بأفريقيا الوسطى.. المسلمون يذبحون في صمت

أفريقيا الوسطى  (معراج) –  طائفية وإبادة وتطهير عرقي بحق مسلمي أفريقيا الوسطى، مجازر جماعية راح ضحيتها آلاف القتلى، ارتكبتها مليشيات مسيحية متشددة “أنتي بالاكا” (أغلبية).

سنوات من الصراع بين المسلمين والمسيحيين خلفت آلاف القتلى والجرحى، وشردت مئات الآلاف، وسط صمت عربي وإسلامي وخذلان دولي.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، هناك نحو 900 ألف شخص فروا من البلاد، وهناك 2.2 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية، في بلد يندرج ضمن أشد الدول فقراً بالعالم ، وفق السوسنة.

المناهضون للسواطير

ويشكل المسلمون أكثر من 20% من سكان أفريقيا الوسطى البالغ عددهم أربعة ملايين ونصف، يناضلون لضمان نفس الحقوق التي يتمتع بها المسيحيون.

“أنتي بالاكا” المسيحية أو “المناهضون للسواطير” كما يطلقون على أنفسهم، هي مجموعات متطرفة ترتكب المجازر ضد المسلمين وتحقد عليهم، هدفها المعلن إخراج المسلمين من دولتهم ومحاربتهم، صعدت من تحركاتها الطائفية مؤخرا، رغم تعهدات بالمشاركة في برنامج تقوده الحكومة لنزع السلاح.

وتعرف مليشيا مناهضي بالاكا أو “مناهضة السواطير”أيضا بالمليشيات المسيحية للدفاع الذاتي، وهي جماعات مسلحة محلية أنشأها الرئيس المسيحي فرنسوا بوزيزيه، وتضم في صفوفها بعض جنود الجيش الذين خدموا في عهده.

جرائم حرب

“مارست بالاكا” عمليات قتل وحشية ضد المدنيين المسلمين، رغم عجزها عن تحقيق أي نتيجة أمام تحالف سيليكا، وتضمنت جرائم هذه المليشيات بحق المسلمين حرق الجثث وبتر الأعضاء وتدمير المساجد وتهجير أعداد كبيرة من السكان المسلمين”.

وقد مارست بالاكا عمليات قتل وحشية ضد المدنيين المسلمين على الرغم من عجزها عن تحقيق أي نتيجة أمام تحالف سيليكا، وتضمنت جرائم هذه المليشيات بحق المسلمين حرق الجثث وبتر الأعضاء وتدمير المساجد وتهجير أعداد كبيرة من السكان المسلمين.

وتشهد جمهورية أفريقيا الوسطى أعمال عنف منذ عام 2013 عندما أطاح تحالف “سيليكا” وأغلبه من المسلمين بالرئيس فرانسوا بوزيز، مما دعا مليشيا مسيحية “آنتي بالاكا” إلى خوض حرب شرسة على المسلمين الذين تعرضوا لما وصفته منظمات حقوقية بأنه تطهير عرقي.

منظمات إغاثية

“المناهضون للسواطير” استهدفوا قبل أيام، وبحسب مصادر أممية وإغاثية مسلمين بجمهورية أفريقيا الوسطى أدت إلى قتل قرابة 30 مدنيا.

وأضافت المصادر أن هجمات أمس على بلدة بانغاسو على الحدود الكونغولية شارك فيها مئات المقاتلين المدججين بالسلاح واستهدفت مسلمين، في أحدث علامة على تفاقم الصراع الدائر منذ سنوات، وذكرت أن مئات المدنيين كانوا يسعون أمس للاحتماء داخل مسجد بالبلدة.

وتعرضت قاعدة الأمم المتحدة الموجودة هناك لهجوم أيضا، مما أدى إلى إرسال تعزيزات من القوات إلى تلك البلدة النائية يوم الأحد تحسبا لوقوع هجمات أخرى.

الدكتور مصطفى السعداوي أستاذ القانون الجنائي والمهتم بالشأن العربي والإفريقي قال، إن التطرف ليس بجديد في أفريقيا الوسطى، مضيفا: “فرنسا لا يمكن أن تغسل يديها من دماء مسلمي الدول الأفريقية، والتي تعتبرها باريس مستعمرات فرنسية.

المجتمع الدولي

وأوضح أستاذ القانون الجنائي لـ”جمهورية مصر العربية العربية” أن المجتمع الدولي للأسف يعرف قاتل المسلمين في أفريقيا الوسطى، لكنه كعادته يمارس البلطجة القانونية والسياسية، وينحاز إلى جانب القوي..، والقوي هنا فرنسا.

