إمام المسجد الأقصى في لقاء خاص مع وكالة معراج للأنباء الإسلامية

لامبونج (معراج) – حل فضيلة الشيخ د مصطفى محمد عبد الرحمن الطويل  إمام المسجد الأقصى المبارك  اليوم الأربعاء (07/06) بزيارة مدارس الإسلامية الفتح بمنطقة مهاجرون مدينة لامبونج إندونيسيا .

وفي ظلِّ الظروف التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك، تم حوار بين وكالة معراج للأنباء الإسلامية ورجلٍ لا تخلو خطبه، وكلماته، ومؤتمراته، واجتماعاته من ذكر الأقصى، وحثِّ الناس على نُصرته، والتوحُّد من أجل حمايته؛ إنَّه فضيلة الشيخ  الدكتور مصطفي محمد عبد الرحمن الطويل  إمام المسجد الأقصى المبارك ورئيس المحكمة العليا الشرعية في فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقصاء الشرعي الأسبق.

معراج : فضيلة الشيخ نُرحِّب بكم في وكالة معراج ، ويطيب لنا أن نُجريَ مع فضيلتكم  هذا الحوار المهم، في ظلِّ هذه الحالة المُزْرِية التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك.

معراج :  بِصِفَتِكُم إماما للمسجد الأقصى المبارك، كيف تنظرون للأوضاع الجارية في المسجد الأقصى المبارك، وحبَّذا لو وصفت لنا وللأمة الإسلاميَّة حال المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام؟

 يسعدني ويسرني أن أكون بينكم ، أن أكون في بلدي الثاني إندونيسيا وتحديدا في قرية المهاجرون ولقائي مع الإخوة الأعزاء.

أما بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك ، المسجد الأقصى المبارك هو مسجد حزين بسبب الإجراءات التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي داخل المسجد حيث أنه يسمح للمستوطنين بالدخول إلى باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك من أجل إقامة شعائرهم اليهودية.

الاحتلال قام بحفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى من المنطقة التي تسمى “سلوان” إلى أسفل المسجد وهناك يقومون بشعائرهم اليهودية تحت المسجد مناسق للحائط الغربي للمسجد “حائط البراء” المكان الذي ربط فيه النبي صلى الله عليه وسلم الدابة عندما أسري النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك.

وأيضا الاحتلال يحاول تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا حيث يسمح للمستوطنين بالدخول من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ثم في المساء وبعد صلاة الظهر يسمح لهم بالدخول. و يمنع المصلين من الضفة الغربية وقطاع غزة دون الخامسة وخمسين من عمرهم ، وفي شهر رمضان المبارك ، يسمح للرجال إذا كان سنهم الأربعين وما فوق بالدخول إلى المسجد للصلاة في شهر رمضان المبارك.

أما بالنسبة للشباب فلا يسمح لهم بالدخول أبدا ، هذا هو حال المسجد الأقصى المبارك. الأقصى تحت سيطرة الاحتلال يدخل من يريد ويمنع من يريد.

الاحتلال لا يمثل وزارة الشؤون الإسلامية الأردنية، لأن الوصاية على المسجد الأقصى هي الوصاية الهاشمية الأردنية ولا يمكن لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ترميم المسجد.

معراج:  ما السرُّ وراء تصعيد الاحتلال الصهيوني هجماته ضدَّ المسجد الأقصى المبارك، وهل لما يحدث في الوطن العربي من أحداث علاقة في ازدياد وتصاعد وتيرة التهويد؟

لا شك…لاشك بأن هذا الوقت أو ما يمر به العالم العربي مع الأسف الشديد ما يحصل في سوريا وليبيا وفي مصر واليمن وفي دول الجوار وفي فلسطين لا شك أنه يؤثر ثأتيرا كثيرا ومباشرا على المسجد الأقصى المبارك وعلى وضع الفلسطينيين داخل فلسطين لأن قضية فلسطين هي القضية الأولى والمركزية للعرب والمسلمين، وبالتالي الفلسطينيون يستمدون قوتهم من إخوانهم ومن أهلهم من العرب ومن المسلمين. وكلما كان المسلمون والعرب قوة كلما كان الفلسطينيون في قوة. ولذلك هذه الفرصة مواتية للاحتلال لتصعيد سيطرته على المسجد الأقصى المبارك وممارسته الظلم ضد المصلين ، الاحتلال يستغل الفرصة لتقسيم الأقصى لاسمح الله على غرار ما حصل في المسجد الإبراهيمي الخليل في الخليل حيث تم التقسيم ما يزيد على أربعين عاما بين المسلمين واليهود حتى أنهم يمنعون رفع الآذان في المسجد الإبراهيمي في الخليل أياما وأوقاتا كثيرة. ولكن حتى الآن لم يتم منع الآذان في المسجد الأقصى بفضل الله عز وجل.

