أحاديث استمرار الجهاد والهجرة إلى قيام الساعة
د. محمد أبو صعيليك
(معراج) – هناك أحاديث نبوية شريفة تخبر عن دوام الجهاد ودوام الهجرة في حياة الأمة المسلمة إلى قيام الساعة، وهذه تعد مما يبشر بنصر الإسلام والمسلمين والتمكين لهم في الأرض، ذلك لأن دوام الجهاد في الأمة هو دوام لعزها وقوتها وعنوان حياتها، ووجود الهجرة في الأمة دليل انحياز أهل الخير في كل وقت إلى تجمع الخيرين ودليل الحركة الدائبة في الأمة. ومن هنا سنذكر الأحاديث التي تنص على دوام الجهاد ودوام الهجرة بعون الله تعالى كما يلي:
– حديث سلمة بن نفيل الكندي:
قال سلمة بن نفيل رضي الله عنه: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله! أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وقالوا لا جهاد؛ قد وضعت الحرب أوزارها. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال: “كذبوا، الآن الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويُزيغ الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله…” الحديث.
شرح الحديث:
في هذا الشطر من الحديث بيان لاستمرار الجهاد ودوامه إلى قيام الساعة، وهو أمر مهم في حياة الأمة المسلمة التي كان الجهاد عنوان حياتها ورمز عزها، وكان دوام الجهاد فيها دليل على القوة فيها، وفي هذا من دلائل العزة للأمة الوجوه التالية:
1- الجهاد عنوان قوة الأمة ودوامه فيها يحقق للأمة تلك القوة المرادة.
22- الجهاد وسيلة لإزالة العقبات من وجه الدعوة الإسلامية وسلاح لحماية الدعاة على الله تعالى، الذين ينتشرون في بقاع الأرض، وهذا يعني قيام الأمة المسلمة بمهمة الدعوة إلى الله تعالى ولا تقوم الأمة بهذه الوظيفة إلا وهي قوية مرهوبة الجانب، يحسب لها عدوها ألف حساب، وهي هنا ترسل دعاتها لاكتساح قلوب أهل بلادهم بالقرآن، فإن وقف في وجه الدعاة أحد فالجهاد هو السبيل لإزالة تلكم العقبات كائناً ما كانت
33- الأمة التي تجاهد تطلب النصر، وهي تدفع عن نفسها الأخطار ولو كانت ضعيفة ما قامت بذلك.
هذه بعض المعاني المفهومة من هذا الحديث النبوي الشريف المبشر والذي يبشر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بالمنعة والتمكين في مستقبل أيامها بعون الله تعالى.
حديث نهيك بن صريم السكوني:
عن نهيك بن صريم السكوني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لتقاتلن المشركين، حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن، أنتم شرقيه وهم غربيه”، ولا أدري أين الأردن يومئذ.
شرح الحديث:
في هذا الحديث بشارة عظيمة لهذه الأمة بامتداد عطاء الخير فيها، واستمرار جهاد المشركين على كافة أشكالهم إلى آخر الزمان، وهذا يومئ إلى أن الجهاد لا ينقطع من هذه الأمة، ولا يوقف فيها مهما حالت دونه العقبات، ومهما وقف في وجهه من وقف بشتى المسميات، فهو باقٍ إلى قيام الساعة، وما دام الجهاد كذلك فالأمة فيها حياة، إذ أن حياة الأمة لا تكون إلا بالجهاد والجهاد وحده.
وهذا الحديث يخبر الأمة بأن أياماً مجيدة في تاريخها المستقبل ستأتي بعون الله تعالى، وأنها ستعود فتية جذعة؛ تقاتل أعداء الله حتى تقاتل الدجال ومن معه على ضفاف نهر الأردن.. هكذا بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة المسلمة في هذا الحديث الشريف، فهل تكون الأمة على مستوى وقدر هذه البشارة النبوية، فتحقق من نفسها بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لها، ولا تتواكل ولا تتخاذل، ولا ترجع إلى كل ما حذرها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ نرجو أن يكون ذلك بعون الله تعالى.. والله المستعان.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية
Comments: 0