وتابع: “فرنسا منذ التدخل العسكري الأخير لها في مستعمرتها السابقة جمهورية أفريقيا الوسطى، وهي تلعب بورقة الطائفية، وتنحاز للمسيحيين على حساب المسلمين “الأقلية”، وهو ما تأكد بعدما نزعت باريس أسلحة أكثر من سبعة آلاف من مقاتلي سيليكا، القوة التي كانت بمثابة الحماية للمسلمين.

وطالب السعداوي مجلس التعاون الإسلامي والسعودية بضرورة مساعدة مسلمي أفريقيا الوسطى،  ومواجهة ظاهرة اضطهاد المسلمين بغالبية الدول الأفريقية.

وقال قائد بعثة الأمم المتحدة بارفيت أونانجا-أنايانجا لرويترز في مقابلة إن “الوضع مؤسف للغاية ونفعل كل شيء لاستعادة السيطرة على بانغاسو بسرعة”، مشيرا إلى أن أعداد القتلى تتراوح بين 20 و30.

وذكر الصليب الأحمر المحلي أن أصوات إطلاق النار ظلت تُسمع من البلدة يوم الأحد، مما عرقل محاولات المنظمة ومنظمات أخرى للوصول إلى الجرحى.

ويقول موظفو إغاثة، إن المليشيات تستغل على ما يبدو فراغا أمنيا نجم عن انسحاب جنود أوغنديين وفرنسيين في الأشهر القليلة الماضية بعد انتهاء مهامهم.

حفظ السلام

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الهجمات على البعثة المؤلفة من 13 ألف جندي والتي أدت إلى قتل ستة من جنود حفظ السلام حول بانغاسو “أثارت غضبه”.

وقال الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إن الهجمات المسلحة الأخيرة ضد المدنيين وبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في إفريقيا الوسطى يمكن أن ترقي إلى مستوى “جرائم حرب”.

وقال الاتحاد، في بيان رسمي إن الهجمات بمدينة “بانغاسو”، تشكل “تهديداً قوياً للاستقرار والسلام في البلاد”، مشدداً على ضرورة تحديد ومحاكمة المسؤولين عنها.

وأعرب الاتحاد عن دعمه “الكامل” لمواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، وبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في إفريقيا الوسطى.

في السياق، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة، أعمال العنف التي جرت في مدينة بانغسو جنوبي جمهورية إفريقيا الوسطى، من قبل مليشيات “الأنتي بالاَكا” (مسيحية) ضد المسلمين هناك .

وجاء في البيان الذي صدر عن الأمانة العامة للمنظمة: أن مليشيات “أنتي بالاكا” المسيحية قامت يومي الجمعة والسبت الماضيين بأعمال عنف في بانغسو، راح ضحيتها عشرات القتلى من المسلمين وقوات حفظ السلام من الأمم المتحدة من بينهم جندي من المغرب وخمسة آخرون من جنسيات مختلفة ونزوح المئات من المدنيين العزل.

منظمة أطباء بلا حدود، من جهتها، دعت لهدنة في مدينة بانغاسو المتنازع عليها بجمهورية إفريقيا الوسطى، من أجل إنقاذ جرحى ومصابين هناك.

رعاية صحية

وذكرت المنظمة قبل أيام، أنه لا يمكن لفريق المنظمة تقديم الرعاية الصحية لمصابين بسبب المعارك العنيفة في أجزاء واسعة بالمدينة بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال طبيب من المنظمة في مدينة بانغاسو: “إننا نناشد جميع أطراف النزاع الموافقة على هدنة وتمكيننا من إنقاذ المصابين وتوفير حد أدنى من المساعدات الإنسانية للمواطنين”.

يذكر أن جمهورية أفريقيا الوسطى تحدها تشاد من الشمال والسودان من الشمال الشرقي، وجنوب السودان شرقا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو في الجنوب والكاميرون غربا، وتصل مساحتها إلى نحو 620 ألف كيلو متر مربع، ويقدر عدد سكانها بحوالي 4.4 ملايين نسمة، والعاصمة هي بانجي.

وتقدر نسبة المسلمين فيها -حسب المصادر المحايدة- تقدر بحوالي 20-25% من السكان، وتوجد النسبة الكبرى منهم في شمال البلاد في جهة حدود تشاد والسودان.

بينما تبلغ نسبة المسيحيين حوالي 45-50%، وهم موزعون بين كاثوليك وبروتستانت، وباقي السكان يدينون بديانات محلية.

وكانت أفريقيا الوسطى مستعمرة فرنسية سابقة من عام 1889 حتى عام 1959، حيث تعتبر فرنسا كل مستعمراتها جزءا من تراب فرنسا إلى الآن، ولم تسمح لأي منها بالاستقلال الحقيقي.

وكالة معراج للانباء الإسلامية

اقرأ أيضا  ناشطتان من الأقلية المسلمة ترويان معاناة نساء الروهنغيا
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.