مسؤول أممي: العلاقة بين الارهاب والجريمة والمخدرات أمر مسلم به
فيينا (معراج) -اعتبر المدير التنفيذي لمكتب الامم المتحدة للجريمة والمخدرات يوري فيدوتوف الثلاثاء ان العلاقة بين الارهاب والجريمة المنظمة والمخدرات باتت “أمرا مسلما به” حتى من قبل مجلس الامن الدولي باعتبارها تهديدا للسلم والامن والتنمية في العالم .
وقال فيدوتوف في كلمة امام اعمال المؤتمر الوزاري لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا المنعقد حاليا انه “من المسلم به ايضا ان الارهابيين في حاجة الى القيام بأعمال اجرامية لتمويل أعمالهم الفظيعة.”
واضاف “ان عائدات حركة (طالبان) في افغانستان من الضرائب والمتاجرة غير المشروعة بالمخدرات بلغت نحو 150 مليون دولار اي ما يقارب 50 بالمئة من مجمل عائداتها وان منظمة (بوكو حرام) الارهابية في افريقيا وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وحركة الشباب والقراصنة الصوماليين ساهمت كلها بشكل ملحوظ في الاتجار بالافيون والكوكايين والقنب وخطف الابرياء للمطالبة بالفدية اضافة الى الاتجار بالارث الثقافي والنفط المهرب ما يؤكد الصلة الوثيقة بين الجريمة والمخدرات والارهاب.”
وعبر عن اعتزازه بمنظمة الامن والتعاون في اوروبا وبالتعاون معها ومع العديد من الاطراف من داخل وخارج الامم المتحدة لمحاربة هذه الظاهرة .
وأكد “اننا نطمح الى ان يساعد مكتب الامم المتحدة لمحاربة الارهاب الذي أنشئ حديثا تحت اسم (يونوكوت) في جعل التعاون المذكور اكثر فعالية وخاصة العمل على وقف التدفق المالي وغسل الاموال والتصدي للفساد.”
واشار فيدوتوف الى ان مهام المكتب المذكور تتمثل في القيام بتدريب المتخصصين بشكل يجعلهم قادرين على مواجهة النشاطات الاجرامية والارهابية بما في ذلك تقديم المساعدة القانونية والقيام بعمليات تحقيق وملاحقة قضائية عبر الحدود.
وفيما يتعلق بالجرائم الالكترونية شدد فيدوتوف على “ان التعاون الوثيق بين منظمة الامن والتعاون في اوروبا ومكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة من شأنه الاستجابة القوية لحاجة العدالة الجنائية لمواجهة تحدي الارهابيين” محذرا من “ظاهرة العلاقة المثيرة بين الجريمة والارهاب في السجون حيث يتم تجنيد السجناء الضعفاء الذين اقترفوا جرائم بسيطة.”
وذكر ان “مكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة الموجود في العديد من دول العالم يعمل على إصلاح السجون وتركيز الادارات الفعالة لها والتمييز بين السجناء العنيفين والمجرمين الخطيرين وغيرهم وتعزيز المعلومات الاستخباراتية وإنفاذ وتعميم قانون مشترك على النطاق العالمي لمنع الجريمة والارهاب من خلال مبادرة شبكة عالمية تعزز الجهود الرامية الى إنفاذ القانون في هذه السجون على النطاق المحلي والاقليمي والعالمي.”
وأقر فيدوتوف بأن “محاربة الارهاب والجريمة أمر صعب يتطلب الكثير من الوقت والمزيد من الالتزام وتوفير الموارد المالية لتحقيق النجاح نظرا لتعدد التحديات التي يفرضها الارهاب والمخدرات والتي تهدد السلم والامن والتنمية.”
وخلص في ختام كلمته الى القول انه يجب حماية ما تحقق من خلال خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وخاصة الهدف 16 المذكور في هذه الخطة والمتعلق بحماية المجتمعات السلمية .