العسكرية الأميركية تتشبث بالرأي القائل إن التدخل العسكري قادر على جلب الاستقرار السياسي بطريقة أو بأخرى إلى الشرق الأوسط “وهذه فرية”.
“ما كان للولايات المتحدة أن تنحاز لطرف قط في الحرب الأهلية السورية، فلو أنها أبدت تحفظا منذ مستهل الصراع لكان كثير من الناس على قيد الحياة الآن”.
صفوة القول -برأي كاتب المقال- أن أي سياسة على غرار خطة مارشال لإنقاذ الدول والمناطق التي تحدق بها الأخطار لن يضمن الأمن للعالم، فقد استغرق الأمر من أوروبا 1500 عام ونيف بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية لإرساء تعايش سلمي بين شعوبها.
وفي الشرق الأوسط بالكاد انقضت مئة عام على أفول شمس الإمبراطورية العثمانية دون أن تتلمس المنطقة بعد طريقها نحو نظام جديد.
بيد أن ما تفعله الولايات المتحدة باستخدام جبروتها العسكري لإحداث تغيير سياسي في المنطقة ليس كافيا “ذلك أن السياسة الأكثر إنسانية وفعالية تكمن في إنفاق المال سلفا للحيلولة دون وقوع الكارثة”.

المصدر: الجزيرة

اقرأ أيضا  شبكة منظمات أنفقت 57 مليون دولار للهجوم على المسلمين
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.