أسرى الجهاد الإسلامي يحيون الإنطلاقة و الاستشهاد بأمعائهم الخاوية

غزة(معراج)- ارتبط نهج الإضراب الفردي عن الطعام للأسرى في سجون الاحتلال بحركة الجهاد الإسلامي وأسراها الذين سطروا بهذا النهج وثباتهم إرادة قهرت السجان وجعلته يرضخ لمطالبهم في كل مرة.

وكان الإضراب الأوضح للشيخ “خضر عدنان” في إضرابه الأول في العام 2011 عندما قال بأمعائه وجوعه لا لممارسات الاحتلال خلال اعتقاله وإهانته خلال التحقيق، فربط اسمه بالإضرابات ووصف بإنه “مفجر ثورة الإضرابات في السجون”.

ولكن ما لا يعلمه الكثيرين، أن معارك الإضراب الفردي بدأت قبل ذلك، وبإرادة أسيرات الجهاد الإسلامي أيضا عندما أعلنت كل من الأسيرة “عطاف عليان ” و”منى قعدان” إضرابهما عن الطعام في السجون لتحسين ظروف اعتقالهما.

واليوم، في شهر تشرين الانطلاقة والشهادة لا يزال أٍسرى الجهاد الإسلامي قادة وكوادر، يواصلون إضرابهم على نهج الجهاد الإسلامي الصلب، وعلى رأسهم الشيخ “طارق قعدان” المضرب عن الطعام منذ 75 يوما، والأسير مصعب الهندي المضرب عن الطعام منذ 20 يوما، ومن قبلهما الأسير “سلطان خلف” الذي أستمر إضرابه 67 يوما وأعلن عن فك إضرابه بعد رضوخ إدارة السجن لمطالبه في 22 سبتمبر الفائت.

وليس هذا الإضراب الأول لكل من الأسير “قعدان” ولا الأسير “الهندي” الذي أضرب عن الطعام العام الفائت للإفراج عنه من الاعتقال الإداري المتجدد بعد إضراب أستمر 33 يوما.

وبالعودة إلى الإضرابات الفردية لأسرى الجهاد الإسلامي، خاضت الأسيرة عطاف عليان في العام 1992 أول إضراب فردي لها لمدة 34 طالبت فيها عليان، التي أعتقلت وحكم عليها بالسجن 15 عاما، عشرة منها لتخطيطها لتنفيذ عملية استشهادية، وخمسة لمحاولتها خنق سجانة كانت تتعمد معاملتها بشكل سيء، وبعد عزلها أعلنت الإضراب للعودة إلى الأقسام.

اقرأ أيضا  الحمد الله يطالب بتسلم الأمن الداخلي في قطاع غزة

 خلال هذه الأيام فشلت كل محاولات الإدارة الضغط عليها لفك إضرابها إلا بعد خروجها من عزلها وتحسين ظروف اعتقالها وهو ما كان لها.

وفي العام 1997 أفرج عن عليان ضمن صفقة الإفراج عن الأسيرات ضمن أتفاق أوسلو، ولكن الاحتلال عاد من جديد لاعتقالها في أكتوبر 1998 خلال توجهها في حافلة لجامعة بيرزيت من بيت لحم للمشاركة في إحياء ذكرى “المعلم فتحي الشقاقي” وحولت للاعتقال الإداري.

لم ترضخ عليان لهذا الاعتقال، وأعلنت الإضراب بعد ثلاثة أيام فقط، استمر إضرابها 40 يوما كان إضرابا بطوليا لتعلن أنها لن تفك إضرابها إلا بالإفراج عنها: “كان شعاري واضحًا أنني سأخرج من السجن ولن أقبل بأي مفاوضات، وبالمقابل كان الجميع يحاول الضغط المسؤولين الفلسطينيين والأهل” قالت.

رفضت عليان كل مفاوضات عدم التجديد مقابل وقف الإضراب، إلا بعد اتفاقٍ مكتوبٍ وبحضور وزير الأسرى في السلطة الفلسطينية، على أن يتم علاجها في عيادة السجن ثم الإفراج عنها، وحينما تأخر الإفراج لثلاثة أيامٍ فقط أعلنت من جديد الإضراب وانتزعت حريتها.

