وعد بلفور.. عهد من لا يملك لمن لا يستحق
الرياض (معراج) – يصادف الثاني من تشرين الثاني من كل عام الذكرى السنوية لصدور وعد بلفور، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على مقولة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، وفق الرياض.
وكان “وعد بلفور” اسماً شائعاً لرسالة وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين، وذلك قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين، ولم يكن حينها عدد اليهود يتجاوز الـ(5 %)
وفي عام 1918، احتل الجيش الإنجليزي البلاد، ووضعها تحت الإدارة العسكرية، وبعد عام رفض أول مؤتمر فلسطيني في القدس إقامة “وطن قومي لليهود”، لكن الأمم المتحدة أقرت في 29 نوفمبر 1947 خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين، يهودية وعربية، ووضع القدس تحت السيطرة الدولية، ووافق زعماء الحركة الصهيونية على الخطة، بينما رفضها القادة العرب.
وجاء ديفيد بن غوريون ليعلن في 14 مايو 1948 قيام دولة إسرائيل بعد نهاية الانتداب البريطاني في فلسطين، ليبدأ تهجير السكان الأصليين، حيث تم تدمير ما يزيد على 400 قرية، وطرد ما يزيد على (760.000) فلسطيني بعد خمسة أعوام فقط من إعلان بن غوريون.
في الخامس من يونيو 1967، بدأت إسرائيل حرباً ضد مصر وسورية والأردن، وتمكنت خلالها من احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء، وبدأ الاستيطان بعد وقت قليل من نهاية الحرب في الأراضي المحتلة.. ولم يتوقف حتى الآن.
ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إحياء ذكرى وعد بلفور بلندن، حيث سيحضر حفل عشاء في المناسبة مع نظيرته تيريزا ماي، التي أكّدت أنّها ستحيي التاريخ بـ”فخر”، رغم الانتقادات للاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ خمسين عاما لأراضٍ فلسطينية، إذ اختار زعيم المعارضة جيريمي كوربين أن يتغيب عن الحفل، منيباً وزيرة خارجية حكومة الظل العمالية اميلي ثورنبيري. في المقابل، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بريطانيا بالاعتذار عن الظلم التاريخي الذي ارتكبته بحق شعبنا وتصويبه بدل الاحتفال به، قائلاً: “لقد أصبح لزاما على المجتمع الدولي، ونحن نقترب من المئوية الأولى لوعد بلفور المشؤوم، إنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا”.
وكالة معراج للأنباء
Comments: 0