ثورة تونس تغير المعادلة.

الجمعة21 رجب 1434 الموافق 31مايو/آيار 2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
 
خالد الجربوعي :
تمر اليوم الذكرى الثانية لنجاح الثورة التونسية .. التي كانت قد انطلقت في يوم 18 ديسمبر 2010 من مدينة سيدي بوزيد بعض ان فام احدى شبابه بحرق نفسه ردا على ما قامت بها احدى نساء الامن بالتعرض له بالضرب فقط لمجرد انه كان يقوم بالبحث عن لقمة عيش لم تتوفر له الا من خلال ممارسة بيع الخضر فكان حرق نفسه الشرارة التي اشعلت قطار الثورة التونسية ليصل الذي اوقد قطار الثورات العربية التي انتشرت بعد ذلك كانتشار النار في الهشيم .. بهروب بن علي الذي لم يستطيع الوقوف امام ثورة الشعب التونسي لفترة لم تصل الى شهر من الزمن هذه الثورة التي خرجت عكس كل التوقعات حيث كانت كل الانظار في تلك الفترة تتجه نحو مصر عند الحديث عن أي تغير سياسي يمكن ان يحدث في المنطقة العربية فكانت كل التحاليل السياسية والاستراتيجية تؤكد ان مصر ستكون هي صاحبة الرائدة في أي عمل يغير نظام الحكم لما كان يجري بها من احداث وحراك سياسي متواصل من تظاهرات واعتصامات ومواجهات ولما فيها من حراك إعلاميورأي حر إلى حد كبير عن بقية الدول العربية الأخرى و التاريخ أيضايقول إن مصر دائما ما تكون هي القائد للشعوب العربية في أي تغير في العصر الحديث وكلنا يعرف ان الحداثة والمدنية دخلت للشعوب العربية من الباب المصري وحتى ما سمي بالثورات العربية في يوما ما كانت مصر هي صاحبة المبادرة فيها وغيرها من امور على المستوى العربي التي جعلت من مصر هي الرائدة في أي عملية تغير تحدث عربيا وحتى عندما دخل العرب إلى مايسمىعملية السلام أو الاستسلام كانت البداية مصرية ولكن الأمر كان بعيدا عن المتوقع  و جاءتالمفاجأة عكس كل التوقعات فجاءت من بلاد يمكن القول ان الهدوء يسودها الى حد ما وان الامور تسير فيها بشكل مناسب تقريبا لكل مراقب من الخارج بل حتى عندما حدثت حادثة البوعزيزي بسيدي بوزيد لم يتم اعارتها باهتمام كبير في البداية ولم يتوقع احد ان تصل الى ما وصلت اليه النهاية بل ان الامر كان يحلل على انها مجرد مطالب اقتصادية ستنتهي بالقوة و بتقديم بعض التنازلات من الحكومة  إلى ذلك من أمور ولكن حدث ماحدث وانتهت الأموربمفاجأة للجميع فكانت النهاية الغير متوقعة حتى اخر اللحظات فجاء هروب بن علي في يوم الجمعة 14 1 2-11 كالصاعقة لكل المتابعينوحتىعندما أعلن الخبر لم يصدق في البداية الا بعد فترة وهكذا كان و تغيرت الأمور فكانت تونس هي الشرارة لتُسلم الشعلة إلى مصر وتتواصل المسيرة التي انطلقت هذه المرة من قلب العاصمة المصرية وكل المدن الأخرىبانطلاقها في 25 /1/ 2011 بإعتصامات في كل الساحات مع عديد المواجهات التي نتج عنها استشهاد المئات لتصل إلى النهاية المطلوبة حيث لم يجد طاغية مصر إلا ترك السلطة مناجل إنقاذ نفسه ولكن بقى في البلاد ليواجه مصيره امام المحاكم المصرية على ما اقترفت يداه وما إنانتهت ثورة مصر بسقوط البارك في يوم 10 فبراير حتى تحولت شعلة الثورة  لتنتقلإلى  ما بين الثورتين في ظروف صعبة وتوقعت غير مشجعة بل إن الفشل كان الأقرب للجميع ولكل التوقعات وذلك لوجود طاغية يختلف عن كل الطغاة الاخرين الذين سقطوا قبله او بعده فهو يعيش على الدماء منذ عقود طويلة وبنى حكمه ومجده الزائف على جماجم الشعب ولكن رغم كل التحديات  انطلقت شرارة الثورة الليبية في يوم 17 فبراير بل قبلها بيومين وما ان جاء 17 فبراير حتى كانت الثورة قد انتشرت بعيدا عن مكان أنطلقها في بنغازي لتصل إلى كثير من المدن والمناطق في كامل ليبيا لتتحول من ثورة سلمية تطالب بداية بالإصلاح لتتحول بسرعة البرق إلى المطالبة بإسقاط النظام الذي لا يعرفغيرالقوة والدماء لمواجهة الآخرين فانطلقت حرب تحرير مقدسة ابلاء فيها شباب ليبيا أحسن البلاء في مواجهة مستبده وقاتله بل استدعاء الامر تدخل المجتمع الدولي لمساعدة الشباب الأعزل ضد طاغيته واستمرت معركة التحرير لتنتهي بنهاية الطاغية ونظامه بكامله بعد إن قدم الشعب ألاف الشهداء والجرحى والمفقودين الذين قدموا ارواحهم في سبيل تحرير البلاد والعباد من مجرم مستبد لايعرفإلا الدماء والفساد طيلة سنوات حكمه وهكذا تحررت ليبيا لتنضمإلى ركب الدول الثائرة المحررة من طغاتها ولكن الثورة العربية لم تنتهي فاليمن تمكنت من خلع طالحها و ان كان بشكل لم يرضى عنه ثوار الثورة اليمنية الذين يطالبون بمحاسبة من حكمهم طيلة سنينوسنين وليس منحه الحصانة لإنقاذه من نيل عقابه على ما ارتكبه في حق الشعب اليمني وبالتأكيد لاننسى الثورة المشتعلة في سوريا منذ شهور والتي تواجه بالقوة وتقدم الشهداء يوما بعد أخر والتي بالتأكيد لن تكون نهايتها إلا كمثل سابقتها من الثورات فالشعوب عندما تثور وتكون مستعدة لتقديم التضحيات المطلوبة لا يمكن ان تنهزم وهذا ما سيكون عليه الحال في سوريا فقط يحتاج الأمرإلى بعض الصبر ومزيد التضحيات وخير دليل على ذلك ماقدمه الليبيين لطاغية لم يكن احد يتصور إن تقوم ضده ثورة في يوم من الايام بل حتى أكثرالمتفائلين لم يضع مثل هذا السيناريو في يوم من الأيام وهكذا كان انطلقت الثورة من مكان عكس كل التوقعات ولان تتوقف حتى تسقط كل المستبدين والطغاة الذين يحكمون الشعوبالعربية بالحديد والنار ولكن جاء وقت الحساب وهذا ماسيكون عليه مصير كل مستبد طال الزمن او قصر. المصدر المنارة للإعلام.
اقرأ أيضا  الصحة العالمية: السلام أفضل دواء في غزة والضفة الغربية
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.