معراج: صدر عنكم تصريح صحفيّ يتحدث عن أهميَّة الرباط في المسجد الأقصى المبارك.. ما الدور الذي يقوم به المرابطون، وما أهميَّة الرباط في المسجد الأقصى؟

 لا شك أن المقدسيين المرابطين والمرابطات هم الذين يترددون ويذهبون إلى المسجد الأقصى ويتواجدون باستمرار من أجل الصلاة فيه وإعماره،ولكن الاحتلال يقوم بالإعتداء على الرجال والنساء، يعتدون على المرابطين والمرابطات بسبب قيامهم بالتصدي لهؤلاء المستوطنين على الأقل بالتكبير ,حتى التكبير يعتبرونه جريمة يعاقب عليها القانون الإسرائيلي ،الاحتلال لايريد أن يسمع الله أكبر أو سبحان الله ولا إلاه إلا الله يتصدوا لهذه المجموعات الإستيطانية التي تدخل باحات المسجد الأقصى وساحاته. علينا دور كبير جدا داخل المسجد الأقصى من أجل الدفاع عنه والمحافظة عليه من الإحتلال، لكن الإحتلال يقوم بإبعاد المرابطين والمرابطات من باحة المسجد ، أحيانا يمنع الشباب ستة شهور من الدخول غلى المسجد أحيانا بالشهر وبالشهرين.

معراج: تناقلت وسائل الإعلام عزم اليهود تطبيق قانون يتعلق بتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيًّا.. هل تتوقعون إقراره، وما المخاطر بعد هذا القانون العنصري؟

 لا سمح الله هناك تقسيم زماني للمسجد ، التقسيم موجود حيث يدخلون عي ساعات مبكرة من صباح كل يوم ويمنعون الشباب من الدخول في هذا الوقت من المقدسيين الذين يسكنون جوار المسجد الأقصى المبارك ويسمحون للمستوطننين باقتحام ساحات المسجد ، هذه مشكلة كبيرة. فإن أقدمت إسرائيل على تقسيم الأقصى مكانيا ستكون هناك أمور لا تحمد عقباها ، فلن يسكت الشعب الفلسطيني ولا العرب والمسلمين على هذه الجريمة التي سيرتكبها الاحتلال.

المسجد الأقصى مكان الصراع ومحطة لأنظار المسلمين واهتمام العالم العربي والإسلامي، فهذا ليس أمرا سهلا.

معراج: ما واجب علماء المسلمين تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك؟

يجب على العلماء جميع علماء المسلمين في داخل فلسطين وخارجها أن يوعوا وأن ينشروا ثقافة الوعي أهمية ومكانة المسجد الأقصى المبارك في قلوب المسلمين، و نتمنى من خلال وكالة معراج للانباء الإسلامية ندعو جميع العرب والمسلمين ومن يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى أن يقوم بالصلاة فيه من أجل دعم المقدسيين والفلسطينيين والمؤازرة لمواجهة الاحتلال لأن زيارة المسلمين للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة تسبب في تفتيت المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك.

معراج: هل ممكن أن نقول أن الحركة الإسلامية أو المؤسسات التابعة قامت بما يكفي لحفظ القدس والأقصى ؟

لا شك أن الفلسطينيين دائما متواجدين معنا ومع المقدسيين في داخل الأقصى المبارك، وهم ينظمون رحلات يويمة تسمى رحلات البيار، يتوافدون من أجل الصلاة والرباط داخل المسجد رجالا ونساء.

 معراج: هل تعتقد بعد مرور أربعين عاما من الاحتلال الإسرائيلي أن الحاضر الإسلامي والعربي سيقومون بما يجب تجاه نصرة المسجد الأقصى والقدس الشريف ؟

الواقع أن الاحتلال مضى علينا خمسون عاما منذ الخامس من حزيران1967 صادف قبل يومين الخامس من حزيران 2017 أي مرور خمسين عاما ،لكن  نرى تقصير من العرب والمسلمين تجاه المسجد الاقصى المبارك لم يدعموا الفلسطينيين دعما كافيا ، نحن نشكرهم ، نشكر العرب والمسلمين على ما بذلوه  وما قدموه من دعم سواء كان دعما معنوي أو دعما سياسي أو اقتصادي للشعب الفلسطيني ونريد منهم المزيد.

معراج: هل من كلمةٍ توجهها لأبناء الأمَّة الإسلاميَّة وأحرار العالم لنصرة المسجد الأقصى المبارك؟

من خلالكم ومن خلال وكالة معراج للأنباء الإسلامية :

عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: “أرض المحشر، والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره”، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: “فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه”.

على المسلمين أن يقوموا بزيارة المسجد الأقصى ويستخدموا ثقلهم لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل الدفاع عن قضية القدس والأقصى وان يقفوا بجانبنا في إقام دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس .نحن مددنا أيدينا ونمد أيدينا للسلام مع الإسرائيليين من أجل إقامة دولة مستقلة.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

 

اقرأ أيضا  اتفاق الشراكة الاقتصادية لزيادة الصادرات الإندونيسية إلى أستراليا
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.