القرضاوي .. لماذا كل هذا الحقد على الشيعة ؟

الثلاثاء 25رجب 1434 الموافق 04 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).
 
 
يوما بعد اخر تنكشف حقيقة نوايا واهداف الشيخ يوسف القرضاوي في استعداء الشيعة، واتخاذهم هدفا حقيقيا لفتاويه التي شرعت لقتل المزيد منهم بذريعة مواجهة الاحتلال وواْد الفتنة وبدعاوى عديدة اخرى لاتمت باي صلة لرسالة السماء ، فيما كان هو يلعب دورا مباشرا في تكريس الفتنة واستفحالها باعطائه الشرعية لذبح المدنيين طالما يستهدف مواجهة المشروع الاحتلالي حسب تفكيره الساذج والمريب.
 ولعل دعوته للكرد بنصرة اخوتهم السنة  تحت يافطة قوله تعالى  : {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } [سورة الحجرات: 9]، انما اراد بذلك تعميق الفتنة  اكثر  من قبرها ، الامر الذي كشفته حقيقة التطورات اللاحقة في العراق وسوريا ومناطق اخرى ، والتي ازاحت  الستار عن استعداء  واضح وجلي للنوايا الحقيقية التي  يضمرها القرضاوي ازاء شيعة ال الرسول (ص) على طول التاريخ .
القرضاوي والسعي لخلق فتنة طائفية على مستوى العالم
واستمرارا لمنهجه العدواني والفتنوي ، وتبنيه سلسلة من الفتاوى التكفيرية ضد شيعة اهل بيت النبوة ( ع ) دعا يوسف القرضاوي قبل ايام الى التصدي للشيعة ، حيث لايمثلون حسب رأيه سوى اقلية بالنسبة لمسلمي العالم ،وقال متسائلا : ( كيف ل100 مليون من الشيعة ان ينتصروا على مليار و700 مليون (مسلم سني) ؟ لان المسلمين متخاذلون”، بحسب تعبيره .

وفي اطار هذا النهج التحريضي والباعث على الكراهية ، دعا القرضاوي مساء الجمعة 31 – 5 – 2013  في مهرجان خطابي في الدوحة يجمع تكفيريين من بلدان مختلفة الشباب المسلمين الى التوجه الى سوريا والقتال الى جانب المسلحين المعادين للحكومة السورية .
وبعد هجوم حاد وحاقد ضد ايران وحزب الله اللبناني الذي وصفه ب ( حزب الشيطان ) دعا القرضاوي : أهل السنة الى ان يقفوا ضد هؤلاء،و دعا “كل مسلم مدرب على القتال وقادر عليه ان يقدم نفسه “لمساعدة الثوار السوريين، متسائلا “ايران تدفع بالسلاح و بالرجال فلماذا نقف نحن مكتوفي الايدي؟“.

وفي قراءة طائفية صريحة وعبر نظارات سوداء ، قال القرضاوي “الان عرفنا ماذا يريد الايرانيون… يريدون المجازر المستمرة والمدبرة لقتل اهل السنة“!!.
واضاف ان “زعيم حزب الشيطان يأتي ليقاتل اهل السنة ، هكذا يأتي نصر الطاغوت والظلم ليقتل المسلمين من اهل السنة“.

وادعى القرضاوي بانه كان مخطئا عندما ساند في وقت سابق الشيخ حسن نصر الله، وقال “دافعت عن من يسمى حسن نصرالله وحزبه حزب الطاغوت وحزب الشيطان، ووقفت امام مشايخ السعودية ادافع عنهم ويبدو ان مشايخ السعودية كانوا انضج مني“.
القرضاوي والكيل بمكيالين
ان استعانة بعض العقول الدينية من امثال يوسف القرضاوي بالقوى الاجنبية ودعوتها الى التدخل في الشأن السوري واسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، فيما كان  القرضاوي نفسه يجيز( للجهاديين ) ممارسة القتل والذبح حتى للاطفال والمدنيين في العراق بدعوى الجهاد ضد الاحتلال، وعندما يرتبط الربيع العربي بالبحرين، ومطالبة الشعب البحريني بالاصلاح والديمقراطية، نجد عقل القرضاوي يرفض منح البحرانيين هذا الحق ويجيز تدخل القوات السعودية في هذا البلد الصغير وقمع شعبه من منطلقات طائفية غير مبررة الا في عقل من هو على شاكلة القرضاوي او من هو اسوء منه، كما هو حال بعض المتصدين للافتاء في السعودية وهم اجهل الخلق وابعدهم عن لغة العقل والمنطق.
القرضاوي ومحاولة ايجاد حاجز نفسي ضد التشيع
القرضاوي بمواقفه المتشددة ازاء الشيعة انما يكرس الحالة الطائفية في الموقف العروبي الشائن ازاء الشيعة والتشيع .. والذي نجد ملامحه  واضحة ازاء التغيير الذي حصل في العراق ، ومحاولة القفز على حقوق الشيعة في لبنان .

محاولة القرضاوي في ايجاد حاجز نفسي ازاء الشيعة تعكس مخاوف هذا الرجل ازاء تنامي الدور الشيعي سياسيا ودينيا ، لما يمتاز  به الشيعة  من  اصالة مبدئية  في  فهم الاسلام من جهة  ،  وتميز هذا الفهم بالعقلانية والواقعية من جهة  ثانية ، ولبروز مرحلة تاريخية يمكن ان  يتبوأ الشيعة فيها موقعا  متقدما  في حمل راية الاسلام  ، وتراجع التفسير المتشدد المتمثل بتنظيم القاعدة والوهابية والسلفية الجهادية ومن لف لفها من جهة ثالثة .

