محلل تركي: الصراع في ميانمار ليس دينيا صرفا
أنقرة (معراج) – قال محمد أوزتورك، محلل الشؤون الآسيوية، ورئيس تحرير النشرات باللغات الأجنبية (غير التركية) في وكالة الأناضول، إنه من الخطأ اعتبار الصراع الدائر في ميانمار ناجما فقط عن خلافات دينية بحتة، وقث الأناضول.
كما شدد على ضرورة أن تمارس الدول المسلمة والمجاورة الضغط الدبلوماسي على حكومة ميانمار لوضع حد للأعمال الوحشية المرتكبة بحق المسلمين في أراكان.
وفي حوار مع الأناضول، أوضح أوزتورك أنه “من الضروري فهم تاريخ العداء كمسبب للعنف (في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة) والبعد الديني والعرقي هناك”.
يشار أنه منذ 25 أغسطس / آب الماضي، توجه أكثر من 480 ألفا من مسلمي الروهنغيا هربا من العنف في أراكان، إلى بنغلادش المجاورة، بحسب أحدث إحصاء للأمم المتحدة.
ولجأ مسلمو الروهنغيا إلى بنغلادش هربا من العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش الميانماري، والمليشيات البوذية المتطرفة، حيث قتلوا النساء والأطفال والرجال، ونهبوا المنازل وحرقوا أكثر من 200 قرية للروهنغيا.
وبحسب وزير الخارجية البنغالي حسن محمود علي، فإن حوالي 3 آلاف من مسلمي الروهنغيا قتلوا جراء العمليات العسكرية في أراكان.
واعتبر أوزتورك أنه “من الخطأ النظر إلى الصراع في ميانمار على أنه صراع ديني” بحت، مستشهدا على ذلك بأنه “لم تقع مجازر بدوافع دينية”.
ولفت المحلل التركي أيضا إلى “وجود جماعات دينية (متطرفة) يتم استغلالها لزجها في الصراع بميانمار”.
ومشيرا إلى الراهب أشين ويراثو، أهم رموز التطرف البوذي الذي يتزعم حركة معادية للإسلام والمسملين في ميانمار، أوضح أوزتورك أن هذا الراهب لا يمثل جميع البوذيين، تماما مثل مؤسس القاعدة أسامة بن لادن، وزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، فكلاهما لا يمثلان جميع المسلمين.
وشدد أوزتورك على ضرورة إيجاد طريقة لحل مشكلة التطرف، وعلى وجه الخصوص التطرف البوذي في ميانمار.
ونوه المحلل التركي بأن الصراع في ميانمار “تاريخي” أيضا حيث يعود إلى عام 1784، عندما غزا “بوداوبايا” الملك البورمي (نسبة إلى بورما قديما، وحديثا ميانمار) أراكان (راخين حاليا)، وأجبر مسلمي الروهنغيا على الفرار إلى بنغلادش.
وأضاف أن الروهنغيا (منذ آنذاك) لم ينظر إليهم على أنهم بورميون، بل لاجئون بنغاليون، كما أن حكومة ميانمار حرمتهم من حق المواطنة، كما لم يستطيعوا (إلى الآن) الحصول على حق التعليم والسفر”.
ومضى أوزتورك قائلا “ينبغي للدول المسلمة والمجاورة (لميانمار) مواصلة الضغط الدبلوماسي على حكومة ميانمار لوقف الأعمال الوحشية ضد المسلمين”.
وفي هذا الشأن، أكد أوزتورك أن حل الصراع في ميانمار يتعين إيجاده من داخل البلاد، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة أن يكون لاجئو الروهنغيا الذين يبحثون عن ملاذ آمن، قادرين على العودة إلى ديارهم بمجرد حل الصراع (في بلدهم).
وأخيرا، دعا أوزتورك خلال حديثه مع الأناضول، إلى تعاون متعدد الأطراف يشمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لبذل المزيد من الجهود لحل الصراع في ميانمار.
يشار أن تركيا كانت في طليعة الدول التي ساهمت في تقديم المساعدات للاجئي الروهنغيا، وأيضا رئيسها رجب طيب أردوغان كان من أوائل وأبرز القادة الذين سلطوا الضوء على اضطهاد الأبرياء في ميانمار، في عدة منصات، من بينها مؤخرا الأمم المتحدة.
ومنذ 25 أغسطس / آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في أراكان، أسفرت عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء، بحسب ناشطين محليين.
ودعت منظمتا “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” الحقوقيتان الدوليتان، الثلاثاء الماضي، مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على حكومة ميانمار لوقف التطهير العرقي بحق الروهنغيا.
وكالة معراج للانباء الإسلامية
Comments: 0