هذا الإضراب كان من أوائل الإضرابات ضد الاعتقال الإداري في تاريخ الحركة الأسيرة، سطرت فيه عليان بطولة لا محدودة، تجددت في عام 2003، عندما اعتقلت على خلفية عملها الدائم في جمعية النقاء الخيرية التي افتتحت مركزًا جراحيًا للعناية بجرحى انتفاضة الأقصى. وأبقيت في مركز التحقيق بعد اعتقالها، وهو ما شعرها أن هناك أمر اعتقال إداري بانتظارها فأعلنت الإضراب لتقوم سلطات الاحتلال بعد ثلاثة أيام فقط بنقلها لسجن الرملة وتحويلها لقضية ووجهت لها تهمة واضحة حكمت بالسجن تسعة أشهر.

اقرأ أيضا  تقرير:2019 العاصف.. غضب الشعوب يطوق العالم

خرجت عطاف من السجن وتزوجت، ورزقت بابنتها عائشة. لكن قبل أن تُكمل الطفلة عامها الأول، فكان الإضراب الفردي الرابع لعليان، التي إضربت للمطالبة بضم رضيعتها إليها في المعتقل، ولما كان السجان يعرف ماهية إضراباتها وصلابتها، كان التفاوض معها فورًا ثم السماح لها بضم ابنتها إليها داخل المعتقل بعد أيامٍ من الإضراب.

نقطة التحول في الإضرابات الفردية، وما رافقها من التفاف شعبي ودولي حول هذا النوع من الإضرابات، ضد الاعتقال الإداري، إلى معركة جماعية في اسلجون وخارجها، كانت في نهاية العام 2011 عندما أعلن أحد رموز الحركة ورجالاتها في الضفة “خضر عدنان” الإضراب المفتوح عن الطعام.

استمر إضراب الشيخ عدنان صامتا حتى اليوم 18 من إضرابه، عندما شارك والده في اعتصام للأسرى وسط رام الله وتحدث عن إضرابه بسبب إهانته في الاعتقال والتحقيق، في هذا الإضراب أعلن عدنان الإضراب عن الحديث إيضا.

واستمر الإضراب 60 يوما، ألتزم فيها عدنان بالإضراب على الطريقة الإيرلندية، أي الإضراب بالامتناع عن شرب الحليب والمحاليل، خلال هذا الإضراب كان إضرابات متفرقة من أبناء الحركة تضامنا معه، ولكن انتصاره المدوي جعل التجربة أقرب للأسرى، وخاصة أسرى الجهاد الإسلامي المعتقلين إداريا الذين تلقفوا خلاصهم فيها.

وعلى رأسهم كان الإضراب الشهير لكل من “بلال ذياب” و” ثائر حلاحلة” في العام 2012، هذا الإضراب كان أسطورة حقيقة، أبدى خلالها الأسيران صمودا غير عاديا، وإرادة كسرت إرادة السجان وبطشه، حتى وهم يقتربون من الموت، كما يقول المحرر “بلال ذياب:” في اليوم 77 للإضراب بدأت أرى أمواتا فقط، فقدت كل القدرة على الحركة والتركيز والنظر، ولكني بقيت أقول لا لشرب المحلول حتى دخلت في مرحلة ما بين الموت والحياة، وكنت أقرب للموت وافقت على أخذ الحقنة المحلول التي تبقيني على قيد الحياة،  ولكن كي لا يكون بلا ثمن طلبت أن أهاتف والدتي، لم تكن لدي قوة لسماع صوتها، مجرد ان أجبرتهم على قبول شرطي، وكي لا يعد ذلك تنازلا مني وبلا ثمن”.

اقرأ أيضا  الظلم عاقبته وخيمة

“ذياب” فك إضرابه بعد يوم فقط عندما أيقنت إدارة السجن إن أبناء الجهاد الإسلامي وتلاميذ الشقاقي من الصعب هزيمتهم ولو بالموت، فكان الانتصار الثاني المدوي ل“بلال ذياب” ورفيقه “ثائر حلاحله”، واستطاعا أن ينتزعا إفراجا جوهريا بدون تمديد إضافي.

بعد هذا الانتصار، سطرت انتصارات متتالية للأسرى الذين انتهجوا هذا النهج، ومن بينهم القياديين في الحركة الأسيران “جعفر عز الدين” و”طارق قعدان” اللذين انتزعا حريتهما بعد إضراب أستمر 93 يوما، وذلك في العام 2013.

هذه الانتصارات هي ما يجعل عائلة الأسير الشيخ طارق قعدان تنتظر انتصاره قريبا وكأنه واقعا، كما تقول شقيقته منى قعدان:” أنا على يقين بهذا الانتصار فكل الإضرابات التي خاضها كان يخرج منها منتصرا، فهو يعرف كيف يدير معركته، وكيف ينتصر على السجان، بإرادته وقوته ينتزع حريته”.

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.