ماذا تنقمون من الإخوان؟
السبت 29رجب 1434 الموافق 08 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).
احمد يسرى
كلما شاهدت برامج ((فضائيات الفتنة الممولة من الداخل والخارج))، وجدت شغلها الشاغل وعملها الدائم هو التجريح فى جماعة الإخوان المسلمين والنيل من رموزها ومؤسساتها- بحق وبغير حق- وتذكرت قصة الطالب البليد الذى يصب جام غضبه على زميله المتفوق لا لشىء سوى ما يحمله هذا الطالب المتميز من قدرات فاقت الأقران وميزات بزت الخصوم، فهذا- لعمرك- منشغل بمعالى الأمور وبناء الوطن وذاك منشغل بالنيل منه بافتعال الأزمات تارة وإثارة المشكلات تارة أخرى والأمل يحدوه فى أن يعطله عن البناء أو يجره لبنيات الطريق.
وكأن نجاح الإخوان هو شهادة الرسوب للآخرين، ولو أنهم انشغلوا بعمل صالح أو رسالة بناء لا هدم لحازوا شيئا من الرضا والقبول عند الناس ولكن هيهات هيهات فما تخفى صدورهم أكبر ولا أظن أن الحسد –فقط- هو المرض الذى جثم على صدورهم وأرخى بكلكله على عقولهم فالحقد أيضا له فى أفئدتهم نصيب.
ولا تستطيع أن ترصد كل الدعاوى الظالمة والأكاذيب المفتراة على جماعة الإخوان فهذا يحتاج لجهد منك فى تتبع هذه الأقاويل ورصدها على مدى تاريخهم الطويل وسأبذل لك أيها القارئ الحصيف بعضا من هذه الأراجيف فى مقالات قادمة بإذن الله والتى يطلقونها بين الحين والآخر فليتسع صدرك لهرائهم وأحمد الله على العافية، وأبدأ فى هذا المقال بزعمهم أن جماعة الأخوان جماعة دموية وأبلغ رد على هذه المقولة ما قاله العرب قديما رمتنى بدائها وأنسلت. قام جمال عبد الناصر وزبانيته بما لا ينساه التاريخ من اعتقالات وتعذيب وشنق ومحاكمات عسكرية وانتهاك للحقوق وتشريد فى حق الإخوان بدأ من سنة 1954 بعد اتهامهم بمحاولة اغتياله فيما عرف بحادث المنشية ولما طال أمد التضييق والحصار والسجن والتعذيب قام بعض الأخوان بالتفكير فى مواجهة من أذل الأمة ونكس هامتها وأسقط رايتها فى حروب ألحقت بها العار والشنار فى تاريخ طويل من الهزائم المتوالية التى كان إعلامه المنافق يظهرها على أنها انتصارات وفتوحات لصلاح الدين الجديد فى أرض فلسطين ولم تكن إلا خيبة الأمل والفشل ولما لا وقد فتك بأسود بلاده فنهشته كلاب أعدائه من الصهاينة، ويأبى الطالب الفاشل أن يعترف بخطئه فى انفصال السودان عن مصر- بزعم حق تقرير المصير- وبحرب 1956 التى كان سببها خرق المعاهدات والاتفاقات الدولية ولو صبر لكان خيرا لنا وله وحرب اليمن التى لا ناقة لنا فيها ولا جمل يشهد على ذلك مقابر المصريين فى صنعاء والحديدة وحرب 1967وما أعقبه من احتلال سيناء وضياع الهيبة وتبديد الكرامة وفقدان العتاد والأسلحة التى خلفها الجيش الذى ترأسه مناضلو الفنادق لا الخنادق وفشل الوحدة مع الجمهورية السورية وما أعقبها من تسلط للنصيريين على أهل السنة بعد أن استولوا على الحكم تحت غطاء القومية العربية وحزب البعث العربى الاشتراكى وتسريح الضباط السنة من وحدات الجيش فصدق عليه قول الشاعر:
أسد على وفى الحروب نعامة خرقاء تهرب من صفير الصافر
فقام من خلال أبواقه الإعلامية بوصف الإخوان بالدموية وأنهم إخوان الشياطين وتمت عملية التصفية لهذه المجموعة المباركة مجموعة سيد قطب رحمه الله والذى اقتطف لكم من سيرته ما عرض عليه فى يوم تنفيذ الإعدام بعد أن وضع على كرسى المشنقة من طلب أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه فقال: لن أعتذر عن العمل مع الله فقالوا له: إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس فقال: لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوماً بحق فأنا أرتضى حكم الحق وإن كنت محكوماً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل.
وروى أيضًا أن الذى قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: تشهد فقال له سيد: حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخى نعدم لأجل لا إله إلا الله وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.
لقد خرج الطالب الفاشل فى جميع حروبه مهزوما كسيرا حتى مع إرادة الشيخ لم يستطع أن ينتصر عليها وكيف ينتصر على من كان فى ظلال القرآن. وحمل الشعب المصرى كل المآسى والآلام والتضحيات التى عانى منها ولا يزال يعانى من آثارها وما أشبه الليلة بالبارحة فجاء من سار على نهجه وفتح السجون والمحاكمات العسكرية والاعتقالات لعشرات السنين فما كانت النتيجة إلا هذه النكبات والمصائب بدأ من إفقار الشعب وتجويعه ليصلوا إلى تركيعه لحساب فئة ضآلة تقوم بخيانة الأمانة والتربح من وراء تسيد المشهد وانتهاء بترك البلاد فى بحر من الديون لتقييد البلاد والعباد بالتبعية للغرب والدوران فى الفلك الأمريكى والتسول على موائد اللئام فضلا عن الأمراض والأدواء العضوية والأخلاقية.
فهل من يطلب حرية بلاده يصبح دمويا.؟ وهل من أراد العزة والكرامة أصبح إرهابيا.؟ والآن يغدو الجانى مجنيا عليه ويحصلوا على البراءات المتتالية فى مهرجان البراءة للجميع وتحت سقف قاعات المحاكم التى كتب على جدرانها (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) فقد تلفت جميع الأدلة والوثائق وتبخر الشهود وليس لنا إلا أن نقول (اللهم إنى مغلوب فانتصر)
•عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح
Comments: 0