لقد بذل  القرضاوي  كل محاولاته  باصدار الفتاوى وتجييش الارهاب ضد العراق وسوريا وبقاع اسلامية اخرى على امل تقويض سلطة الشيعة وتحجيم نفوذهم ،  ولكن باءت محاولاته بالفشل وتلاحقه الخزي والعار  ولعنات الابرياء الذين قضوا نحبهم  بسبب فتاويه التي شرعنت للارهاب  والقتل والذبح
 
ان تذرع  القرضاوي  بتهم زائفة  ضد الشيعة  من قبيل قولهم  بنقصان القران سورة الولاية  وسب الصحابة  لايليق  بشخص يدعي العلم في الدين ، وهو يعلم حقيقة  الامر،  وماتعرض له الشيعة  من مظالم عبر التاريخ  ، وهو بموقفه الطائفي هذا  يكرس التجزئة والتناحر في الوقت  الذي يدعي  انه من انصار التضامن والوحدة الاسلامية ،  ولاندري أي وحدة  واي تضامن يحققه  بمواقفه  هذه ، هل باتهامه الشيعة بانهم   من اهل البدع ، ام بتاسفه  لاتجاه قطاع من المسلمين نحو التشيع  باعتباره  المذهب الحق بمن فيهم ابنه المنحدر من صلبه ؟ ام لتقولاته على الشيعة خالطا بين ماهو  تاريخ وماهو دين ، فضلا عن كونها دعاوى ليس هناك مايدعمها  .

ان تأكيد الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي بان مشايخ الشرق العربي اقدر على مواجهة الارهاب كونهم هم الذين يوفرون للارهابيين الغطاء الشرعي اللازم لتبرير اعمالهم الشائنة ، وهم الذين يزوقون ويجملون الاعمال الوحشية التي يرتكبها الارهابيون في ساحات مختلفة بدعوى الجهاد وماشابه ذلك .
 
القرضاوي وحقده الدفين والشامل على الشيعة
اقل مايقال في مواقف القرضاوي هذه  انه رجل حاقد على التشيع  مذهبيا وطائفيا ، دينيا وسياسيا ، رغم  اعترافه كونهم مسلمين ويؤمنون بالله  وبالسنة وبالقران، وفي نفس الوقت يفتري عليهم وعلى بعض  معتقداتهم  حسب زعمه ،  كقوله بان الشيعة يعيبون على القران نقصه سورة الولاية  ، لا ندري من اين له هذه الاقاويل، وهل يستقي افكاره من كل من هب ودب ام من جمهور  الشيعة وعلماءهم المعترف  بورعهم وعلمهم ؟

ولنقراْ اجاباته المبطنة  والتي تحمل في ثناياها كل الوان الحقد وسوء النية  ، وفي التحامل على الشيعة وعقائدهم زورا  وبهتانا  ، حيث  يقول  جوابا على سؤال ..  هل الخلافات الدينية بيننا وبين الشيعة بسيطة أم أنها في أصل الدين؟ ـ الخلاف في الأفرع ليس مهما لكن الخلافات في العقيدة هي المهمة. فكثير منهم يقول إن القرآن الموجود هو كلام الله ولكن ينقصه بعض الأشياء مثل سورة الولاية .

القرضاوي في اجابته  هذه لايقول مباشرة بان  الخلاف عقائدي وليس بسيط  ، وانما يلتف على السؤال باجابة  غير مباشرة  بان للشيعة اقاويل تمس جوهر العقيدة ، ولم يبين ماهي تلك الاقاويل ، الا اللهم مدعاه بان الشيعة  يقولون  بان القران  ينقصه بعض الاشياء مثل سورة الولاية ، ويشهد الله أني وطوال حياتي  اقراْ الاسلام والفكر الشيعي بل ومن قراء القرضاوي منذ اواخر السبيعينيات  من القرن الماضي وكتبه ( الحلول المستوردة وكيف جنت على امتنا  وو)  لم اسمع بما يتقوله على الشيعة اليوم  حول ادعاء الشيعة بنقصان  القران سورة الولاية ، وحري بمن يريد انصاف الشيعة وابراء الذمة من الحقد ان يورد  من امهات الكتب الشيعية مايريد تثبيته على الاخر ، رغم ان سجل الاخرين الذين هو بصدد الدفاع عنهم  لايقل سوءا  ، وعلينا ان لانخلط التفسير الديني مع المواقف السياسية  ، فلكل وظيفته  ومجاله  ، ولايكون القرضاوي  كالناصبي بن حزم الاندلسي  الذي حاول في كتبه النيل من علي بن ابي طالب  بمحاولته تخطئة علي   باي شكل من الاشكال  في موقفه  من الخليفة الاول ، رغم علمه بحقيقة الموقف وخلفياته الدينية والسياسية .

ناْمل من الشيخ القرضاوي ان يستغفر ربه ويتوب الى الله  فيما اقترفه ويقترفه من ظلم للشيعة وتورطه في دماء الكثير منهم  بفتاويه التي اباحت دماءهم تحت عناوين واقاويل  شتى .

*
عبد الجبار كريم
المصدر قناة العالم
اقرأ أيضا  حزب العدالة والتنمية قوة جبارة في تركيا
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.